الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

لن نكون وقوداً للأجنبي

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

رسالة هذا المقال المختصر موجهة في قليل منها للنخب، وكثير منها للعموم من السعوديين، خصوصاً من يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي. ابتداءً، لا بد أن تتقرر في مطلع هذا المقال حقيقتان: الأولى: أن السعودية هي حصن الإسلام الحصين، وأرض العروبة التي استعصت على المستعمرين والغازين والطامعين، وهي اليوم هدف لأكبر مخطط عالمي، يستهدف أهم مقومات أمنها واستقرارها لتلحق بالعراق والشام وسوريا واليمن وغيرها في أطار رؤية التغيير الجيوسياسي في المنطقة. وما نراه اليوم من تواطئ صهيوني- صليبي- صفوي إنما هو ترجمة لهذا المخطط الشيطاني، الذي بدأت أول وأهم مراحله باحتلال العراق وتسليمه للمجوس. وهم اليوم يتطلعون إلى عاصمة الإسلام وقبلة المسلمين لينال كل من اللآعبين الكبار حصته من الغنيمة المتفق عليها في استراتيجيتهم الكبرى، ولن يتحقق لهم ذلك بعون الله وتوفيقه. الثانية: أن من أهم وأظهر استراتيجيات هذا المخطط الصهيوني- الصليبي- الصفوي مشاغلة السعودية والسعوديين بقضية الإرهاب ومصادر تغذيته ووسائله وأساليبه ومنفذيه ، واتهام السعودية به ( ديناً وثقافة وعلماء ودعاة ومؤسسات وغير ذلك)، لينشغلوا بالتفاصيل والجزئيات عن الأهداف والاستراتيجيات التي تستهدف الكيان كله. الحقيقة الأولى هي مصدر وأساس للثانية. والثانية – بلا شك- خطر يهدد أمن المجتمع وتماسك نسيجه الديني والثقافي والاجتماعي. والواجب علينا جميعاً أن نقف صفاً واحداً أمام الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وأن نلاحق خلاياه الخفية أو النائمة المتدثرة بالدين كما نلاحق خلاياه الظاهرة والمسكوت عنها والكارهة للدين. لكن ما ينبغي التوكيد عليه هنا هو: أن تكون المواجهة على أساس أن فكر الإرهاب دخيل على المجتمع ، ومنبوذ من كل أفراده، وأنه وسيلة من وسائل ذلك المخطط العالمي الذي يستهدفنا جميعاً. إدراكنا – جميعاً – لهذه الحقيقة ينقذنا من مرحلة إشغالنا بالاستغراق في التفاصيل، ومن ثم الاتهامات، التي تؤدي إلى التطاحن والاحتراب ، بينما يمضي المخطط الصهيوني- الصليبي- الصفوي في تنفيذ استراتيجيته. إن بعضاً مما نشاهده اليوم هو ملامح من الوقوع في حبائل هذا الفخ الذي نصبه الأجنبي، فأصبح المجتمع منشغلاً بنفسه عن غيره، اتهاماً وتصنيفاً وتناحراً فكرياً مفتعلاً، يوقده بعض من امتطاهم الأجنبي لينفذ بهم ما يرجوه، عبر اللقاءات المباشرة تارة، ومن خلال وسائل الإعلام تارات اُخر، أو من فئام غاب عنها الوعي الراشد، فوقعت في مصيدة التصنيف والتخوين التي نصبها هذا الأجنبي ليكون المجتمع مفتتاً ومقسماً يسهل إضعافه واختراقه. وإن مما يبعث على التفاؤل أن السعوديين كلهم ( إلا من أبى وهم قليل لا يمثلنا) متفقون على أهم الثوابت التي تضمن لهم أمنهم واستقرارهم بعد عون الله وتوفيقه، وهي: 1- ثابت الدين، الذي قامت عليه الدولة ورسخت أركانها، وجمع الله به الكلمة بعد الفرقة والاختلاف. 2- ثابت الوطن، الذي يحتضن الجميع، ويضم أشرف مقدسات المسلمين، ويشعر السعوديون أن الدفاع عنه من أوجب الواجبات. 3- ثابت البيعة الشرعية لولي الأمر. فليس عندنا أحزاب سياسية، أو جماعات تتطاحن من أجل الوصول إلى السلطة، فيدفع المجتمع ضريبة ذلك: تنازع يفرق الكلمة، ويضعف القوة ويذهب الريح؛ بل بيعة شرعية تقتضي السمع والطاعة في المعروف. إن من الواجب علينا جميعاً أن ندرك حقيقة هذا المخطط العالمي الذي يستهدفنا، والثوابت التي تجمعنا لمواجهته ومقاومته، وأن نتواصى بها في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وفي مجالسنا حتى لا نكون وقوداً للأجنبي.

اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook