الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

لهذه الأسباب.. لم يفرح الشعب الإيراني برفع العقوبات الدولية

مظاهرات-طهران-611x330
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل- ترجمة:

في الوقت الذي احتفل فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأمريكي وغيرهما من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وآخرون بيوم دخول الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ، ورفع العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، كان الشعب الإيراني مصاباً بالإحباط وخيبة الأمل.

اضافة اعلان

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها إلى أنه في صباح اليوم الذي رفعت فيه العقوبات عن طهران كان التليفزيون الإيراني يبث برامجه بشكل طبيعي دون احتفالات، ولم يكن هناك شباب يلوحون بالأعلام أو حشود تهتف في شوارع طهران في إشادة منها برفع العقوبات.

واعتبرت "الصحيفة" أن هذا الاستقبال غير الحافل يعكس الإحباطات وخيبة الأمل المتعددة والوعود التي لم يتم الوفاء بها التي شهدها الإيرانيون خلال العامين الماضيين من المفاوضات.

وأضافت أنه في الوقت الذي احتفت فيه الحكومة بالاتفاق، قليل فقط من الشعب الإيراني هم الذين يتوقعون أي تحسن في حياتهم.

ونقلت "الصحيفة" عن أحد العمال الإيرانيين أن الحكومة تتحدث عن مليارات الدولارات التي ستأتي، لكن كما كان الحال في الماضي، لا أتوقع أن تدخل تلك الدولارات إلى جيبي.

واعتبرت "الصحيفة" أن الاتفاق النووي ربما يعد نجاحاً للرئيس الإيراني حسن روحاني، لكنه يأتي على حساب النظام الحاكم الذي تخلى عن كثير من أجهزة الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم؛ مما جعل كثيراً من المسؤولين الإيرانيين وخاصة المتشددين يعتبرون أنه من الصعب النظر إلى الاتفاق على أنه نصر.

وذكرت "الصحيفة" أنه على الرغم من رفع كثير من العقوبات إلا أن عقوبات أمريكية ما زالت قائمة وانخفاض أسعار النفط يضر بالاقتصاد الإيراني حتى مع رفع العقوبات، كما أن تصدير إيران للنفط ربما يساعد في تفاقم الأزمة وخفض أسعار النفط بشكل أكبر.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن اقتصاديين وخبراء إيرانيين، أنه وعلى الرغم من الإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة لصالح إيران، إلا أن الأمر قد يستغرق شهوراً أو أطول من ذلك قبل أن يشعر المواطن العادي بأي استفادة من تخفيف العقوبات، وهذا التأخير قد يقوض شعبية الرئيس الإيراني ويضعف قبضته على السلطة، وسيكون عليه أن يتصدى للمتشددين داخل حكومته الذين سيكونون حريصين على استخدام الاحتياطيات النقدية لأغراضهم الخاصة.

وأشاروا إلى أن الاقتصاد الإيراني سيستمر في مصارعة الرياح العكسية الشرسة القادمة من انخفاض أسعار النفط، والتي قد تلغي كثيراً من المكاسب التي حققها "روحاني" عبر المفاوضات.

وتحدث "كريم سادجادبور" المحلل المتخصص في الشأن الإيراني بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي أن الحكومة والحرس الثوري سيستفيدون في الحال من رفع العقوبات، إلا أن مسألة استفادة القطاع الخاص المستقل والمجتمع المدني ستأخذ تلك العملية سنوات لتقييمها.

وذكرت "الصحيفة" أن بعض العقوبات الأمريكية المرتبطة بسجل إيران في انتهاك حقوق الإنسان ودعم المنظمات الإرهابية ستبقى.

من جهتها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها: إن إيران تقوم بتهدئة التوقعات بشأن عودتها لأسواق النفط العالمية.

ونقلت "الصحيفة" عن مسؤول نفطي إيراني أن عودة بلاده بشكل كامل إلى سوق النفط العالمي قد تستغرق عدة أشهر بعد رفع العقوبات الغربية قبل يومين.

وأشارت إلى تصريحات مسؤولين إيرانيين تحدثوا فيها عن أن طهران استعدت لزيادة إنتاجها النفطي بنحو 500 ألف برميل يومياً، مضيفة أن بعض الإنتاج الإضافي الإيراني قد يباع في الحال من خلال العقود القائمة مع الصين دول آسيوية أخرى.

ونقلت عن مسؤول إيراني أن بلاده تخطط لتعزيز إنتاجها بنحو مليون برميل يومياً، لكن هناك هذا التحرك قد يأخذ وقتاً بسبب القيود المستمرة على البنوك الإيرانية.

وتحدثت "الصحيفة" عن أن إيران لا تزال تواجه عقوبات أمريكية حتى بعد رفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي، وستستمر العقوبات الأمريكية في حظر شراء النفط الإيراني وبيع الأسلحة إلى طهران، ومنع أية اتفاقيات مع شركات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

وذكرت أن صادرات النفط الإيرانية تواجه تحدياً من أعضاء آخرين في منظمة أوبك خاصة من المملكة العربية السعودية التي تخلت عن دورها في دعم أسعار النفط عبر تقليص إنتاجها؛ وذلك من أجل ضخ أكبر كمية ممكنة من النفط ومنافسة المنتجين الآخرين لدى المشترين، مضيفة أن إيران تواجه كذلك صادرات النفط الأمريكية الجديدة والإنتاج النفطي القياسي في روسيا.

من جانبها لاحظت صحيفة "جارديان" البريطانية عدم وجود تقارير تشير إلى وجود احتفالات في الشوارع بإيران، على عكس ما حدث الصيف الماضي عندما وقع الاتفاق النووي.

وذكرت أن التهاني بين الإيرانيين لم تظهر إلا على مواقع التواصل الاجتماعي لكن بهجتهم التي ظهرت الصيف الماضي في الشوارع لم تظهر حالياً، فكثير منهم مازال حذراً وقلقاً من التحديات القادمة.

وعبر "كامران داتخان"، الاقتصادي والخبير في الشأن الإيراني بجامعة "نورث إيسترن" الأمريكية، خلال تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء "ترند" الأذربيجانية، عن اعتقاده بأن أزمة توتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وحلفائها من جهة، وإيران من جهة أخرى قد يكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد الإيراني.

وكشف عن أنه قد يكون هناك تأثير قوي غير مباشر على إيران؛ نتيجة توتراتها مع تلك الدول، فكثير من الشركات المهتمة بالاستثمار أو التجارة مع إيران لديها علاقات واسعة مع هذه الدول، وربما تشعر تلك الشركات بأن صداقتها مع إيران من شأنها أن تضر بمصالحها مع السعودية، والكويت، والبحرين، وقطر.

وتحدث عن اعتقاده بأنه بناء على الآمال التي تولدت بعد توقيع إيران للاتفاق النووي مع القوى العظمى، فإن إيران كانت ستكون أفضل حالاً لو تجنبت تلك الأزمة.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook