السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

عمال إغاثة يروون «مشاهد مفجعة» للجوعى في «مضايا» السورية

1a3c1b63c45db55f3d161b7dbc1fbdbd_w570_h650
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – وكالات:

تحدث عمال إغاثة وصلوا إلى بلدة "مضايا" السورية المحاصرة عن ظروف "مفجعة" يكابدها سكان يعانون الهزال والجوع، يحتاج مئات منهم إلى رعاية خاصة.

اضافة اعلان

حصار وجوع وموت

وجلبت قافلة معونة، أمس الاثنين، أول إمدادات غذائية وطبية للإغاثة منذ شهور إلى البلدة الواقعة في غرب سوريا؛ حيث تحاصر ميليشيا الأسد 40 ألف شخص؛ ما أدى لوفاة عدد كبير من السكان جوعاً.

وقال بافل كريزيك، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "إنه أمر مفجع في الواقع أن ترى أوضاع الناس منذ برهة اقتربت مني فتاة صغيرة، وكان سؤالها الأول هل جلبتم طعاماً؟.. نحن جوعى للغاية".

جلد على عظم

ونقلت اليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق التي رافقت قافلة الإغاثة داخل مضايا عن طبيب محلي قوله: إن عدداً يتراوح بين 300 و400 شخص في حاجة ماسة للرعاية الطبية.

وقالت هوف لرويترز بالتليفون من دمشق حيث تقيم: "إنني منزعجة في واقع الأمر"، وأضافت: "تجمع الناس في سوق يمكنك أن ترى أن معظمهم يعاني من سوء التغذية ويتضورون جوعاً، إنهم جلد على عظم، وقد بلغ منهم الإجهاد مبلغاً، وهم في حالة كرب شديد، لا يمكن أن تلمح أي ابتسامة على الوجوه. غابت الابتسامة لدى وصول القافلة. قال لي أطفال تحدثت إليهم: إنهم غير قادرين حتى على مجرد اللعب".

ونقلت القوافل إمدادات أيضاً إلى قريتي الفوعة وكفريا بمحافظة إدلب يحاصرهما مقاتلون يحاربون القوات الحكومية السورية.

محكمة دولية تائهة

وقال خبراء قانونيون إن ما يحدث هناك يمكن اعتباره إما جريمة حرب وإما جريمة في حق الإنسانية أو كليهما، لكن ثمة احتمالات ضئيلة في أن تعرض القضية عما قريب على محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في لاهاي؛ لأن سوريا ليست عضواً بالمحكمة، كما أن قيام مجلس الأمن الدولي بإحالة هذه القضية إلى المحكمة يتعين عليه أن يتغلب على إحجام روسيا.

وتابعت هوف: إن منظمة الصحة العالمية تنوي العودة إلى مضايا يوم الخميس ضمن قافلة للأمم المتحدة تحمل مزيداً من الإمدادات الطبية والغذائية، مشيرة إلى أنه لا وجود ظاهراً للمقاتلين في مضايا باستثناء نقاط التفتيش.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن أهل مضايا طردوا رئيس المجلس العسكري في المدينة من مقر إقامته؛ بعدما حاول إدخال المساعدات الجديدة إلى مستودعات، مشيراً إلى أن الأهالي رفضوا إدخال المساعدات إلى المستودعات وطالبوا بتسلمها بشكل مباشر.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إن سكان مضايا شاركوا في تفريغ وتوزيع المساعدات الغذائية.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الأمم المتحدة واثقة من عدم مصادرة المقاتلين للأغذية؟ قال سجاد مالك ممثل المفوضية في سوريا: "نرى من الطريقة التي يتم التعامل بها معها أن هناك مشاركة مجتمعية واسعة النطاق.. أكدوا لنا أنها ستوزع على السكان".

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 300 شخص على الأقل غادروا البلدة ونقلتهم القوات الحكومية إلى منطقة دمشق. وقالت الأمم المتحدة إن عرباتها لم تستخدم لنقل أحد من مضايا.

رُضَّع يواجهون الموت

وقالت هوف: إن أفراد العمليات الطبية أبلغوها أن الأمهات غير قادرات على إرضاع أطفالهن طبيعياً، وأن كثيراً من الأشخاص المصابين بسوء التغذية أضعف من أن يتمكنوا حتى من مغادرة بيوتهم.

وأضافت: "أرسلت طلباً فورياً إلى السلطات من أجل جلب مزيد من الإمدادات. نطالب بإرسال عيادات وفرق طبية متنقلة".

الطعام أهم من العلاج

وذكرت أن الأطباء قالوا: إن المرضى يفضلون إنفاق ما بحوزتهم من أموال قليلة على الغذاء بدلاً من الرعاية الصحية. ويباع الأرز ولكن بسعر 200 أو 300 دولار للكيلو الواحد، لافتة إلى إن الأطباء في مستشفى ميداني "اضطروا لإعطاء مريض محاليل في الخارج لعدم وجود مكان داخل العيادة".

وتابعت: "لم تتناول عجوز أي طعام لعشرين يوماً.. حُملت من الشارع وهي فاقدة الوعي ونُقلت إلى العيادة"، مضيفةً أنها تحدثت مع رجل مصاب بسوء تغذية حاد لم يكد يستطيع الكلام، ويعاني من جفاف شديد، وتحول لونه إلى الأصفر.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook