الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الشخصية الغربية

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
طبيعة الغربي التحفظ ، قد يكون منفتحاً إلى حد ما في ظروف معينة بعد لقاءات متعددة وصحبة طويلة.... في الطائرة كانت إلى جانبي امرأة ألمانية كنت اقرأ سورة مريم وحدثتها - عرضاً - عن قيمة مريم وعيسى في القرآن ثم تحول الأمر إلى نقاش ... هل أنتِ نصرانية ؟ ! نعم (رغم ما أتضح لاحقاً أن النصرانية بالنسبة لها صفة وانتماء أكثر منها تديناً وممارسة لطقوس النصرانية) أجابت مؤكده : هذا ما اعتقده ... شرحت لها رفع عيسى عليه السلام وأنه حي وسينزل آخر الزمان ويقتل المسيح الدجال...(الغريب أنها تؤمن بأن عيسى عليه السلام لم يصلب ولكنه رفع إلى السماء.. استغرب ذلك فقلت في نفسي هذه ليست من عقائد النصارى اليوم...! ) تعجبت جداً دون رفض أو موافقة !. لم يتضح - حتى هذه اللحظة - فهمها للدين النصراني لكنها - كما تقول - تشعر أنها قريبة من الخالق وتناجيه وتتواصل معه .. لها ستة جلسات في السنة (لا أدري لماذا هذا العدد !) تتواصل فيها مع الله ...!!! رؤية مضطربة للدين تؤمن بالله في نفس الوقت تؤمن بنظرية دارون الإلحادية والنشوء والارتقاء ...!! تؤمن بالخالق وأنه عادل لكن ترى أفعالاً في الدنيا لا تمت لعدل الخالق...!! قلت لها : ألا تؤمني بأن هناك حياة أخرى ؟ قالت : لا قلت : إذن أين وكيف يتحقق عدل الخالق - كما تزعمين - في الدنيا ؟ لم تجد جواباً...! اشتكت من الجوع وأنها لم تأكل ولم تنم البارحة وتقديم الطعام في الطائرة سيستغرق وقتاً لأننا كنا في آخر صف نهاية الطائرة... سارعت بإحضار بسكويت من الشنطة (مهدئ للمعدة)فرحت بها كثيراً وشكرتني كثيراً كأني أعطيتها كنزاً ! عرجنا ثانية على النقاش ثانية وكيف أن الله أرسل الرسل ليعلموا الناس التوحيد ويبينوا لهم كيفية العبادة وينظموا أمور حياتهم... أغلب الوقت كان التعجب والاستغراب !.. أحياناً تسأل وأحياناً بدون تعليق !... الجيد في الأمر أنها لم تكن حادة في الرفض ولم تكن ذات مواقف تشنجية .. اتسع النقاش حول حياتها الشخصية وأسهبت فيها بطريقة لم أتوقعها لدرجة أنها طلبت النصيحة حيال وضعها وجدتها فرصة لبيان أهمية الاستقرار والحياة الأسرية وان يضع الإنسان لنفسه اهدافا يسعى لتحقيقها. نزلنا من الطائرة في محطة ترانزيت وصادف أن كنا في نفس البوابة مع فارق دقائق في الزمن بين طائراتنا ... فصادف أن أكملنا الحديث في الصالة .. فتحت الجوال وشغلت القرآن وطلبت منها السماع... لأول مرة تسمع القرآن .. قالت : لا أفهم شيئاً ... قلت : أعرف لكن هل وجدت لهذا الكلام أثر عليك ؟! قالت : نعم إنه غير عادي..! لم أشأ أن أوغل في الحديث عن الإسلام فاكتفيت بنقاش عام ثم طلبت أن تمشي لتحريك الأعضاء .. صادفنا بعض الاخوة من الباكستان محجوزين في غرفة في المطار (ترحيل قسري بناء على اشتباه ... كانوا من التبليغ وأجبروا على الخروج) تحدثوا معي بطلاقة واقبلوا علي ببشاشة ... قفلنا عائدين وكانت متكدرة جداً : ما هؤلاء الناس؟ أنا اقف امامهم لم ينظروا إلي ولم يخاطبني ولم يحييني احد .! هل هذا من دينكم ؟! ألأني امرأة ؟! أو لأني غربية ؟! هل يحتقرون وجودي ؟!...! وقعت في حرج شديد أدافع عنهم أم أدخل في متاهة العلاقة بين المرأة والرجل في الإسلام (سألتني سابقاً هل زوجتك تغطي وجهها في كل الأحوال عدا معك ؟!) حاولت تجاوز الموضوع وأشرت إلى العادات وبينت الفروقات بين المسلمين (مكرها أخاك لا بطل !) وتفاوت الإفهام حول أسلوب تطبيق الإسلام عند البعض .. قبلت كلامي على مضض لكن في نفسها غصة ! وتذكرت حديثها السابق أنها تتذكر انها قرأت وشاهدت شيئا ما عن الإسلام والمسلمين (ويظهر أن النظرة سلبية لكنها لم تذكر ذلك تحرجاً !)... أهداني أحد الأخوة الباكستانيين قنينة دهن عود قبلت الهدية ثم أعطيتها لها لاحقاً جربتها وأعجبت بالعطر وشكرتني على الهدية !! استخدمت المسواك أمامها عامداً فاستغربت من هذا العود الخشبي ... شرحت لها ميزاته فأعجبت به ، فأهديتها واحداً فقبلته ممتنة ، ثم كان موعد الرحلة فودعتني شاكرة جداً للهدايا القيمة التي أعطيتها إياها !!اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook