رغم عتاقتها ، إلا أنه لا تزال لبعض الكلمات التسويقية سحرها الفوري ونغمتها الرنانة ،، والتي تصلح للجذب في أول وهلة .. وما تلبث إلا أن تتلاشى أمامك مع أول نظرة .. واستعملت كلمة "نظرة" لأنني سأتحدث عن البرامج التلفزيونية . ففي عالمنا العربي الذي يفتقد إلى الإحصائيات والدراسات الحقيقية ولغة الأرقام الموثوقة، وفي ظل انعدام الرقابة وتحمل مسؤولية الكلمة الإعلانية ، أصبح كل من يملك منبراً له الحق في إصدار ما يريد ، بشهادة من يريد .

سألت نفسي ذات مرة لغرض بحثي : ما هو أكبر برنامج تلفزيون واقع؟

ولم أكن أدري أن هذا السؤال سيكون جوابه صعباً جداً ، نظراً لكثرة أدعياء من يحملون إجابته ! لدرجة أنه يستحق أن يوصف بـ سؤال المليون !

إن استعمال أسماء التفضيل في التسويق للبرامج التلفزيونية هو حق مشروع وقيمة مضافة قوية ( أكبر ، أضخم ، أقوى برنامج ..) ، لكن مَن يحكم أنكم زدتم على غيركم لتستحقوا تلك الصفة لكم ؟ طالما أن كل إعلاناتكم بلا مرجع ، ومحذوفة الإسناد ؟ وطالما أن الشركة السعودية لقياس وسائل الإعلام التي استبشرنا بإنشائها خيراً لا تزال صائمة عن إصدار التقارير .

عبدالرحمن باوزير @alsobrooor