الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

زيارات «روحاني» الخليجية.. إقرار بالهزيمة في اليمن وهروب من العزلة

روحاني-والسلطان-قابوس
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - إسلام الشحات:

 - روحاني في الخليج للاعتراف بهزائم إيران باليمن في شكل دبلوماسي

اضافة اعلان

 - إيران تتوسل للحوار مع الخليج خاصة المملكة لكنها تخشى شعبها

 - طهران تهرول إلى الخليج خوفاً من التحالف السعودي - التركي

 - أي مرونة مع إيران دون تغيير على الأرض ستسبب معاناة أكثر مستقبلاً

وسط ترقب واهتمام إقليمي ودولي بمستقبل العلاقات "الخليجية - الإيرانية"، زار الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، في جولة قصيرة لمدة يوم واحد فقط، سلطنة عُمان ودولة الكويت؛ لبحث سبل تحسين العلاقات بين طهران ودول مجلس التعاون.

وفتحت زيارة "روحاني" باب التساؤل عن أبعاد ودلالات محاولة طهران للانفتاح على دول الخليج، فهل تدفع المستجدات الإقليمية والدولية إيران إلى العودة للوراء؟ أم أنها تحاول الخروج من المأزق اليمني بأقل الخسائر الممكنة، والحفاظ على مكاسبها في سوريا والعراق؟ وهل تُوقف إيران تدخلاتها في المنطقة بعد هذه الزيارات؟

تنازل بعد هزائم اليمن

رأى الدكتور محمد السلمي، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن زيارة "روحاني" إلى عمان والكويت هي بمثابة نية من النظام الإيراني للاستسلام في الحرب اليمنية، ولكن في "قالب دبلوماسي، يظهر طهران في صورة الحمل الوديع، الذي يراعي حق جيرانه".

وقال "السلمي" في تحليل نشره على حساب "شؤون إيرانية" بموقع "تويتر": إن "المحاولة الإيرانية تؤكد أن طهران أيقنت بقرب سقوط الحركة الانقلابية في اليمن، وسوف تتوقف عن الدعم إجباريّاً؛ بسبب إغلاق المنافذ، ينبغي فهم ذلك".

وأضاف الخبير في الشؤون الإيرانية: أن "طهران تابعت تقدم قوات الشرعية في محافظة المخا، والاقتراب من محاصرة ميناء الحديدة؛ وبالتالي خنق الانقلابيين؛ لذا تريد الظهور بالتنازل".

وأكَّد "السلمي" أن "إيران ستحاول إبداء مرونة سياسية في الأزمة اليمنية، بمحاولة التخلي عن دعم ميليشيات الحوثي"، لكنه حذَّر في الوقت نفسه من أن "هذا التخلي إن حدث سيكون بمنزلة خدعة إيرانية لدول الخليج".

إيران تتراجع وتطلب الحوار

[caption id="attachment_701393" align="aligncenter" width="1200"] أمير الكويت يعقد جلسات مباحثات مع روحاني[/caption]

بدوره فسر الكاتب الصحفي يوسف علاونة، زيارة "روحاني" بأنها تراجع إيراني في ظل المستجدات الإقليمية والدولية، مؤكداً أن إيران تتوسل للحوار مع دول الخليج لا سيما المملكة العربية السعودية لكنها تخشى شعبها؛ "لذلك ستجد روحاني (يتعنطز) في العلن بينما هو يقبِّل الأيادي في السر"، على حد وصفه.

وقال "علاونة" في تحليل نشره عبر قناته بموقع "يوتيوب": إن "إيران طلبت عبر الكويت الحوار مع دول الخليج، ووعدت ببذل كل جهد للتفاهم في كل القضايا، مُبَيِّناً أن الكويت نقلت الطلب لشركائها الخليجيين، واتفقوا على شروط الحوار مع إيران.

وسرد الكاتب الصحفي شروط الحوار - بحسب معلوماته - وهي: "وقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية (سوريا واليمن والعراق ولبنان)، ودخل في هذا تفاصيل كثيرة، منها وقف دعم الجماعات الإرهابية، وتهريب السلاح، والكف عن الدعوة لتصدير الثورة، ووقف الحرب الإعلامية الطائفية ضد السُّنة وسب رموزها".

وتابع "علاونة" قائلاً: إن "الشروط تضمنت التعاون في التصدي لتهريب المخدرات القادمة من إيران، التي يعتقد بأن أجهزة رسمية إيرانية تتولى ذلك مع وجود أدلة على هذا، ووقف الدعم الإيراني الموجه لما يسمونها (أحزاب الله) وهي أحزاب الدعارة والحشيش والشرك بالله"، على حد وصفه.

التقارب الخليجي التركي

تأتي زيارة "روحاني" للكويت وعمان أيضاً بالتزامن مع قرب نهاية جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي زار خلالها البحرين ثمَّ المملكة العربية السعودية، مختتماً جولته بالدوحة، التقى خلالها بزعماء دول الخليج حيث ناقشوا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إضافة إلى الملفات الشائكة وفي مقدمتها الملف السوري، والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة.

ولا شك أن التقارب التركي الخليجي يزعج طهران بصورة كبيرة، خاصة في ظل تباين وجهات النظر الإيرانية التركية في كثير من الملفات أبرزها الملف السوري، وفكرة إقامة مناطق آمنة، في الوقت الذي تتطابق فيه رؤيته مع توجه الخليجيين؛ وهو ما يصب في غير مصلحة طهران.

ومن ثمَّ فإن زيارة "روحاني" الخليجية للكويت وعمان، ربما تأتي كرد فعل على جولة الرئيس التركي "أردوغان" الأخيرة، في محاولة لعدم ترك الساحة الخليجية كاملة أمام الأتراك، والبحث عن موطئ قدم يحفظ لإيران نفوذها الإقليمي.

وفي هذا الصدد، حذَّر الخبير في الشؤون الإيراني، الدكتور محمد السلمي، من أن "زيارة روحاني إلى عمان والكويت تتزامن مع زيارة الرئيس التركي إلى المنطقة؛ إذ تخشى ظهران أن يكون هناك تنسيق سعودي تركي بشأن سوريا".

سوريا والعراق والأحواز

وبالنظر إلى الملفات الساخنة حالياً والتي تسعى إيران لتهدئة الأوضاع فيها نجد أنها تسعى للحفاظ على مكاسبها في العراق وسوريا، حيث قال "السلمي" في تحليله بهذا الصدد: إن "الإعلاميين الإيرانيين يروجون لمقترحات إيرانية حول الزيارة قد يكون من بينها تراجع إيران في اليمن للحفاظ على المكاسب في سوريا والعراق".

وأكَّد الخبير في الشؤون الإيرانية أن "طهران تتبع سياسة عدوانية، وأي مرونة خليجية مع إيران دون تغيير حقيقي لهذا السلوك على أرض الواقع يعني عودتنا إلى المربع الأول؛ وسنعاني مستقبلاً".

ونصح "السلمي" بعدم الانخداع بالمحاولات الإيرانية، قائلاً: "لا ينبغي أن ننخدع بوعود الثعلب روحاني، والوجه المبتسم (بزيادة) ظريف، وننتظر خطوات على الأرض، تثبت جدية إيران، وليس تكراراً لأسطوانة مشروخة".

وفي السياق ذاته، لفت الكاتب الصحفي يوسف علاونة، إلى اشتعال جبهة داخل إيران، وهي الانتفاضة العارمة داخل مدن الأحواز ضد ما أسماه "الاستعمار الفارسي"، حيث إن مدن الأحواز محرومة من الكهرباء، بينما النفط يسرق من أرضها، مُبَيِّناً أن الأحوازيين اكتشفوا أن إيران حفرت أنفاقاً سرية لنهب المياه من أنهار الأحواز ومياهها الجوفية.

لماذا الكويت وعمان؟

[caption id="attachment_701396" align="aligncenter" width="1024"] السلطان قابوس يستقبل الرئيس الإيراني روحاني[/caption]

تتميز العلاقات بين إيران من جانب، والكويت وسلطنة عُمان من جانب آخر، بالقوة والمتانة؛ وهو ما تجسده الزيارات المتبادلة بين الجانبين بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة؛ إذ تعد مسقط والكويت نافذة طهران الوحيدة للتواصل مع الخليج خاصة المملكة العربية السعودية.

وفي تقرير نشرته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، تناول اللقاء عمق العلاقات بين إيران والكويت، حيث كانت إيران من أولى الدول التي اعترفت رسمياً باستقلال الكويت عام 1961؛ ومِنْ ثَمَّ إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية عام 1962.

أشار التقرير إلى ما شهدته السنوات القليلة الماضية لعدد من الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين، وأبرزها في يونيو عام 2014 حين قام أمير الكويت بزيارة رسمية لإيران بحث خلالها والرئيس روحاني سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتنميتها وعدداً من القضايا ذات الاهتمام، وآخر مستجدات الساحتين الإقليمية والدولية، كما تعد الكويت من الدول الأولى التي هنأت طهران على الاتفاق النووي المبرم في 2015.

وعلى الجانب الآخر، تتمتع العلاقات بين طهران ومسقط بخصوصية مستقلة، تفوق ما هي عليه مع الجانب الكويتي، حيث إن سلطنة عُمان من الدول القليلة التي تتبنى وجهة النظر الإيرانية على طول الخط، حتى وإن تعارضت مع وجهة النظر الخليجية؛ وهو ما ساهم في توتر العلاقات العُمانية الخليجية لفترات طويلة.

آخر زيارة خليجية

وتعود آخر زيارة للرئيس الإيراني إلى سلطة عُمان إلى مارس 2014، فيما زار السلطان قابوس طهران في أغسطس 2013، حيث لعبت عُمان دور وساطة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في ملفات عدة، خصوصاً المفاوضات حول الملف النووي الإيراني.

وقطعت المملكة العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يناير عام 2016؛ بعد اعتداء إيرانيين على السفارة السعودية في طهران، فيما استدعت الكويت وقطر والإمارات والبحرين سفراءها تنديداً بالواقعة؛ الأمر الذي عمَّق من عزلة طهران دوليّاً.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook