الأربعاء، 08 شوال 1445 ، 17 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المشي والهايكنج وصحة المتقاعدين

%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%b5%d8%a7%d8%b1%d9%8a
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

كم سيكون مجديًّا، وكم هو ممكن أن تنتشر ثقافةُ المشي في كل المجتمع، وخصوصاً بين المتقاعدين... لماذا؟

تجيبكم على السؤال هذه القصةُ لصديق عزيز جمعني به حُبُّ المشي.

اضافة اعلان

أترككم مع قصة. أحمد الغامدي الذي يبلغ من العمر الآن 69 سنة، أطال الله بعمره على الطاعة والصحة والعافية.

يقول "عندما أُحلت للتقاعد في أبريل 2009 وكان عمري حينها 60 عاماً، شعرت بالفراغ وخشيت من الجلوس. فأنا من متقاعدي أرامكو الذين أثَّرت فيهم ثقافةُ تلك الشركة العريقة، بما تبنيه في منسوبيها من نشاط والتزام. فبدأت أتخوف من التقاعد ومشكلاته، وخشيت أن أصاب بالسمنة ومشكلاتها. فأنا شخص أهرب كثيراً من مشاهد السمنة والترهل التي أراها منتشرة حولنا. خاصة وأنه بعد التقاعد مباشرةً ثبت أن عندي سكر من النوع الثاني وارتفاع في ضغط الدم والكوليسترول.

كانت بداياتي بعد التقاعد عندما عدت للباحة وسكنت في بيتي الصيفي هناك، فلاحظت أن الحي تنتشر فيه النفاياتُ؛ فبدأت بالاهتمام بنظافة المنزل وما حوله، وتقليم وتهذيب الأشجار البرية في الحي، والاعتماد على النفس في جميع الأعمال المنزلية، فعائلتي تعيش في الدمام، وأتردد بين الباحة والدمام، إلا أني أعتمد على نفسي كثيراً في هذا الجانب، بالإضافة لأعمال الحديقة وتنظيف السيارة بنفسي.

جاءت النقلة الأهم عندما دخلت تويتر كأول علاقة لي بعالم التواصل الاجتماعي، واطلعت على حساب د. صالح الأنصاري ولاحظت تركيزه المتواصل على رياضة المشي، واطلعت على ما يقدمه من محتوى ثري ومعلومات عن هذه الرياضة، إضافة إلى المعلومات الصحية والتحفيز ونشر نشاطاته الفردية والجماعية. وكان اهتمامه وتجاوبه في تويتر وبقية وسائل التواصل الاجتماعي دافعاً لي ومحفزاً على ممارسة المشي، تلك الرياضة التي وجدت أنها الأنسب لمتقاعد مثلي.

استمررت في نمط معيشي نشط، إلا أني لم أبدأ في ممارسة الرياضة اليومية إلا في مايو من عام 2013، حينها بدأت المشي بمعدل 4 كيلومترات في اليوم. وتدرجت إلى أن تحسنت اللياقة بحيث أصبحت أمشي 10 كيلومترات وأحياناً 15 كيلومتراً في اليوم. ثم سمعت عن #دروب_العرب والرحلات التي ينظمونها للمشي في الطبيعة "الهايكنج" واشتركت معهم في أول رحلة هايكنج لي في عقبة القرون بالسودة في يناير 2016 وحينها قابلت د. صالح الأنصاري لأول مرة بعد حوالي سنة من معرفته في تويتر.

كانت تلك الرحلة أول تحد من نوعه قابلني، إلا أنني نجحت فيه بعون الله ثم بفضل وإرشادات وتحفيز عميد المشي الدكتور صالح الأنصاري. ثم اشتركت مع نفس المجموعة في صعود عقبة حميدة ببلجرشي مرتين، وفي صعود عقبة القرون للمرة الثانية، فقد أحببت المشي وكانت إضافة الهايكنج إلى حياتي سبباً لأصبح "مدمن مشي"، فكنت أستيقظ يومياً لصلاة الفجر وأمارس الهايكنج كل يوم تقريباً ذهاباً وإياباً من بيتي إلى القرية التي ولدت فيها والمزرعة التي ترعرعت فيها في بني كبير.

أحببت المشي كثيراً وأصبحت أزيد من مسافات المشي، إلى أن قطعت أطول مسافة لي في يوم واحد، عندما مشيت 42 كيلومتراً من بيتي في بني كبير إلى وسط الباحة ذهاباً وإياباً في حوالي 10 ساعات.

في مسيرتي نحو حب المشي والهايكنج، لم أشعر ولله الحمد بالفتور أو الرغبة في التوقف بل على العكس، كنت أزداد حماساً للمشي والهايكنج يوماً بعد يوم، وقد استغرق ذلك حوالي عام وصلت خلاله إلى لياقة عالية بالتدريج.

%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84-%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%b5%d8%a7%d8%b1%d9%8a

أضفت للهايكنج والمشي الاهتمام بالدراجة الهوائية، فاقتنيت دراجة منذ بداية صيف 2016 وأصبحت أقطع مسافات طويلة بالدراجة وصلت إلى 60 كيلومتراً في يوم واحد. وهذا يعتبر إنجازاً بالنسبة لشخص في مثل عمري.

ثم انطلقت إلى العالمية بصعود جبال الهيمالايا وصولاً إلى قاعدة جبل إيفيرست مع الابن "الرحال الشرقي" سعود العيدي، ومؤخراً سجلت في رحلة هايكنج عالمية بصحبة الدكتور/ صالح الأنصاري والدكتور/ عبدالله القويز ونخبة من محبي الهايكنج، لصعود قمة جبل كلمنجارو في تنزانيا، أعلى قمة في إفريقيا بمشيئة الله. وأخطط مستقبلاً للوصول إلى بقية القمم السبع في العالم.

تحسنت صحتي كثيراً، واختفت الأمراض من حياتي. حتى نشاطي الجنسي أصبح في ازدياد وتحسن. فبعد مرور حوالي أربع سنوات من التشخيص، كنت أتناول فيها 500 ملجرام جلوكوفاج للسكر و20 ملجم كوفرسيل لارتفاع ضغط الدم و10 ملجم من عقار سيمفاستاتين للكولسترول، ومنذ منتصف 2016 توقفت عن أخذ كل تلك الأدوية بعد استشارة طبيبي الذي طلب مني عمل تحاليل بعد التوقف، إلا أنني لم أعملها حتى الآن لقناعتي أن علاجي في المشي والهايكنج والدراجة.

بدأت في نشر ثقافة المشي والنشاط البدني في السوشيال ميديا وتويتر والانستقرام والسناب شات والفيسبوك، ونظمت مؤخراً أول مجموعات المشي في بلجرشي #مشاة_بلجرشي وبدأنا بالمشي 10 كيلو. وأخطط قريباً لرحلة #مشي_المسافات_الطويلة مع لجنة التنمية الاجتماعية في بني كبير من الباحة إلى بلجرشي، وصعود عقبة حميدة التاريخية.

الآن تغذيتي صحية، فقد ابتعدت عن الكبسات والمقليات والحلويات، وركزت على الشوفان والحليب واللبن والزبادي والخضراوات والفواكه، وأصبح العشاء وجبة مهملة لا أتشجع فيها للطبخ ولا أتناول فيها أكلاً مطبوخاً إلا ما ندر.

وأصبحت أروج لفوائد النشاط البدني والمشي حتى استطعت التأثير على بعض الزملاء والأقارب وغيرهم. وقد ألقيت مؤخراً محاضرة عامة في "لقاء الخميس" بفندق ساف في الباحة، لخصت فيها تجربتي هذه، لاقت استحسان الحضور.

نصيحتي لكل متقاعد، أو غير متقاعد، بل حتى الشباب والرجال والنساء أن يجعلوا الرياضة كفرض الصلاة من حيث الالتزام والاستمرار. وأكبر نصيحتين أركز عليهما هما النوم مبكراً وأن يكون العشاء خفيفاً، وذلك إن لزم الأمر. كما أنصح بالمشي فجراً، ولا أنسى "دهان العضلات" الذي يوصي به عميدنا للمشي الدكتور صالح وهو أن تمارس المشي بعد مشوار طويل أو هايكنج مجهد لحوالي 3 كيلو من المشي الخفيف.

ودمتم بصحة وعافية.

أخوكم/

أبو فهد / أحمد الغامدي العمر 69 سنة"

ختاماً أقول... كم سيتغير المجتمع نحو الأفضل، لو انتشرت ثقافة المشي بين الجميع بشكل مؤسسي ومنهجي.

القصة من تحرير

د. صالح بن سعد الأنصاري

@SalihAlansari

مؤسس #دروب_العرب

@Arabianhiking

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook