تواصل - أسماء نزال:

تشهد ظاهرة التسول في المملكة زيادة مستمرة وارتفاعاً مضطرداً خلال السنوات الأخيرة، أكثر المتسولين تم القبض عليهم في مدينة جدة، تلاهم المقبوض عليهم في مكة المكرمة، ثم مدينة الرياض، والمؤسف أن معظم المقبوض عليهم من غير السعوديين الذين يتسولون في الأسواق والمساجد وعند الإشارات المرورية.

التسول مهنة الذهب

تنوعت أشكال وصور التسول حيث يبدو أنَّ هناك من أصبح ينظر إلى التسول على أنَّه مهنة يومية تدر عليه مبلغاً من المال نتيجة التعاطف الذي يجده من العديد من المواطنين والمقيمين، وبالتالي فإنَّ هؤلاء أصبحوا يستخدمون أساليب تضمن لهم الحصول على أكبر قدر من المال عن طريق كسب تعاطف أكبر عدد من الناس.

أبرز تلك الأساليب هو الاستعانة بالنساء والأطفال الصغار، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى استئجار الأطفال الرضع ووضع «الإكسسوار» اللازمة للتسول، كالملابس الرثة أو حتى عمل عاهات دائمة أو مؤقتة.

جهود تحاول السيطرة

إلى ذلك، كشف تقرير صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية أن" نسبة المتسولين السعوديين المقبوض عليهم خلال العام الحالي بلغت 18% من جملة المتسولين الذين جرى ضبطهم، وأن 82% من المتسولين الأجانب المقبوض عليهم قدموا إلى المملكة لأداء النسك، أو عن طريق التسلل".

وأظهر التقرير أن الوزارة ممثلة في مكاتب مكافحة التسول والمتابعة الاجتماعية تشارك في الحملات الأمنية المشتركة التي تستمر على مدار السنة، أن المتسولين السعوديين المقبوض عليهم تتم دراسة حالاتهم، والتنسيق مع جهات الخدمات التي وفرتها الدولة لمساعدتهم على ضوء ما تسفر عنه آليات البحث الاجتماعي من نتائج.

وكان سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ -مفتي عام المملكة- قد شدَّد على عدم التصدق على المتسولين عند الإشارات والمنازل وفي الشوارع، مشيراً إلى أنَّ إعطاءهم المال بهدف التصدق غير صحيح، بل فيه عرقلة لجهود الجهات المختصة بمكافحة التسول.

واستثنى فضيلته من المتسولين طالبي المال في المجمعات التجارية وفي القطاعات المختلفة، الذين يطلبون المال بأوراق تشرح حالتهم، موضحاً أنَّه يجوز إعطاؤهم المال من غير أموال الزكاة، فهؤلاء لا زكاة فيهم؛ لأنَّنا لا نعلم ظروفهم، فقد يكونون ممَّن يمتهنون التسول وممَّن لا يعملون رغم مقدرتهم على العمل.

عقوبات غائبة

الشاهد أن الظاهرة تبدو عصية على الهدم بالوسائل التقليدية، إذ بلغ عدد المتسولين المقبوض عليهم من قبل اللجنة الأمنية بمكتب مكافحة التسول بالرياض خلال الربع الأول من العام الجاري 1437هـ 373 متسولاً منهم 27 من الرجال و254 من الإناث و92 من الأطفال جرى إيداعهم في مكتب التسول بالرياض.

لذلك فقد أوصى الفريق بوضع عقوبات رادعة تحد من ظاهرة التسول مثل الغرامات المالية والسجن، مع إجراء المزيد من الدّراسات العلمية حول الأُسر السعودية التي لا يكفيها الضمان الاجتماعي، الأمر الذي اضطر هذه الفئة للتسول من الناس.

ومن التوصيات المهمة لمعالجة الظاهرة، أهمية تنبيه أئمة المساجد لمنع هذه الظاهرة وبيان خطورتها على المجتمع، وضرورة تطبيق نظام البصمة على غير السعوديين المُرحلين لبلدانهم بسبب التسول وعدم إدخالهم للمملكة لمدة خمسة سنوات، وكذلك تنظيم عملية جمع الزكاة والصدقات وأن تكون من خلال الجهات الخيرية، وتبقى الأموال أمانة فلنعطها من يستحق.