تواصل – تقرير:

"من غير انتظار ولا عودة يجب محو التتار من هذه الأرض" شعار رفعه الروس لإبادة المسلمين التتار في شبه جزيرة القرم عام 1771م، تلك المذابح التي راح ضحيتها أكثر من 350 ألف مسلم، وأحرقت الوثائق التي كانت تعد ذخيرة علمية لا تقدر بثمن، وكانت بمثابة رمز تاريخي للشعب التتري.

شبه جزيرة القرم

شبه جزيرة القرم التي تعتبر واحدة من أجمل بقاع العالم، استوطنها المسلمون التتار لعدة قرون وأقاموا فيها إمارات إسلامية خضعت لها العاصمة الروسية موسكو في يوم من الأيام وكانت تدفع لأميرها الجزية.

وتعتبر جزيرة القرم اليوم جمهورية تتمتع بحكم ذاتي ضمن دولة أوكرانيا؛ حيث تقع جنوب البلاد ويحيط بها البحر الأسود من الجنوب والغرب، في حين يحدها من الشرق بحر أزوف، ومِساحتها 2700 كيلومتر مربع، وسكانها 2,5 مليون نسمة، ويشكل الروس زهاء 50 % منهم، والأوكران 30 %، والباقي من التتار المسلمين الذين يعيشون حياة بائسة فقيرة، ويعانون من نسيان العالم الإسلامي لهم، فلا تضم بلادهم إلا مدرسة واحدة وسبعة مساجد من مجموع 1200 مسجد كانت هناك عام 1940، ثم هدمها الشيوعيون وحوَّلوا معظمها إلى مخازن ودور للسينما.

انفصال القرم

وما أن بدأ التتار يعودون إلى القرم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وضم القرم لأوكرانيا بعد استقلالها عام 1991م, وهم يشكلون اليوم حوالي 20% من عدد سكان أوكرانيا المقدر عددهم 2,5 مليون, حتى ظهر لهم الدب الروسي من جديد بعد الأحداث المتسارعة الحالية في أوكرانيا, والموافقة على استفتاء لضم شبه جزيرة القرم لروسيا, الأمر الذي يزيد من مخاوف مسلمي القرم من عودة سياسة الاضطهاد والتهجير الروسي ضدهم.

ومع إجراء عملية الاستفتاء في شبه جزيرة القرم، انتهت بتأييد الانضمام لروسيا، بنسبة تجاوزت الـ90%.

مخاوف من مجازر جديدة

المصدر : تواصل