استشارة (19)

الرد من: المستشارة الأسرية والتربوية أ. هياء الدكان‎

----

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا فتاة أبلغ من العمر ٢٥ سنة عزباء عاطلة من حوالي ٣ سنوات

نهاية الجامعة دخلت بمشكلة عاطفية وانتهى أثرها بعد الجامعة، وكان عندي طموح كبير من أيام الثانوي، ثم تفاجأت أن كل شيء مستحيل.

أبوي الله يحفظه رافض يجيب سواق كنت ابي ادرس ماجستير إدارة وتعبت نفسيتي فترة بس تجاوزت الموضوع دخلت دورة إنجليزي طبعا عن بعد لأن الوالد رافض يوديني ويجيبني ورافض فكرة السواق وفشلت بتعلم الإنجليزية عن بعد

أنا عندي وزن زايد مو سمنة مفرطة فشلت بالرجيم من الثانوي

وأخيراً دخلت دورة ٦ أشهر امتداداً لتخصصي دين، وفادتني كثيراً وتفوقت لكن للأسف حتى فرحة الإنجاز ما فيه.

أنا مشهورة بالعائلة أني إنسانة إيجابية وطموحة لدرجة أختي كانت تسميني أحلام العصافير ومشهورة أني مثقفة لكن الآن الطموح منعدم وأفكر دايماً أن شبابي جالس يروح ودايم يجيني خوف من الموت إحساس بالموت وخوف إن أبوي أو أمي يموتون أو أني أضل أو أكفر وأقنط من رحمة ربي

دخلت بمشكلة عاطفية أنا أحب ولد خالتي من صغري صارحته قبل فترة وحذفته وتعبت نفسيتي فترة وأحس بضغط نفسي

بيت جدتي كان المتنفس زي الجنة بالنسبة لي من يوم كنت صغيرة توفت جدتي بآخر سنة جامعة بعدها توفي جدي قبل سنتين وتألمت كثيراً والآن كل فترة أحلم ببيت جدتي

طموحي منعدم، ولي فترة شبه قطيعة مع والدي نفسيتي ما أقدر أتحمل أسولف وأرجع زي قبل لأنه كل ما يمر لازم ينتقد أو يعصب

وهو حزن الفترة الأخيرة وإنا كنت شبه تعيسة وتأنيب ضمير وهو مريض قلب وضغط أخاف يموت وهو مو راضي عني

تعب آخر مرة وحبيت يده وسلمت عليه فرح وبعدها سولفنا ويحاول يجلس بالصالة عشان أدخل بسالفة معه يعني الحمد لله مو زي أول ولا صار ينتقدني بس أحس اني مقصرة مره.

تخصصي ودراستي المفروض أناقش ملحدين وأدعو للإسلام لكن أحس ماعندي طاقة للجدال ولا عندي طولة بال ولا عندي حماس لشي

بس صرت أتمنى وأتخيل أصير رشيقة وألقى الحب مع شخص وسيم ولطيف وسمح، أمنيات تافهة يمكن بس هذه حالتي الآن قلت أكون صريحة شوي عشان تساعدوني بالحل.

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أختي بارك الله فيك وسددك ونشكر لك ثقتك بِنَا واختيارك لاستشارات تواصل للبوح بهمك وما يؤلمك.. فأهلاً ومرحباً بك..

ما مر بك عزيزتي من ظروف صاحبت مراحل طموحك وشعرتِ خلالها أن مشاعرك تزيد وتنقص تسوء وتتحسن هذا يا غالية يمر به الكثيرون والكثيرات، كما أنك تلقين قبولاً من الناس ويرونك متميزة فهذه ميزة خصك الله بها كما خَص بعض الناس بها.. وجاءت لك الكثير من الفرص ورغم الظروف التي مررتي بها وعدم توفر مواصلات لك أو ما يعينك إلا أنك حققت فيها تميزاً ملحوظا.. ولا تخلو الحياة من منغصات يتوقف عندها الإنسان أو يتعثر بها فترة وقد تؤلمه وقد تؤخره لكن المبدع المتميز لا يقف وها أنت تربحين مجدداً وتفتحين صفحة جديدة مع والدك " أوسط أبواب الجنة " وتسعدينه بكلماتك له وسلامك عليه وتشدي على يديه فيسعد بك فهو رغم ضعفه وتعبه يشتد بكم -أبنائه- بعد الله، والمتعارف عليه منذ القدم أن الفتاة هي من تفهم أبيها وتقبل عليه وتعينه فلله الحمد من قبل ومن بعد.. فاستثمري هذا الجمال بحياتك وستتجدد ثقتك بنفسك بإذن الله.. أعيدي كل شيء جميل في حياتك البر الصِّلة حافظي على أذكارك صباح مساء في وقتها؛ فهي في وقتها حصن وفي غير وقتها ذكر، التحقي بأحد دور تحفيظ القرآن الكريم تشرح الصدر وتسر الخاطر وكثيراً ممن التحقن بها تجددت السعادة في حياتهن وفترتها قصيرة فترة العصر، وهناك دور تفتح الصباح والمواصلات متوفرة.. مارسي بعض التمارين الرياضية في البيت والمشي جميل مع شد النفس من الأنف وكتمه قليلاً ثم إخراجه بهدوء مع الفم؛ يُشعرك بإذن الله بالاسترخاء والراحة شيئاً فشيئاً.

فيما يتعلق بأمر الزواج من أرادك يعرف كيف يكرمك ويطلبك بالطرق المناسبة فأكرمي نفسَك، ومن أحببته اطلبيه ما كان فيه خير لك من رب العالمين، مَن بيده كل شيء أمري وأمرك وأمر الناس جميعاً، ومن تُحبين ومن تخافين فتوكلي عليه جل جلاله واسأليه جل وعز من فضله الواسع في سجودك أقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد وفي الثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة وفي كل حين أسأليه القريبَ المجيب، اللهم إني أسألك زوجاً صالحاً صادقا... افعلي الفضائل وادعي وألحي وتذكري أن الخطوات التي تسعين بها إن لم تتيسر أن هناك شيئاً عظيم اسمه " الخيرة فيما اختاره الله "والنصر مع الصبر وسترين كل ما يسعدك ويسر خاطرك بأمر الله.. شرح الله صدرك ووفقك الله وأسعدك..