الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الجهاد الاعلامي

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
لاشك ان الاسلام عندما شرع الجهاد لم يقصره على القتال (وان كان هو المعنى السائد عند انطلاقه) فالجهاد واسع المفهوم يتضمن الدعوة للحق بكافة السبل ، حيث قال تعالى "وجاهدهم به جهادا كبيرا" أي بالقرآن والدعوة وهو لايتضمن عملا حربيا بمعنى ان ليس كل قتال جهاد وليس كل جهاد قتال . وأصل مصطلح الجهاد يدل على ذلك فهو بمعنى "بذل الوسع والطاقة لنصرة الدين" وقد يكون بالنفس او المال او اللسان لكن لأنه غلب على الفقهاء استخدام اللفظ للدلالة على الاعمال الحربية لاقامة الدين ظن البعض انه قاصر عليه . والجهاد - في اصل تشريعه - يهدف الى مصلحة الامة المسلمة من حماية لها او اقامة لدينها وهذا الامر يتغير بحسب الزمان وظروف الناس . لذلك عندما حض النبي صلى الله عله وسلم على الرمي "الا ان القوة الرمي" لم يقتصر عليه كأداة من ادوات القتال بل لان له اهمية وميزة قصوى في ذلك الزمن من حيث اصابة العدو او اخافته .. ولذلك جاءت الآية الكريمة " واعدوا لهم مااستطعتم من قوة " لم تحصرها بنوع معين ففي زمن السيوف والنبال تكون القوة فيها ، وفي زمن الدبابات والطائرات والصواريخ تكون القوة فيها ، فهي متغيرة بحسب الظروف . في هذا الاطار هل القوة قاصرة على على الجانب العسكري ؟! بالطبع لا ( رغم اهميته ) ، ففي العصر الحاضر قوة الاقتصاد تمثل اهمية كبيرة وقوة الاعلام تمثل اهمية قصوى فهي وسيلة للاختراق والوصول للشعوب والامم بدون ادوات عسكرية ولاحرب . ان دعوتنا لتبني مفهوم الجهاد الاعلامي ينبع من ان الاعلام اصبح اداة سيطرة ومكمن قوة للامم ووسيلة للاختراف الثقافي والاجتماعي وبالتالي فان تسخيره كأداة نفاذ ووسيلة دعوية لهو من الاهمية بمكان . ولذلك فان اقوى دولة في العالم عسكريا (امريكا) تملك اقوى اعلام في العالم ، وهذا الامر نتج عنه سيطرة على تدفق الاخبار والمعلومات ووسيلة لبث الاشاعة وتوجيه الرأي العام فضلا عن كونه اداة لنشر الثقافة الغربية والقيم النصرانية . ان معركة اليوم معركة اعلامية وادواتها الكلمة والصورة والصوت المنقول بكافة الاشكال والصيغ لذا هل يعقل ان نغفل عن الجهاد الاعلامي ؟! من يمتلك اليوم قوة في الاعلام فهو يستطيع ان يوجه الرأي العام وبالتالي يؤثر في الامم والشعوب وبطريقة اسهل وايسر من اسالب القوة العسكرية التي عادت ماتكون نتائجة مكلفة وقد تكون سلبية . واعجبتني فتوى سابقة للازهر حول جواز استخدام الهكرز لتدمير المواقع الاسرائيلية والامريكية التي تسيء للاسلام والمسلمين فضلا عن الرد عليها ، وبينت انها نوع من انواع الجهاد المعاصر (الاعلامي) واشارات الفتوى الى مصطلح الجهاد في الاسلام فالمجاهد هو من بذل طاقته في رد المعتدين وفي تأديب البغاة والظالمين من اعداء الدين . هذا الجهاد (الاعلامي ) يتطلب تملك ادواته ومعرفة خصائصة والتمكن من وسائله لتسخيره في نصرة الدين وتوجيهه لخدمة المسلمين فهلا نفزع للجهاد الاعلامي ؟!اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook