الثلاثاء، 07 شوال 1445 ، 16 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

هل لبس شيخُ الإسلام ابنُ تيمية "الخرقةَ"؟!

IMG-20150909-WA0055
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

كتب رائد السمهوري مقالا بعنوان "في الحاجة للتصوف" (16/3/2016) افترى فيه على شيخ الإسلام ابن تيمية قائلا: " .. بل إن ابن تيمية – يرحمه الله – قد لبس "الخرقة"، وهي العمامة التي يلبسها السالك تعبيرا عن انضمامه إلى طريق السلوك ذكر هذا الشيخ يوسف بن حسن بن عبدالهادي الحنبلي (ت 909) في مقدمة كتابه (بدء العلقة بلبس الخرقة) وذكر أن ابن تيمية قال ما نصه: "وقد كنتُ لبست خرقة التصوف من طرف جماعة من الشيوخ من جملتهم الشيخ عبدالقادر الجيلاني، وهي أجل الطرق المشهورة". أي إن سنده فيها ينتهي إلى الجيلاني، ونقل عنه أنه قال: "فأجل الطرق طريق سيدي الشيخ عبدالقادر الجيلاني، رحمة الله عليه .." ا.هـ.

اضافة اعلان

والرد عليه في نقاط سريعة:

أولا: مرر اسم يوسف بن حسن بن عبدالهادي الحنبلي (ت 909) دون تفريق بينه وبين تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية الحافظ محمد بن أحمد بن عبدالهادي (ت 744) ربما تدليسا أو جهلا منه، الله أعلم.

ثانيا: لا توجد رسالة لتلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية محمد بن أحمد بن عبدالهادي "بدء العلقة بلبس الخرقة" بل هي للصوفي يوسف بن حسن بن عبدالهادي.

وقد نقل الشيخ عبدالله البطاطي في مقدمة تحقيقه لكتاب "مقبول المنقول من علمي الجدل والأصول" ترجمة الصوفي يوسف بن حسن بن عبدالهادي متكلما عن عقيدته (ص 67-70) وتصوفه (ص 71-75)، وأنه ممن يقول ببعض بلايا الصوفية مثل: الكشف، والأبدال، والتزامه للطريقة القادرية، ولبسه للخرقة القادرية.

وذكر من مؤلفاته: بدء العلقة بلبس الخرقة، الوقوف على لبس الصوف، صدق التشوف إلى علم التصوف.

ثالثا: لو دقق السمهوري في تاريخ وفاة يوسف بن حسن بن عبدالهادي (ت 909) لوجد انقطاعا بل روايته معضلة عن شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728) فكيف ينقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية وبينهما مفاوز؟ أي: 81 عاما!

رابعا: شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (8/34-38) قرر بطلان وعدم صحة المسلسل من لبس الخرقة عند رده على الرافضي، فقد أتى على أسانيدها بكلام لا تجده عند غيره رحمه الله ولولا الإطالة لنقلته بنصه، ويمكن الرجوع إليه لمن شاء.

خامسا: ولو افترضنا أن شيخ الإسلام لبس الخرقة في بداية طلبه للعلم لكن المؤكد أنه بعد ذلك ذمها وبين أنها بدعة ضلالة في أكثر من موضع من كتبه وفي هذا فائدتان:

الأولى: أن هذا يعد من مناقبه رحمه الله لأنه لا يتعصب لرأي فمتى ظهر له الحق اتبعه وترك ما سواه

الثانية: أنه أعرف بخزعبلات الصوفية لأنه كان منهم -حسب زعم ابن عبدالهادي والسمهوري- ثم تركهم وفي هذا أكبر دليل على معرفته بانحرافهم وضلالهم.

هذا كله لو ثبت ذلك عنه لكن تبين -والحمد لله- أن هذا افتراء ولم يصدر بسند صحيح عنه وناقله من أصحاب الخرق.

سادسا: مقال السمهوري فيه طوام لا يمكن الوقوف على كل نقطة ذكرها، والاكتفاء بالذب عن شيخ الإسلام ابن تيمية مما نسبه إليه هو المقصد.

كتبه: عبدالله زقيل

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook