الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

استياء لـ«انتهاك حرمة المرضى» بحريق مستشفى الحمادي.. ومطالب بمعاقبة المتجاوزين

56b7602e02e59
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - هياء الدكان:

رغم نجاح خطة إخلاء جميع المرضى المنومين في مستشفى الحمادي؛ وذلك في اللحظات الأولى من اندلاع حريق بالمستشفى الأحد الماضي، لتسجل المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض خطوة سبق جديدة في الإجراءات الوقائية العاجلة، إلا أن صوراً بثها ناشطون لعملية الإخلاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسببت في ردود أفعال متباينة.

اضافة اعلان

الأمر بدأ مع انتشار صور للمرضى المنومين البالغ عددهم 35 مريضاً أثناء نقلهم لعدد من مستشفيات العاصمة، منهم 18 مريضاً كانوا منومين في قسم العناية المركزة، حيث تم نقل 8 مرضى لمستشفى سليمان الحبيب، و7 لمستشفى المشاري، و3 لمستشفى دله، و17 حالة أخرى تم نقلها للفرع الثاني لمستشفى الحمادي.

وبدت صور عمليات الإخلاء بمستشفى الحمادي متجاوزة - حسب رأي البعض- بسبب اقتحامها خصوصية المنوّمين في قسم العناية المركّزة، وأقسام التنويم الأخرى دون مراعاة لأحوالهم..

«تواصل» استطلعت آراء عدد من المختصين والمهتمين للتعليق على الحادثة؛ فقال مدير عام النشاط الثقافي بوزارة التعليم، "عبدالرحيم بن علي الدوس": إن الشعب السعودي يتصف بصفات العربي الكريم الشهم؛ ولذلك نجد الشاب السعودي يبادر دائماً إلى نفع الآخرين، وتقديم المساعدة للمحتاجين في أي وقت وأي مكان وزمان.

وتابع أن: "ما نراه في أوقات الأمطار، أو تعطل السيارات أثناء الرحلات الخلوية وغيره من الأمثلة الكثيرة خير دليل على ذلك"، مستطرداً: "لكن للأسف هناك أناس لا أتهمهم بقلة المروءة، وإنما أقول إنهم يجهلون ماذا يعملون، وينسون أنفسهم إلى درجة كبيرة".

وتحدث قائلاً: "تجول في نفسي خواطر كثيرة حينما أرى تصوير الحوادث وإظهار المصابين أو الموتى في قنوات التواصل الاجتماعي، هذا الأمر مرفوض من جهة الدين الحنيف ومن جهة نظامية أيضاً، فليس لأحد الحق في تصوير إنسان وإظهار صورته بدون إذنه فما بالك بإنسان مصاب، ثم يأتي شخص ما ويقوم بتصوير الحالة بدون أي اعتبار لمشاعر هذا المصاب الذي يعاني ألمه".

وتساءل: "أين ذهب العقل والحكمة والغيرة؟ أليس هذا المصاب أخي في الدين، أو أليس هذا المصاب ابن وطني، أليس هذا المصاب شريكي في هذا الوطن الغالي؟ إذن كيف أقوم بالتعدي على حقوقه وهو في حالة ضعف. كل ذلك من أجل أن أحظى بقصب السبق وسرعة نشر المعلومة طلباً للشهرة".

واعتبر أن ما وصفه بـ "انتهاك حرمات المرضى" إثر حريق مستشفى الحمادي، تم دون أي إحساس أو مسؤولية، داعياً كل شاب أن يراعي الله سبحانه وتعالى فيما يصور أو ينشر، مطالباً في الوقت ذاته الجهات المسؤولة بمتابعته من ينشر أي محتوى شخصي ومحاسبته.

تحليل للظاهرة

أما المستشارة الإعلامية المتخصصة في التحليل الإعلامي للشبكات الاجتماعية، هند عامر، فقالت إن التصوير على نوعين، الأول: تصوير توثيقي للحدث بشكل عام ونشره، وهذا يصنف ضمن ميزات الآنية التي تنفرد بها الشبكات الاجتماعية ولها إيجابيات كثيرة، والثاني: التصوير الذي يشمل الأفراد الموجودين ويظهر ملامحهم وحالاتهم، وهذا فيه انتهاك لخصوصية الفرد، وله ارتدادات سلبية على مستوى الشخص نفسه أو أسرته.

وهو الأمر نفسه الذي ذهب إليه المتخصص في إدارة مستشفيات، رائد بن أحمد الدوس، الذي أكد أن التواصل الاجتماعي قد يكون سبباً من أسباب نهضة المجتمع إذا استخدم في نطاقه الصحيح من مستخدميه ممن يظهر صورة جميلة وإيجابية عن مجتمعنا وعن الجهود المبذولة من رجال الأمن.

واستطرد: "لكن البعض يستخدمه بأسلوب سلبي؛ مما يوضح صورة خاطئة ويغض عن الجزء الإيجابي في الحدث، كما تصرف البعض في حادثة حريق مستشفى الحمادي بتصوير مرضى المستشفى وهم في حالة علاج، وأغفلوا جانب رجال الإطفاء والمسعفين ومن خاطر بحياته لإنقاذ من احتجز داخل الحريق".

وختم بقوله: "يجب أن نتكافل معاً كجسد واحد لننهض بمجتمعنا، وأن يحاسب كل مستهتر بمصائبنا، وختم بقوله: شيء مؤسف أن تجد أحياناً من يُقدم التصوير على المساعدة".

التصوير للصحفيين فقط

لكن المختصة في الإعاقة وبرامجها والتعامل مع الحالات الخاصة، الأستاذة هند محمد العبيدان، ذهبت إلى منحى أبعد بقولها: "يفضّل عدم تصوير المتوفين وقت الحادث لا قدر الله، والحذر من تصوير عورات النساء والأطفال وقت الحوادث، بحيث يكون التصوير على مرأى من الناس ورجال الأمن، وهذا يزيد من شدة هول الفجيعة لهم، إضافة إلى أن الأغلب من الموجودين رجال".

وأضافت: "رفض تصوير الحوادث عوضاً عن المساعدة بأيدينا أو إحساسنا معهم بالوقوف معهم، أو الدعاء لهم حتى من بعيد، فيكتفى من المسعف أن يتصل على الإسعاف وستر إخوانه المسلمين والنساء خاصة".

وأكملت: "يسمح للتصوير للحوادث، والأدوات، والمباني، والسيارات للتوثيق، فهذا يكون للمهنيين أو للصحفيين لتوثيق الخبر، بشرط أن لا يكون فيه صور للنساء كاشفات، أو غير مستعدات، أو بحالات فزع وخوف فهذه أحوال خاصة".

وختمت بقولها إنه: "ينبغي أن لا يتم التصوير في هذه الحالات، ومعاقبة من ينتهك ذلك، فالصحفي يمكن الرجوع للجهة التي يعمل لديها ومحاسبتهم؛ لذا لا بد من التوعية ونشر تحذيرات ومنح صلاحيات لمن هم في الميدان من المصرح لهم بالعمل في مواقع الحوادث والإخلاء بكيفية التعامل مع من يجدون بحوزته جوالاً أو كاميرا يصور بهما خصوصية الناس في حال ضعفهم".

الخصوصية حق ديني

واختصرت مستشارة الأسرة والطفل، "مها المسلم"، الجرأة في مواقف الفزع بالتصوير بقولها: صار التصوير للحوادث ما يراعي حرمة ميت، ولا ضميراً، ولا مشاعرَ، ولا مروءة.

وأيدتها التربوية تخصص رياض أطفال، "منيرة عبدالله الدكان"، حيث قالت: إنه للأسف أصبح تصوير الآخرين وكشف سترهم ظاهرة مؤسفة ومخجلة في مجتمعنا المحافظ، سواء كان في حوادث في الطريق، أو في أماكن عامة، وكشف أعراضهم وخصوصياتهم.

وأعربت "الدكان" عن أملها أن تكون هناك عقوبات رادعة ينص عليها النظام لأمثال هؤلاء من عديمي المروءة والإنسانية ممن يهرعون لتصوير المرضى والموتى.

وتضافرت معها الباحثة المجتمعية، "لمياء الرويتع"، بقولها: "لا أؤيد التصوير العشوائي حيث انتشرت شائعات؛ بسبب التصوير حول الوفيات، وتصوير النساء بلبس المستشفى؛ لأن هذا فيه كشف العورات، ونشر حالة من الخوف والهلع بين الناس، داعية من يقوم بذلك بتقديم المساعدة بدلاً من التصوير.

واقترحت "الرويتع" توقيع غرامة مالية كعقوبة للتجمهر والتصوير، وإعاقة الجهات الصحية والمرورية والدفاع المدني عن القيام بعملها بسهولة وسرعة.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook