الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الدكتور الدويش: الحب الحقيقي للوطن من الإيمان والدين

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

أحمد رحيم – خاص:
أكدَ فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الدويش الأمين العام لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية والداعية الإسلامي المعروف أن الحب الحقيقي للوطن من الإيمان، ومن الدين، بل هو واجب على المسلمين، لكنه الحب الوطني الصادق حين يكون الحب قدوةً ومسؤوليّة، وحين يكون الحب عملاً وجديةً، وليس مجرد مناسبة شكلية فقط، "إن الأرض التي نشأنا عليها منذ نعومة أظفارنا نأكل ونشرب من خيراتها، أمرنا الله أن نعمرها ونزرعها ونحرسها، ولأهلها الذين نشترك معاً في العيش على ظهرها حقوق وواجبات، وكل العقلاء والنبلاء يُجمعون على أنه من الخطأ بل من الرعونة وقلة الوعي أن نختزل الحب للوطن فقط بشعارات وتهنئات، وألوان وحفلات، ثم لا نخرج منها إلا بصخب وصياح، وزحام ومعاكسات، وإيذاء للناس في الطرقات، ما أرخص الحب إن كان هكذا، فهو حب ضار! أفلا يمكن أن نُعلم الناشئة من الأبناء كيف يكون الحب النافع؟!".اضافة اعلان
 
وقال الدويش: إن المواطنة الصادقة حب وتلاحم وتكاتف بين الراعي والرعية، والمواطنة الصادقة إقامة للإيمان والعدل والإحسان واحترام الإنسان، والمواطنة الصادقة مشاركة في خدمة المجتمع وتفاعل وبناء وإنجاز، والمواطنة الصادقة محافظة على مكتسبات وثروات الوطن، والمواطنة الصادقة دفاع عن الوطن والمواطن وحقوقه، ووقوفٌ كَيَدٍ واحدةٍ في وجه المخربين والمفسدين،
وتساءلَ الدويش: أين حب الوطن من موظف مداهن يرتشي ويعطل معاملات الناس؟ وأين حب الوطن من مدرس أو مهندس أو طبيب لا يراعي الأمانة؟ أين حب الوطن ممن يرمون المخلفات بكل مكان حتى اتسخت المنافع والحدائق والطرقات؟ أين حب الوطن ممن يسرفون بالكهرباء والماء رغم الشح فيهما كمشكلة تهدد العالم أجمع؟ أين حب الوطن من تجار يغالون بالأسعار ويضاعفون أثمان السلع أضعافاً كثيرة جشعاً وتكثراً دون مراعاة لحقوق المواطنين، أو حتى لحال فقير وأرملة ومسكين، أين حب الوطن من هوامير البورصة وذئاب سوق الأسهم الذين أكلوا أموال العامة بالحيل والتدليس؟! أين حب الوطن ممن يعتدون على أرض الوطن ويسرقونها من أفواه شباب الوطن ومن مستقبلهم..فآه لآلاف الشباب الذين يحلمون بقطعة أرض صغيرة من وطنهم يعمرونها ويشاركون أهلهم بناء ورفعة الوطن..لكنهم استيقظوا من الحلم الجميل على شَرهٍ وطمع وجشع وتسابق محموم على نهب الأراضي والتعدي عليها، وهي ملك مشاع والضرر يقع على الجميع، فسرقة الأرض من الكبائر وأعظم الغلول عند الله، وأثقلها يوم القيامة؛ فقد جاء الوعيد الشديد في حق من اقتطع شبرًا، فكيف بملايين الأشبار والأمتار؟! أين حب الوطن ممن أعان الغاصب وشهد له زورًا وبهتانًا، أو أعانه بتزوير صكوك أو مستندات، أو مرر معاملته وتساهل معه، أو سعى له، أو لقَّنه حجّة ليأكل بالباطل مالاً عاماً أو خاصاً؟ فقد باءَ بغضب من الله وعَليه وزرُها، كم من شهادات زور ومحسوبيات ورشاوي ضيعت حقوقاً عامة وخاصة، كم من معالم انتُهِكت، كم من معاملة عُطلت، بسبب نفوس مريضة جشعة نهمة لا يهمها مصلحة الوطن ولا أبناء الوطن، حقاً ما أرخصَ الحبَّ إذا كان كلامًا، وما أحوج البعض منا لأبجديات المواطنة الصادقة،
 
وأضاف الدويش: لعلنا نتساءل: كيف نريد أن ننمي الحس الوطني في نفوس الناشئة وهم يشاهدون ويقرأون ويسمعون هذه الصور والمواقف..، إننا نؤكد ما يكرره وينادي به ولاة أمرنا وفقهم الله في كل مناسبة: أن الحب الحقيقي للوطن قدوةٌ ومسؤوليّةٌ، وتفاعلٌ وجديةٌ، وليس مجردَ مناسبةٍ شكليةٍ فقط، فلنكن عوناً لهم لبناء وطن شرفه الله بالحرمين الشريفين، وبمنبع رسالة التوحيد، ليكون وطناً إسلامياً حضارياً نظيفاً يسوده العدل والحرية وإنصاف المظلوم، فنصوص وقواعد الشريعة جاءت بالعدل والتيسير على الناس، ورفع الضرر عنهم، وتنهى عن النهب والظلم والفساد، فلنكن بحق عوناً لولاة أمرنا في بناء وطن يسود أهله الحب والتآخي والتعاون، وخدمة الناس وتسهيل أمورهم وتخليص معاملاتهم، لنكن عوناً لولاة أمرنا في المحافظة على الممتلكات العامة والمحافظة عليها وعلى نظافة شوارعنا والمرافق العامة، لنكن عوناً لبعضنا في التزامنا لقواعد المرور وأنظمة السير لنحمي أرواح أبناء الوطن، ولتظهر الصورة الجميلة للوطن، فهيا نستثمر هذه المناسبة بغرس الحب الحقيقي للوطن، وبتعليم الأجيال والشباب كيف يكون الحب حقاً للوطن قبل أن تستمرأ الأجيال بالشكليات والشعارات فقط ككثير من المناسبات، إن الوطن يستحق منا كل حب صادق مخلص نابع من قلب مواطن غيور، هكذا فليكن الحب، فالنفوس مهما غفلت أو ضعفت أو حتى أخطأت في كيفية التعبير عن حب الوطن، فإن فيها خيرًا كثيرًا، وليس العيب في الخطأ، فكل بني آدم خطاء، لكن العيب في الإصرار والاستمرار على الخطأ.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook