الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تأمل صورتك الذهنية

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

كان ضعيف البنية، ولم يستطع المشي إلا بعد الثالثة من عمره، ضعف بصره حتى فقده في عمر العشرين، ومع هذه التحديات الصحية شق طريقه حتى أصبح علماً من الإعلام، فإذا ذكر الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- في ترجيح مسألة فقهية تطمئن نفوس كثير من الناس لقوله، هذا العلم بدأ طريقه في تدرج علمي وجهود مكثفة حتى وصل إلى ما وصل إليه، إنه توفيق الله تعالى وإعانته للعبد، ثم تحديد أهدافك في الحياة وطبعها في داخلك، فمن تأمل مسيرة هذا الإمام يرى بوضوح أنه يرى من نفسه أنه طالب علم في كل الفترات التي عاشها والمناصب التي تقلدها.

اضافة اعلان

لكل منا صورة ذهنية وضعها لنفسه وتشكلت منذ نشأته وتعليمه والبيئة التي عاش فيها، هذه الصورة مؤثرة في رسم الأهداف وتحديد الأولويات وترسيخ القناعات، ومن أراد أن يعرف في أي طرق يسير، فما عليه إلا يجلس مع نفسه جلسة محاسبة ويراقب أوقاته أين تذهب ومع من تستهلك؟ فالنشاطات التي نصرف لها وقتاً طويلاً خلال الأسبوع هي أولوية حالية لحياتنا، سواء كانت هذه النشاطات تحقق لنا أهدافاً في حياتنا أم لا؟ فمن يصرف جزءً كبيراً من وقته في المسجد لحفظ القرآن، فهذا العمل أولوية في حياته، ومن يقضي وقتاً طويلاً في نادٍ رياضي، فالرياضة أولوية في حياته، فإن أردنا تصحيح المسار وتحقيق أهداف طموحة فلا بد أن نراقب ذواتنا ونشاطاتنا وأوقاتنا وصداقاتنا.

كثير من الناس يرسم هدفاً ليحققه، وما أن يمر عليه عدة أيام يتوقف عن تحقيق الهدف، فما السبب يا ترى؟ ولهذا عدة أسباب من أهمها أنه لم يراقب صورة الهدف في ذهنه، ولم يستطع أن يجعل الهدف جزءًا من صورته ومن ذاته، لذلك فقدان الهدف لا يعني له شيئاً، لذلك من أولى خطوات بناء صورتك الذهنية الإيجابية عليك أن تستعين بالله تعالى وتتوكل عليه وتلجأ إليه سبحانه، ثم اكتب الهدف الطموح الذي تريد تحقيقه، بعدها قم بتجزيء الهدف وفق خطة تناسبك، إذا وضح الهدف ووضحت خطتك تحتاج إلى أن ترسم الهدف في مخيلتك وأن يرافقك الهدف ليل نهار وفي حال النوم واليقظة لأنه أصبح جزء منك وتحقيقه يعني لك شيئاً كبيراً، ومن الوسائل المعينة للوصول إلى أن يكون هدفك جزءًا منك أن تكتب المكاسب التي ستحصل عليه من تحقيق هذا الهدف، وكذلك ماذا ستخسر لو لم يتحقق هذا الهدف، اكتبها في ورقة وألقِ عليه نظرة بين ألفينة والأخرى، استشعر المكاسب وأطلق عنان فكرك له، حاول أن تعيش الهدف وتوظف من حولك سواء كانوا أشخاصاً أو أماكن تذكرك بهذا الهدف ومكاسبك منه، إذا وصل المرء إلى درجة عالية من التحفيز والدافعية سنطلق نحو هدفه ولن توقفه التحديات والعوائق.

فلو تأملت في الناجحين من حولك سواء كانوا علماء أو أدباء أو رياضيين أو أطباء وغيرهم، تجد أنهم رسموا تخصصهم في أذهانهم فلا يرون أنفسهم إلا بهذه الصفة وهذا الطريق، ولو أتى أحدهم ليبعدهم عنها ترى عودتهم سريعاً لطريقهم الذي اقتنعوا به وأصبح جزء من تفكيرهم وعواطفهم ونشاطاتهم، ومن رسم في نفسه صورة له سيراه الآخرون عليها، فغير ما نفسك واطلب العون من الله ستغير نظرة الآخرين لك وتصل لأهدافك بنجاح بعد توفيق الله.

د. تركي بن خالد الظفيري

@turkialdhafiry

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook