الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المعلم المتميز «محمد البطيح» يكشف عن «أفكار مبدعة» يقدمها لتلاميذ الصفوف الأولية

img-20161005-wa0154
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

* ثلاثة أساليب مهمة.. أولاً: التعليم باللعب.. ثانياً: التعليم بالقصة.. ثالثاً: التعليم بالمحسوسات

اضافة اعلان

* يجب توفر عدة شروط لمعلم الصفوف الأولية منها: أن يكون المعلم متزوجاً، وأن يستخدم الحيلة لإيصال المعلومة.

* علموا أبناءكم أن الدين هو الروح، علموهم أن الوطن فوق الجروح، علموهم أنه بالعلم والأخلاق تُبنى الصروح.

حاوره – نايف الحربي:

رسالتي للمعلمين الجدد في الصفوف الأولية علموهم هجاء الفرح… كما تعلمونهم هجاء الحروف… علموهم أن الدين هو الروح… علموهم أن الوطن فوق الجروح… علموهم أنه بالعلم والأخلاق تُبنى الصروح.

هكذا وجه المعلم البطيح رسالته لمسؤولي التعليم بأن مرحلة التأسيس للصفوف الأولية يجب أن يختار لها المعلم الكفء الذي يعتني بالنشء، والحمد لله فإن الصروح التعليمية في مملكتنا الغالية تكتظ بالكثير من المعلمين الأفذاذ المتميزين الذين تُبنى بهم لبنة الأساس لجيل المستقبل.

المعلم محمد سعيد عبدالرحمن البطيح، الذي حاز إعجاب الكثير من أولياء أمور الطلاب عبر وسائل التواصل الاجتماعية بأسلوبه المميز والفريد في طريقة تعليمه وشرحه لطلاب الصف الأول في مدرسته بمدينة جدة والطريقة المثلى التي يتعامل بها مع طلابه، وتم تكريمه مؤخراً من قبل مدير تعليم جدة في احتفالية اليوم العالمي للمعلم نظير تميزه في عمله.

وفي حوار شيق للصحيفة مع المعلم البطيح كشف عن كيفية الأساليب والأفكار التي يتبناها لإيصال المعلومة لأبنائه الطلاب بطرق مختلفة ومرحة لا تخلو من المتعة.

بداية نرحب بكم أستاذنا الفاضل.. ونتمنى أن تعرفنا بنفسك وتذكر لنا جانباً من مسيرتك التعليمية والعملية؟

أخوك محمد سعيد عبدالرحمن البطيح الغامدي، تخرجت في جامعة الملك عبدالعزيز قسم الدراسات الإسلامية، وعملت في التدريس منذ قرابة العشرين عاماً في تعليم الصفوف الأولية، ودرست على يد عدد من المشايخ منهم: محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - في دروسه التي كان يقيمها في جدة.

مؤخراً تم تكريمكم من مدير التعليم بجدة وحظي هذا التكريم بتفاعل وسائل التواصل.. ما قصة التكريم للمعلم البطيح؟

من فضل الله علي أنني درّست الصف الأول الابتدائي، وكان لدي هدف أن أوجه رسالة للمسؤولين وصناع القرار في وزارة التعليم أنه لا بد في مرحلة التأسيس أن يُختار لها معلم كفء معلم يقوم بالعناية بالنشء وتأسيسهم.

إننا نسمع أنه في الخارج كألمانيا مثلاً يدرس في الصف الأول بعض أساتذة علم التربية ومناهج طرق التدريس، فما بالك في بلادنا نحن نحتاج أن يكون هذا النشء قوياً تعليمياً وأخلاقياً فهدفي أن نبرز في هذا النشء المعلم الذي يسعى للرقي بأبنائه باستخدام وسائل التقنية والأخلاقية والتعليمية والتربوية التي ترفع من مقام هذا الطالب.

نود التعرف على المهارات والأنشطة التي تَلْمَس لها أثراً إيجابياً في مرحلة الصفوف الأولية؟

هي ثلاثة أشياء مهمة؛ أولاً: التعليم باللعب.. ثانياً: التعليم بالقصة.. ثالثاً: التعليم بالمحسوسات. أعطيك مثالاً عليها وهو حينما يسمع الطالب كلمة (دب) ويراها في التلفزيون فلما تحضر له دمية فيلمسها ويضع يده عليها ويتحسسها هذا أبلغ في الأثر لتثبيت المعلومة للطالب فالتعلم بالمحسوسات مهم جداً.

ما أبرز الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها معلم الصفوف الأولية؟

برأيي يجب أن تتوفر فيه ثلاثة شروط؛ أولاً: أن يكون متزوجاً في الغالب للشعور بأبوة هؤلاء الأطفال، ثانياً: التدريس بالحيلة أن يحتال المعلم بذكاء لإيصال المعلومة إليهم بالشكل المطلوب. ثالثاً: إن لم تتقدم تتقادم؛ أي مواكبة العصر الحديث والاستفادة من الوسائل التقنية الحديثة أضحت ضرورة حياتية.

ما هي مواصفات الحصة الدراسية الناجحة برأيك؟

حديثنا عن الصف الأول لأنه من صف إلى صف تختلف الطرق، فإن لدي قاعدة وهي: فاصل ونواصل.. أعطيهم جزئية بسيطة ثم أخرج عن دائرة الدرس حتى يستعيدوا نشاطهم لأن الصغار سريعو الملل دائماً.

هل يحتاج معلمو الصفوف الأولية إلى تطوير برأيك.. وكيف؟

التطوير أولاً نابع من المعلم نفسه؛ أي يبادر في تطوير نفسه، ونحن في زمن متوفرة فيه الدورات والمحاضرات عن طريق النت والتعليم عن بعد وغيرها الكثير.

ثانياً: يجب على المسؤولين في مكاتب التربية ألا يستعينوا بالذين يعرضون بالبور بوينت والأشياء النظرية فقط، فلو أن كل مشرف تربوي أخذ من عنده معلماً مبدعاً في مادة معينة وأدى تجربة معينة، وقام المعلم ونشرها وعمل عليها الدورات لانتشر خير كثير، فنحن بحاجة إلى معلمين ميدانيين.

كيف نتغلب على مشكلة وصول طلاب للمرحلة الثانوية.. دون معرفة القراءة والكتابة؟

هذه الإشكالية لا تستطيع المدرسة أن تتغلب عليها وحدها أبداً، ولا المناهج منفردة، فأعطيك مثالاً الغرب عندهم ثقافة التحدث؛ فتجد الطفل وهو صغير يتحدث ويبدع فترى بعض برامج المواهب تستضيف طفلاً يتحدث أمام آلاف الأطفال ويعبر أحياناً بأسلوب ساخر، ولا يجد حرجاً لأنه تربى منذ البداية على ثقافة التحدث.

ثانياً: المعلم الذي يُجيد فقه التأسيس والتنشئة يخفف الكثير من المعاناة على المراحل المتقدمة فأقول: إن الطالب من الصف الأول والثاني والثالث إذا خرج منها مؤسساً تأسيساً قوياً.. أقل شيء ٨٠٪‏ فهذا يبشر بالخير، فلا تجد الشكاوى واللوم على معلمي الصفوف الأولية؛ ومن ثم فلا بد أن يُختار لهذه الفئة معلمون أكْفاء. كذلك لا نغفل دور الأسرة في ذلك خصوصاً لهذه المرحلة، وأيضاً الإفراط في استخدام التقنية الحديثة أفقد أبناءنا الكتابة كثيراً فهي تخرج لنا جيلاً بعيداً عن مهارة القراءة والكتابة.

هناك شكاوى من تدني مستوى التعليم بالمملكة هل من وصفة علاج؟

تدني مستوى التعليم هو على مستوى العالم وبنسب متفاوتة، وهذا التدني سببه ثقافة مجتمعية الآن مثلاً.. فلندا يقولون إنها في المستوى الأول؛ لأن لديها ثقافة عميقة من البداية، ونحن مع الأسف لدينا البنية التحتية للتعليم قصيرة المدى، فالنظر لدينا إلى سبع سنوات أو عشر وبعدها نغير، وليس على مدى بعيد وهذه إشكالية.

هل المناهج للصفوف الأولية مناسبة؟

مناسبة لحد كبير، ما عدا المناهج التي تطالبهم بالكتابة في الفصل الدراسي الأول في أول الأسابيع مثل العلوم.. فالطالب لم يتقن بعدُ كتابة الحرف، وما زال يتعلم الحروف فكيف نطالبه بالكتابة؟! بيد أن المناهج إجمالاً جيدة جداً.

لاحظنا تنوعاً في أساليب شخصكم.. من يساندك في إعداد هذه الأساليب ومن يتكفل بميزانياتها؟

أما الميزانية فنسأل الله أن يؤجرنا وإياك، فليس لأحد فضل إلا الله سبحانه وتعالى، أما من يساعدني في إعداد هذه الأفكار فوفَّق الله أمّ معاذ زوجتي فهي من تساعدني بذلك.

بحكم تميزك في عملك على مستوى منطقتك التعليمية وعلى مستوى الوزارة.. هل تلقيت أي عرض للاستفادة من خبراتك؟

لا، لم أتلقَّ حتى الآن أي عروض.

رسالة تود أن توجهها للمعلمين الجدد.. خاصة معلمي الصفوف الأولية

علموهم هجاء الفرح… كما تعلمونهم هجاء الحروف… علموهم أن الدين هو الروح… علموهم أن الوطن فوق الجروح… علموهم أنه بالعلم والأخلاق تُبنى الصروح!

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook