الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

جامعاتنا.. والقطاع الخيري

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
لا تكاد تخطئ عينك النمو في قطاعنا الخيري السعودي كماً ونوعاً، ومع الحراك المشكور لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية لحفز القطاع، وتقويته بالممكنات والأدوات المختلفة، والعمل على كل المحاور بجهود متفاوتة.. اضافة اعلان

إلا أنني أظن أن الزمن يسبق الجميع..!

فالعمل على محور الأنظمة واللوائح والتنظيمات رائع جداً، وهو نوع من أنواع الاستدامة.. والتي تثمر دوام الأعمال، بعيداً عن توجهات الأفراد وإن كانوا قادة رأي وفكر.

إلا أني أظن ظناً.. وليس كل الظن إثما.. أن التكامل الأكاديمي على مستوى الجامعات مع قطاعنا الخيري هو في مستويات متدنية جداً..

ولهذا صور متعددة أعكس لكم منها ثلاث نقاط فقط:

(1)لا تكاد تجد جامعات تقدم دبلومات متخصصة بالعمل الخيري وعلومه المختلفة.

فأين الإدارة التنفيذية، وجمع التبرعات، والتسويق الخيري، ورخصة العمل الخيري، وأمثالها من العناوين.. ؟!

ولا أريد الحديث عن فتح تخصصات في الدراسات العليا أو كليات بهذا الشأن فيبدو أن هذا ليس في المستوى المنظور.

أكاديمية الفوزان للعمل الخيري.. هي نموذج بدأ، نفخر به.. ولكن الفجوة كبيرة جداً.. وأنى لهذه اليتيمة أن تدرك المنال خاصة أن خدماتها حتى الآن مدفوعة.. وليست في متناول الجميع.

هذا الفراغ.. أوجد فرصاً للمبادرات اغتنمها أولو الحجا والنهى كأمثال مؤسسة العنود الخيرية التي أطلقت برنامج الزمالة الأوروعربية في إدارة المنظمات غير الربحية بالشراكة مع جامعة غرناطة..

السؤال؛ أين جامعاتنا؟!

(2)التكامل بين مجالس الكليات لاعتماد عناوين الأبحاث المطروحة على الطلاب كأبحاث فصلية، أو أبحاث تخرج، أو للدراسات العليا.. أو حتى المقدمة من الأساتذة كأبحاث ترقيات.. لا تجدها في الغالب مساندة ولا مكملة لاهتمامات ومشكلات وأولويات العمل الخيري، ولو جسست درجة حرارة الوصال بينهما تكاد تكون في برودة صحارينا أيام المربعانية أو الشبط!

وفي المقابل تجد العديد من البحوث النظرية أو المتكررة بشكل أو بآخر مكدسة في الأرفف والأدراج.. مع اعترافي وتقديري للعديد من البحوث والدراسات الرائعة التي نطالعها مطبوعة وعلى أرفف مكتبات الجامعات بين حين وآخر.

أتمنى مثلاً وجود دراسات استشرافية عن العمل الخيري، وتوجهاته، وتحدياته، وتحليل نجاحاته وإخفاقاته، رصد تجربته،.. وغيرها عبر دراسات علمية محكمة.

لا أوجه كل أصابع الاتهام للجامعات.. فقطعاً هناك قصور واضح في قطاعنا الخيري، فتواصلهم أقل من المأمول، ومستوى فتح قنوات الشراكات مع كل مكونات المجتمع لا يزال بحاجة إلى المزيد من الجهد، مع تقديري لكل النجاحات المتحققة في هذا الباب من جهات محدودة.

الجامعات.. لها ثلاثة محاور تعمل عليها.. أتمنى أن توجِّه جزءاً من الجهود في كل محور من هذه المحاور إلى العمل الخيري.. فحينها ستكسب الجامعات ويكسب العمل الخيري.. وسنساهم في نهضة وطن.

طارق السلمان mrtarekms@ تويتر

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook