الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الإعلام الفضائي الإيراني: 20 عاماً من الجهود

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

الحضور الإيراني في الإعلام قديم ومتجذر وبشكل خاص بعد الثورة الإيرانية

استهداف المشاهد العربي (السني فضلاً عن الشيعي) هدف قديم لإيران من أجل السيطرة والنفوذ ونشر الثقافة والفكر الشيعي بزعم الولاء لآل البيت.

اضافة اعلان

بثت إيران ودعمت العشرات من القنوات الفضائية الناطقة بالعربي وتنوعت بين إخبارية سياسية ومنوعة وأطفال ودينية.

استخدمت إيران كافة الأساليب الإعلامية الصحيحة والمضللة لإيصال رسالتها وتحقيق أهدافها الثقافية والسياسية. وظفت المخدوعين ودعمت النفعيين من أهل السنة، كما استغلت شيعة العرب لأهدافها القومية العنصرية الطائفية.

طرحت إيران في إعلامها أسلوب الحوار، واستضافت بعض السنة على شاشاتها من المغفلين كما استخدمت خطاباً إعلامياً للداخل يختلف كلياً عن الخارج واستطاعت الفصل بينهما.

وازنت بين الخطاب السياسي والثقافي، بين البعد الطائفي وعموم الإسلام، ونوعت بين الدراما والفكاهة.

نجحت إيران في توجيه الخطاب العاطفي لخدمة أهدافها، ووظفت العاطفة بأشد ما يكون.

اللحن والنشيد والبكائيات والشعر الحزين أعطى صبغة إنسانية للخطاب الشيعي الإيراني ووظفته في إرسال رسائل ضمنية سياسية وثقافية خطيرة.

الصورة الحزينة والقصة المؤلمة والموقف الإنساني أسلوب تميزت به القنوات الإيرانية.

وظفت قضية الظلم المزعوم على آل البيت في صياغة الاتجاهات وحشد المواقف المساندة ودغدغة المشاعر ولم تغفل عن تعظيم الأئمة ومكانتهم، وإظهار القيادة وموطن القدوة.

في الدراما تمتنع إيران عن عرض صور بعض الأئمة (علي بن أبي طالب رضي الله عنه) بينما لا مانع من عرض صور الأنبياء (يوسف ويعقوب عليهما السلام)!

الحزن والألم وما جرى لأئمة آل البيت (سواء كانت حقيقة كما جرى للحسين عليه السلام أو كذباً ومبالغات لبعض الأئمة) تم توظيفها بصورة فنية متقنة باستخدام الجرافيك والمؤثرات الصوتية والبصرية.

بطولات آل البيت وأحبابهم ومناصريهم ومواقفهم الشجاعة تم استلهامها في الدراما بشكل مفصل بما فيها من مبالغات وخزعبلات لكن من يعرف فضلاً أن يعترض أو ينتقد!

موضوع الأضرحة وقبور آل البيت وعلماء الشيعة تم إدراجها في الخطاب العاطفي مع الصور المتوالية للزوار الذين يقدسون هذه الأضرحة ويمجدونها، يقدمون لها القرابين ويتذللون عند أقدامها يتمسحون بحديدها ويذرفون الدموع عند أبوابها.

الصوتيات في الإعلام الإيراني والشيعي عموماً حكايته أقدم، وتجربته أعمق فهم أهل البكائيات والشعر الحزين واللطميات، استخدموا الشعر العربي الفصيح، وكذا العامي من خلال النبرات الصوتية القوية الملحنة ذات الطبقات المتعددة لتهييج الجماهير وإثارة حماستهم، بل إن البعض يطلق على الشيعة أنهم ظاهرة صوتية من قوة تأثيرهم الخطابي وتحريكهم للأشجان!

البكاء تأثراً حالة عامة لدى الشيعة في المناسبات الدينية - وما أكثرها - وظفها الإعلام المرئي، وعمق التأثير على المشاهد كي يعايش نفس الجمهور في موقع الاحتفال.

عرض اللطميات ومن زوايا متعددة مقربة ومبعدة والدم يسيل على الصدور والنحور في المواكب الحسينية جزء من استراتيجية المشاركة الوجدانية، فما بالك إن رأيت طفلاً أو حتى رضيعاً يسيل الدم من رأسه بعد أن ضربه والده بالسكين فداء للحسين! ويا لثارات الحسين!

هناك أكثر من 40 موسماً دينياً عند الشيعة: مولد، أو وفاة لأئمتهم، وغالباً ما يترافق مع الزيارة لأضرحة الأئمة فما بالك إن واكبتهم الكاميرا وهم يرتحلون على الأقدام مشياً من أبعد القرى حتى يصلوا إلى العتبات المقدسة، وفي الطريق تجد "موائد الرحمن" والمشروبات لزوار آل البيت والكاميرا ترصد الكرم والاحتفاء الشيعي بالقادمين!

طبعاً الأمر لا يقتصر على العراق ومراقده، بل يتم عرض المناشط الشيعية والاحتفالات الدينية بالذات عاشوراء في البحرين وإيران، وحتى في بعض مناطق الشيعة في المنطقة الشرقية.

الفيديو الكليب حاضر، والموالات مصاحبة، و"الرادود" يهيج، والكاميرا ترصد، والقناة تعرض.

المواكب "الحسينية" بإعلامها وبأسمائها المنسوبة للأئمة، أو الأماكن الشيعية تشعر المشاهد أنه يعي اللحظة، ويتمنى الحضور والمشاركة الجسدية، وليس فقط العاطفية الوجدانية.

تستبعد الكثير من القنوات الشيعية الخطاب العقلي، عدا مواضيع محدودة لها بعد عاطفي، وكذا تستبعد النقاشات والحوارات الثقافية التي قد تثير أسئلة هم في غنى عنها.

نوع الخطاب الإعلامي الشيعي بين ترسيخ العقيدة وسط الشيعة، وأيضاً استجلاب السنة من خلال إثارة الجانب العاطفي عندهم بالذات مظلومية آل البيت.

وظف الإعلام الإيراني النجاحات التي حققتها إيران على الجانب السياسي والاقتصادي والعسكري (بعضها حقيقي وصحيح) رغم قوى الاستكبار والحصار الاقتصادي طويل الأمد مع محاولة ربطه بالجانب العقدي الطائفي.

أيضاً من الذكاء في الخطاب الإعلامي بيان وصول دعوة آل البيت للعديد من البلدان في أفريقيا وآسيا، فهذا موكب عزاء في تايلند، وهذه حسنية في نيجيريا!

الإعلام الإيراني وظف الإعلام العربي الشيعي وجعله يدور في فلكه، إما من خلال الدعم المباشر أو غير المباشر، أو من خلال السيطرة السياسية والعقدية (كما هو في العراق).

الإعلام الإيراني لا يألو جهداً في إظهار أنه الممثل الحقيقي للإسلام، وهذا ما دأب على عرضه على غير المسلمين، وأن هناك فئة "مارقة من الإسلام" افتأتت على حق آل البيت في الحكم، وظلمت أقارب النبي صلى الله عليه وسلم!

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook