تواصل - خالد الغفيري:

بعد انتشار مقطع فيديو لشاب مصاب بمتلازمة داون يُظهر رد فعله العفوي مع مصلٍ بكى تأثراً بالدعاء في الصلاة، نجحت صحيفة "تواصل" في الوصول لأسرة الشاب مشاري الحسنية، صاحب مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل ولاقى استحسان المغردين، وتم التعليق عليه بمئات العبارات حول نقاء قلوب المصابين بمرض متلازمة داون وما يحملونه في قلوبهم من حب وصفاء سريرة.

وحكى والده الشيخ سعد الحسنية الذي يستقر سنوياً بمكة المكرمة خلال شهر رمضان المبارك شيئاً من حياة ابنه، وقال إن الله رزقه بالابن مشاري قبل قرابة 25 عاماً تقريباً، وقد شعر مع قدومه بتغيرات في حياته ومصادر رزقه، وأن حياتهم تسير للأفضل بفضل الله ومنته، ولم يكن هذا المرض منتشراً ومعروفاً، وقد عانى في بداية حياته من قلة المناعة لديه، وكان كثير التردد على المستشفى، ولا يكاد يمر شهر إلا وقد زار أقسام تنويم الأطفال حتى استقرت حالته وعمره 7 سنوات.

وأضاف "الحسنية" أن والدة مشاري بذلت معه جهوداً جبارة في الاهتمام به وتغذيته ومحاولة تعليمه، وكانت كثيرة الاهتمام بمظهره ونظافته، وانعكس ذلك على الابن وصار معروفاً بحرصه على هذا الأمر عند أقاربه وكل من يعرفه.

وتابع: "أكثر ما كنا نعانيه وما زلنا هو عدم وجود مراكز متخصصة تهتم بتعليمه، وقد حاولنا تعليمه منذ سن مبكرة، والتحق بمدارس التربية الخاصة، وبذل المعلمون جهوداً معه ومع غيره ممن يعانون من نفس الإصابة، ولكن كانت أحياناً جهوداً ذاتية وللأسف، حيث ما زال لدينا قصور كبير في إيجاد مراكز متخصصة تهتم بهم وبتعليمهم، ومنهج تسير عليه بعيداً من الاجتهادات، وقد واجهنا مشاكل في انتقاله من مرحلة إلى أخرى مع عدم تقدمه في المستوى التحصيلي".

وعن أسباب تركه للتعليم قال: "بعد مرور عدة سنوات وهو في التعليم رفض الاستمرار، والحقيقة أنه لا يلام في هذا الأمر لعدم وجود بيئة متخصصة ومناسبة لاحتوائه وزملائه، كما لا توجد مبانٍ مهيأة؛ لأن العامل النفسي بالنسبة لهم مهم جداً، وكنا نحاول تعليمه باجتهادات شخصية، ولكن أكثر ما كان يجذبه ويحبه هو القرآن الكريم وأحضرنا له مصحف القلم القارئ وكان يجلس يستمع ويتابع مع المشايخ بالساعات، دون كلل ويذهب مبكراً للمسجد المجاور لمنزلنا وتجده دوماً خلف الإمام".

وأضاف والد الشاب مشاري: "نحن منذ سنوات طويلة نقضي شهر رمضان ولله الفضل والمنة في مكة المكرمة، ويذهب معنا لصلاة القيام في أحد الجوامع بمكة ويخبرني دوماً في أي سورة يقرأ الإمام".

وحول انتشار مقطع الـ10 ثوان، ذكر والد مشاري أنه "تعجب كثيراً من انتشار المقطع الذي تم التقاطه له، وقال أرجو الله عز وجل أن يكون هذا المقطع رفعة له في الدنيا والآخرة، فابني مشاري محب للقرآن وأهله وهو يقرأ بالساعات مع القلم القارئ ويعرف في أي سورة يقرأ الإمام حتى لو كانت من السور الطوال، ولعل الله أراد أن يرفع ذكره بين الناس بهذه اللقطة التي لم تتجاوز العشر ثوان لحبه للقرآن وأهله، وصار الناس يدعون له من كل مكان ولله الحمد والفضل.

وذكر لـ"تواصل" أنه تعاقد مع أحد المتخصصين لتعليم ابنه وكذلك حفيده القراءة والكتابة وبعض المهارات، مشيراً إلى أن مرارة عدم وجود مراكز متخصصة ما زالت تؤلم كل أسرة لديها أطفال متلازمة داون، خاصة أن هذه الفئة من الأبناء بالإمكان تعليمها ولو شيئاً يسيراً.

كما ناشد المسؤولين والوزارات ذات العلاقة أن يبذلوا ما بوسعهم لإيجاد البيئات المتخصصة والجاذبة لذوي الاحتياجات الخاصة فهم فئة غالية على قلوبنا وسيسألهم الله عنهم.

ولفت "الحسنية" أن ابنه مشاري سعيد جداً وهو يرى صوره في مواقع التواصل بعد انتشار مقطع الفيديو على نطاق واسع.

وفي نهاية حديثه، شكر الوالد كل من دعا لابنه ويسأل الله جل وعلا أن يوفق أبناء المسلمين لما يحبه ويرضاه، كما توجه بالشكر لصحيفة "تواصل" على اهتمامها بموضوع ابنه، وإلقاء الضوء على هذه الفئة في المجتمع التي تحتاج للرعاية والاهتمام.

أخبار متعلقة

فيديو | رد فعل عفوي من مصلٍ مصاب بـ«متلازمة داون» عندما شاهد آخر يبكي تأثراً بالدعاء