الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الوهيبي يرد على مزاعم المذيعة أفراح العبد الله بخصوص وضع المرأة وأصول مجتمعنا

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – خاص: 
بعدما صرحت الإعلامية والمذيعة أفراح العبد الله بتصريحات اتهمت فيها المجتمع السعودي بأنه مجتمع متأخر يجب تغييره، وأن وضعه سيء، وقدمت نصيحة للمرأة السعودية بالسعي وراء تغيير المجتمع أولا حتى تتمكن من قيادة السيارة، إلى جانب تصريحات تحدثت فيها عن أصول المجتمع السعودي أنها مسيحية وأنها تريد أن تحتفل بالمعابد والآثار.. وقد نشرت تواصل للقراء ما قالته المذيعة أفراح، ولتتضح الرؤيا الصحيحة ننشر لقرائنا ردا شرعيا من فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن رشيد الوهيبي في حديث خاص لـ(تواصل) على ما قالته أفراح العبد اللهاضافة اعلان
بداية يقول الشيخ عبد الرحمن: الحمدلله وبعد: طالعت ما ذكرته المذيعة والإعلامية السعودية أفراح العبدالله حيث تحدثت عن بلده السعودية بكلام نستغربه من مثلها! ولكن كما قال القائل:
والليالي من الزمان حبالى....مثقلات يلدن كل عجيبة
فأقول مستعينا بالله:
أولا:قالت (إن وضع المجتمع السعودي سيء)!؟ ولا أدري ما هو معيار السوء والحُسن عندها ؟ لكن يظهر مماقالته أن سوء المجتمع  عندها بسبب عدم السماح بقيادة المرأة السيارة وتحريم اختلاطها بالرجال وعدم تعظيم الآثار والمعابد وتحريم كشف الوجه؟!
فوا أسفى على ثقافة تحملها وعلى علم تعلمته وجيل توجهه .
أما زعمها أن(بعض العادات والتقاليد الموروثة تعيق مواكبة التقدم) واستشهدت على ذلك بمنع قيادة السيارة (لعدم جوازه شرعاً ومنعه نظاماً) فأقول: الحمدلله فإن مجتمعنا مواكب للتقدم في مجال التعليم والإعلام والصحة وغيرها .
ثانيا: زعمت المذيعة أن (فرض المحرم على المرأة في بعض أمورها ليس من الإسلام في شيء) فيا ليتها ذكرت تلك الأمور لكنني أقول لها ولأمثالها ، لقد فرض الله على المرأة المحرم صيانة لها من غيرها كما في السفر وحماية لها من عاطفتها كما في النكاح وغير ذلك،وقد قال تعالى(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...) الآية ، وقال( قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة...الآية) ، وقال صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته... الحديث) ، وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال(جاء رجل لنبي صلى الله عليه وسلم فقال:يارسول الله إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريدالحج، فقال :اخرج معها) رواه البخاري ومسلم ، قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرحه : "في الحديث تقديم الأهم فالمهم من الأمور المتعارضة ، فإنه لما عرض له الغزو والحج رجّح الحج لأن امرأته لا يقوم غيره مقامه في السفر معها بخلاف الغزو.والله أعلم" الله أكبر ما أعظم هذا الدين الذي أوجب على الرجل حماية من ولاّه الله عليه من النساء ،كما في هذا الحديث  وهذا والله تكريم للمرأة وصيانة لها عند من أدرك مقاصد التشريع وحِكمه .
ثالثا: زعمت المذيعة أن(الرجل السعودي لا يقبل المرأة في العمل ولا في البيت كبنت بل بالغت حتى قالت :وصل الرفض إلى تحريم جلوسها مع أبيها)!؟ ؛ فأقول: أما العمل مع الرجل والاختلاط به فالذي حرمه الشرع الذي هو دينها وشرع نبيها محمد صلى الله عليه وسلم والأدلة على تحريم الاختلاط في العمل من الكتاب والسنة أكثر من أن تحصى ، أما عدم قبولها في البيت كبنت أو تحريم جلوسها مع أبيها  فلم نسمع بهذا لا قديما ولا حديثا ، أما ديننا وعاداتنا وتقاليدنا فهي تكرم البنت وهذا لا يحتاج إلى إثبات إلا إذا احتاج النهار إلى دليل! ؛ فإن كان هذا يحدث في أسرتها هي فالشريعة والعادات منه بريئان .
رابعا: زعمت أن(السيدات القديمات!يعملن بالتجارة بدون محرم ويسافرن ويجاهدن في الحروب بلا محرم) ؛ فأقول:لم يمنع الإسلام المرأة من التجارة ، فهي والرجل في ذلك على حد سواء ، أما أن تسافر للتجارة بلا محرم فحديث ابن عباس السابق يبين أهمية بل وجوب المحرم لمن ستؤدي ركنا من أركان الإسلام ؛ فالمسافرة للتجارة من باب أولى ؛ فالسفر والجهاد لم تكن تخرج له نساء الصحابة إلا مع محارمهن والسنة والتاريخ قد حفظ لنا ذلك ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم(لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم) رواه البخاري . والمحرم هو من حرم عليه نكاحها على التأبيد بسبب مباح لحرمتها ، ففي السفر مما تحتاجه المرأة مالا يقدر عليه إلا الرجال ، فما أعظم هذا الدين وما أعظم جهل بعض أهله به! .
خامسا: زعمت المذيعة أفراح العبدالله (أن المملكة ليس لها تاريخ بسبب أفكار تافهة وعادات حرمت الآثار واعتبرتها أصناما)! فأقول: لم تذكر العبدالله الآثار التي اعتبرتها العادات أصناما ، وللتذكير فقط أقول: إن كانت تماثيل ومجسمات فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (لاتدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفا إلا سوَْيته ) وكسر الأصنام التي كانت حول الكعبة بل طمس صورتي إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام  ؛ لأن ذالك مما لايجوز في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ، هذا ما عرفناه من شريعة نبينا فما الذي تعرفه العبد الله خلاف ذالك؟! .
سادساً: قالت المذيعة المسلمة مانصه (أصول مجتمعي مسيحيه وأخجل من الفخر بها لأنها تعارض الإسلام الذي أدين به , وهما ديانتان أكملتا بعضهما , فلدينا آثار معابد قد دمرت تمثل التاريخ ، دمرت بسبب أن الفكر السائد عندنا هو أن هذه أصنام)!؟ فأقول :هداك الله للحق : إن أصول مجتمعنا إسلامية لا مسيحية ، وقد قال تعالى:﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾أصل ديننا هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، والمجتمع المسيحي أصل دينه الله ثالث ثلاثة وعيسى ابن الله، فشتان بين مجتمعنا المسلم الموحد والمجتمعات المسيحية المشركة ، قال تعالى :﴿ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾ ، أما المسيحية فقد قال الله عن أهلها :﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة﴾ ، ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم﴾. أما زعمها أن الإسلام والمسيحية أكملتا بعض ففيه خلط وجهل ، أما الدين الذي جاء به عيسى –عليه السلام- فهو متمم لما جاء به موسى-عليه السلام- من توحيد الله والاستسلام له (الإسلام) لكن النصارى حرّفوا في الإنجيل واليهود حرفوا في التوراة فجاء هذا الإسلام ونزل القرآن ناسخاً لما قبله من الكتب . أما المعابد التي تزعم أنها آثار فهي من بقايا الجاهلية وهو ليس من تاريخنا فتاريخنا الكعبة والحرمين وما شرع لنا تقديسه وتعظيمه من الأماكن والأزمان وليس الآثار البدعية الجاهلية التي جاء الإسلام لإبطالها فقدوتنا في ذلك هو محمد-صلى الله عليه وسلم – الذي حطم الأصنام وقال لأصحابه:(والذي نفسي بيده لقد قلتم كما قال أصحاب موسى لموسى اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة) . والحديث عن الآثار يطول .
سابعاً: أما ثناؤها على رجال الهيئة فهم عندنا أكفاء ومحل الثقة قبل تزكيتها المشوبة بدخن ، والعجيب في ثنائها على رجال الهيئة أن جعلت معيار التطور لديه هو كشف وجهها أمام رجال الهيئة واختلاطها بالرجال فأقول : إن تغطية الوجه ليس عادة تعودتها نساؤنا ولا عرفاً تعارفن عليه ولا تقاليداً قلدن بها أمهاتهن بل هي عبادة أمرن بها كالصلاة والزكاة والصيام ، وقد نزلت الآيات بوجوبها وصحّت الأحاديث بالأمر بلزومها ولله در الجاهلية التي كانت تستر وجهها حياءً وعفة كما قال الشاعر:
سقط النصيف ولم ترد اسقاطه ***فتناولته واتقتنا باليد
بينما هذه المذيعة وأمثالها يفتخرن بكشفه! ، نسأل الله لهن جميعاً الهداية والستر والبصيرة بالدين والاعتزاز بشريعة محمد- صلى الله عليه وسلم- .
ختاماً : إن مما يؤسف له أن هذه المذيعة والإعلامية السعودية كان ينتظر منها السمع والطاعة لله ولرسوله ، وكذلك لولاة الأمر لكنها انطلقت مما صرحت به من هوىً واستحسان بغير هدىً من الله ، وإلا فعلماء بلدها –الذي يفترض أن تفتخر به- أفتوا بعدم جواز قيادة المرأة للسيارة لما رأوا من حال من قدن السيارات في الدول الأخرى ولما يترتب عليها من مفاسد كثيرة ، وكذلك وزارة الداخلية أصدرت قراراً بمنع قيادة المرأة للسيارة في السعودية ومع ذلك فلا تزال هذه المذيعة وأمثالها يحرضن النساء على المطالبة بالقيادة في تحدٍ سافر للحكومة السعودية ممثلة بوزارة الداخلية؟! فأين الوطنية أيتها الإعلامية؟ وأين طاعة ولي الأمر يا من ترفضين أن يكون لك ولي أمر؟
والله المستعان ،،

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook