اطلعتُ على ما نشرته صحيفة تواصل، وما تم تداوله في وسائل التواصل تحت عنوان : " تواصل تكشف قصة اللبناني ودورة مكياج الفتيات بالرياض.. اختلاط ومخالفات بالجملة . هكذا جاء العنوان. وبصفتي أحد مواطني هذه البلاد المباركة؛ التي هي محطّ أنظار المسلمين خصوصاً، والعالم عموماً فسأطرق الموضوع من ناحية نظامية استناداً إلى الأنظمة المرعية المعمول بها والواجب تنفيذها من قبل الجهات الرقابية المعنية فأقول : إنّ الإعلان عن إقامة مثل هذه الدورات والترويج لها، والتي يتولى فيها الرجال تدريب النساء، والاختلاط بهنّ، أمر منصوص على منعه بموجب أنظمة الدولة، ذلك أن المملكة العربية السعودية، دولة إسلامية، ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. كما جاء في منصوص المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم . والأسرة في المجتمع السعودي يُربى أفرادها على أساس العقيدة الإسلامية، وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله، ولرسوله، ولأولي الأمر، واحترام النظام وتنفيذه، وحب الوطن والاعتزاز به وبتاريخه المجيد. كما جاء في المادة التاسعة من النظام ذاته. وتحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة، والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية، ورعاية جميع أفرادها، وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم، كما نصت على ذلك المادة العاشرة . وقد التزمت الدولة بحماية عقيدة الإسلام، وتطبق شريعته، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. كما جاء في المادة الثالثة والعشرون من النظام الأساسي . وبناءً على ذلك فقد جاء ضمن ضوابط وإجراءات إقامة ورش العمل أو الدورات التدريبية ، التي نص عليها البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات العديد من الضوابط والاشتراطات ومنها : o يمنع إقامة الاجتماعات وورش العمل والدورات التدريبية في الفنادق وصالات المؤتمرات والمناسبات من دون ترخيص من البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات. o يجب المحافظة على القيم الإسلامية والضوابط الشرعية والتعليمات والأنظمة العامة في المملكة أثناء تنظيم الفعالية. o يجب إشعار المشاركين في الفعالية بما تفتضيه الأوضاع الاجتماعية في المملكة من حيث المظهر والالتزام بالاحتشام في الملبس. والتزام المقيمين في المملكة العربية السعودية بأنظمتها – واجب شرعي ونظامي -، وعليهم مُراعاة قيم المجتمع السعودي واحترام تقاليده ومشاعره. بناء على ما ورد في النظام الأساسي للحكم في (المادة الحادية والأربعون) . وما ينشر بين الفينة والأخرى في وسائل التواصل الاجتماعي من إقامة بعض الفعاليات النسائية المختلطة، أو الدورات التدريبية التي يقوم فيها الرجال بتدريب النساء، أمر لا يجوز السكوت، أو غض الطرف عنه من قبل الجهات الرقابية المسؤولة، فالأنظمة واضحة لا قصور فيها، والواجب ملاحظة من يقف خلفها سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات أو شركات ، وقد صدرت العديد من الأوامر السامية القاضية بالتأكيد على كافة الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى بالتقيد بالأنظمة والتعليمات والالتزام بتنفيذ ما يصدر إليها من أوامر سامية بسرعة وبما يحفظ الحقوق ويصونها .. وكذلك التكليف بمتابعة جميع الأوامر السامية وقرارات مجلس الوزراء ومتابعة إصدار اللوائح التنفيذية بشكل دقيق وفعال والتأكد من تنفيذها. وفي الختام فإن الدفاع عن الدين والوطن، وقيم المجتمع الإسلامية واجب ديني ووطني على كل مواطن ومواطنة، والتساهل في خرق قيمه وأخلاقه إخلال بهذا الواجب، ومؤذن بالهلاك، وقد جاء في الحديث الصحيح عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مثل المدهن في حدود الله، والواقع فيها، مثل قوم استهموا سفينة، فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها، فكان الذي في أسفلها يمرون بالماء على الذين في أعلاها، فتأذوا به، فأخذ فأسا فجعل ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: ما لك، قال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم " .
عضو الجمعية العلمية السعودية للحسبة عبدالرحمن بن ظافر القشيري
