السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أنين رمضان

شعار نهى المطارد
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

في شهور مضت كنا نترقب رمضان حتى نتقرب إلى الله وتحتوينا رحمته أكثر، وتفتح لنا أبواب الخير والبركة في الدنيا والآخرة؛ وهذا الترقب ناتج لما نستشعره بدواخلنا -نحن المسلمين- تجاهه من تعظيم لحرمته وإدراك فضائله.

اضافة اعلان

لكن رمضان هذا العام أصبح مختلفاً.. فقد أتى بعد أوجاع أصابت الأمة من نبال الغدر وسهام الفسق، وأكاد أجزم بأنه سيودعنا وهو محزون وقلبه مكلوم على ما فعله الطغاة بحرمته، وما جنوه في لياليه التي تزدهر بالرحمات...

بكت أفئدة المسلمين من طعنات قاتلة غرسها توأمان لا عقل ولا إنسانية في جوف أم عطوفة من أجل سموم فكرية شلت أذهانهما.. فكان هذا الحدث الفاجعة بمثابة أول حلقة سقطت من عقد مشؤوم، وتلتها بقية الحلقات النتنة في أقطار الأمة الإسلامية.

وها هي أوجاع المسلمين تزداد عندما تلقت خبر تفجير جدة في فجر التاسع والعشرين التي كان طلاب عطايا الرب يرفعون أيديهم للرحمن بغية العون والمغفرة وأن يختم رمضان لهم بالبركة والقبول، وكان في شتات الشارع يتمختر مغفل بحزامه الناسف بين بيت من بيوت الله ومشفى يعاني فيه مرضى الأجساد من الألم كما تعاني الأمة الإسلامية من سلوكيات أبنائها المتخبطة.

وبعد سويعات نزفت جراحنا من جديد لسماع تفجيرات أخرى نثرها العقد المشؤوم عند مسجد بالقطيف شرقي بلادنا الحبيبة، لكن الجرح الذي كانت دماؤه تنزف في الوريد الغربي، عندما تجرأ السذج على التفجير بالقرب من المسجد النبوي.. فقد تجاوزوا كل الحدود.. ونقضوا كل عهود القيم والأديان... فلم يعد للزمان حرمة.. ولم ينل منهم المكان شرفاً ولا تقديراً.

بكت الأمة حتى ابيضت عيناها من فعل أبنائها، فمن أين لنا برداء يوسف يرجع لها بصرها ولأبنائها عقولهم....

ورثت المدينة التي استنارت بهدي رسولها دماء شهدائها انكساراً ممن لم يهبوها قدرها...

فأخذت تنادي موجوعة: يا مَن أرجفتم أرضي، وروعتم من كان آمنا بداخلي، وزلزلتم قلوباً حملت بداخلها تعظيمي، ألا تعلمون بأن الله قد حرم على الدجال أن يطأ لي أرضاً، أو يبث بي خوفاً... ألم تدركوا بأن الله يرى.. وبأن الله هو وليي.

وها نحن في آخر ليلة من رمضان المكلوم نرفع أكفنا لرب البرية نلهج بأمين تلو دعوات المتضررين المنفطرة، متيقنين بقضاء الله وقدره، وراجين من الله أن ينال من كل صاحب فتنة وصاحب هوى وصاحب عقل مسموم أراد هزّ الإسلام وأهله بفعله الإثم، سألين الله النصر والسداد والثبات على القول الثابت في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (يُثبتُ اللهُ الّذينَ آمنوا بالقَولِ الثابتِ في الحَياةِ الدنيا وفي الآخرَةِ ويُضِلّ اللهُ الظالمينَ وَيفعلُ الله مَا يشاءُ) [ إبراهيم: 27 ]

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook