الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

هاشتاق «حلب تحترق» يتصدر مواقع التواصل.. واللون الأحمر يكسو حسابات المغردين

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - الرياض:

في الوقت الذي أكد فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الغارات الجوية لطائرات الميليشيات الشيعية على مناطق خاضعة لسيطرة كتائب الثورة السورية في حلب، أطلق نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن باسم "#حلب_تحترق"، داعين إلى إنقاذ المدينة وسكانها من الدمار.

اضافة اعلان

وتصدر الوسم النسخة السعودية من موقع تويتر، وقائمة الوسوم الأكثر تداولاً في العالم العربي؛ تعبيراً عن الغضب المتصاعد تجاه جرائم ميليشيات الأسد بحق الشعب السوري، وانتشر الوسم على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات مختلفة، وغيّر الكثير من المستخدمين صور حساباتهم إلى اللون الأحمر تضامناً مع الضحايا في حلب.

الغريب أن تلك الهجمات جاءت بالتزامن مع إعلان ميليشيا الأسد على صفحات وكالة الأنباء الروسية الرسمية عن الاتفاق على "نظام تهدئة" برعاية موسكو وواشنطن، يبدأ تطبيقه في الساعة الواحدة صباح اليوم السبت، لمدة 24 ساعة في دمشق والغوطة الشرقية، ولمدة 72 ساعة في اللاذقية، دون الإشارة إلى حلب.

وتحدث بابلو ماركو، مدير عمليات منظمة "أطباء بلا حدود" في الشرق الأوسط، قائلاً: إن عدد قتلى الغارات ارتفع إلى 232 شخصاً، بينهم 36 طفلاً، و24 امرأة؛ وهو ما يأتي متوافقاً مع ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة.

  • موقف المملكة

وفي إطار التنديد الدولي لتصعيد أعمال عنف ميليشيات الأسد في حلب، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن: "القصف الوحشي الذي تتعرض له حلب من قبل قوات الأسد، وأزهق العديد من الأنفس البريئة لا ترتضيه الأخلاق الإنسانية ولا المبادئ والقوانين الدولية".

وأضاف الجبير، في تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنه: "على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤولياته تجاه وقف مجزرة حلب، خصوصاً حلفاء بشار الأسد في ظل التزامهم بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254".

  • المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، زيد بن رعد الحسين، في بيان، إن تقارير أعمال العنف والغارات في سوريا، وخاصة مدينة حلب في الآونة الأخيرة يُشير إلى "تجاهل متوحش لحياة المدنيين من قبل جميع أطراف النزاع".

وأضاف زيد: "توالى ورود التقارير من حلب وحمص ودمشق وريف دمشق وإدلب ودير الزور حول وقوع خسائر في صفوف المدنيين. ففي الأسبوع الماضي في إدلب، في 19 أبريل، أفادت تقارير بسقوط قنابل في سوق الخضراوات في معرة النعمان، أكثر المناطق ازدحاماً في المدينة، خلال وقت الذروة؛ مما أسفر عن مقتل 44 شخصاً على الأقل وتدمير العشرات من المحال التجارية".

وتابع المفوض: "في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب، دمرت طائرات حكومية خلال الأيام القليلة الماضية مستشفى رئيسياً وغيره من المرافق الطبية. باختصار، ارتفعت أعمال العنف إلى مستويات رأيناها قبل وقف الأعمال العدائية. وهناك تقارير مقلقة للغاية حول تعبئة عسكرية تشير إلى وجود استعدادات لتصعيد القتال".

  • الغارات مستمرة

إلى ذلك، يواصل طيران الأسد غاراته على حلب، واستهداف المراكز الطبية فيها، وكان واضحاً أن الموقف السوري جاء نزولاً عند طلب روسيا التي كانت قد تعرضت بدورها لضغوط من الولايات المتحدة؛ بسبب تكثيف طائرات الحكومة السورية قصفها لمناطق عدة.

وأوردت وكالة الأنباء السورية التابعة للأسد «سانا» أن: «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» أعلنت في بيان أنه: «حفاظاً على تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية المتفق عليه (منذ شباط الماضي) يُطبّق بدءاً من الساعة الواحدة صباح يوم 30 نيسان (أبريل) 2016 «نظام تهدئة» يشمل مناطق الغوطة الشرقية، ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة».

وأضاف بيان قيادة الجيش أن: «نظام التهدئة يهدف إلى قطع الطريق على بعض المجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها، والتي تسعى جاهدة إلى استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار، وإيجاد الذرائع لاستهداف المدنيين الآمنين».

وقبل صدور هذا الإعلان الرسمي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) بأن طائرات حربية استهدفت أحياء القاطرجي، والمشهد، والسكري، وبستان القصر بمدينة حلب؛ ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة نحو خمسة بجروح في حي الصاخور، بالإضافة إلى سقوط جرحى وقتيلة على الأقل في حي القاطرجي.

ولفت المرصد إلى أن 202 من المدنيين قُتلوا «جراء تصعيد القصف على مدينة حلب خلال الأيام السبعة الماضية، وفي المجازر المتتالية التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية، والقذائف المحلية الصنع، وأسطوانات الغاز المتفجرة، وقصف قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل في المدينة».

وأضاف أن بين القتلى 34 طفلاً دون سن الـ 18، و20 مواطنة فوق سن الـ 18، سقطوا «جراء قصف قوات النظام والضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل بالأحياء الشرقية من المدينة، وقصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الغربية لمدينة حلب».

وذكرت «فرانس برس» في تقرير من حلب أن عدداً من الأشخاص أُصيبوا بجروح، الجمعة، في غارة استهدفت مستوصفاً في حي المرجة الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة، بعد يوم من مقتل ثلاثين شخصاً في غارة استهدفت مستشفى ميدانياً في المدينة. وقال أحد سكان حي بستان القصر الشعبي إن: «الأرض تهتز تحت أقدامنا» بعد غارات جديدة شنتها طائرات النظام الجمعة. وأضاف أن: «الغارات لم تتوقف طوال الليل. لم ننم ولو دقيقة واحدة».

وذكر مراسل لوكالة «فرانس برس» الدولية في مناطق سيطرة المعارضة: أن هذه الأحياء تعرضت لعشر غارات على الأقل، وأن المسعفين يعملون بلا توقف منتقلين من حي إلى آخر.

وقال الدفاع المدني: إن عدة أشخاص بينهم ممرض واحد على الأقل أُصيبوا في الغارة على المستوصف الواقع في حي المرجة شرق المدينة. وخلّفت الغارة أضراراً جسيمة في المستوصف الذي يضم عيادة للأسنان، وأخرى للأمراض المزمنة، ويقدم خدمات لسكان الحي منذ خمس سنوات.

ومساء الخميس، أعلن المجلس الشرعي في محافظة حلب تعليق صلاة الجمعة للمرة الأولى في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة؛ بسبب القصف العنيف. وأعلن المجلس الشرعي؛ وهو هيئة تشكلت في محافظة حلب وتؤكد أنها «مستقلة»، في بيان أنه: «نظراً إلى الحملة الدموية الأفظع التي يشنها أعداء الإنسانية والدين على محافظة حلب؛ ونظراً إلى خطر ذلك على المصلين المجتمعين في مكان وزمان واحد، فإن المجلس الشرعي يوصي - للمرة الأولى - القائمين على المساجد بتعليق فريضة صلاة الجمعة، وإقامة صلاة الظهر عوضاً عنها».

واتخذ القرار غداة يوم دامٍ شهد سقوط العدد الأكبر من الضحايا منذ تجدد المعارك في حلب؛ إذ أحصى المرصد السوري مقتل 54 مدنياً، وفق حصيلة جديدة. وقتل الأربعاء 30 مدنياً بينهم طبيبان عندما أصابت غارة جوية مستشفى القدس الميداني الذي تشرف عليه منظمة أطباء بلا حدود، ومبنى سكنياً مجاوراً في حي السكري الذي تسيطر عليه كتائب الثورة السورية.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook