الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

اللاجئون السوريون ينقذون ألمانيا من «التهرم السكاني»

11062051_1660915067486624_5103422795681282387_n
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - متابعات:

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريراً عن أهمية اللاجئين السوريين بالنسبة للمجتمع الألماني، قالت فيه إن ألمانيا استقبلت هؤلاء بغية تلافي مشكلة التهرم السكاني، رغم أن البعض يعبّر عن مخاوف من عدم قدرة السوريين على الاندماج في سوق الشغل، بحسب "عربي 21".

اضافة اعلان

وقالت الصحيفة في تقريرها، إن قرية فريدلاند، الواقعة على بعد 175 كيلومتراً شمال شرق برلين، تشهد انخفاضاً حاداً في عدد السكان، "فقد كان وسط القرية في السابق يشهد حركة كبيرة".

وذكر التقرير، أن القرية تشهد تهرماً سكانياً متواصلاً، وموجة هجرة كبيرة، رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطاتُ المحلية، ممثلة في فيلفريد بلوك الذي يشغل منصب العمدة منذ 1992، "وقد تحول مركز القرية الخالي من الحركة إلى مأوى شاسع جداً لسيارة العمدة فقط، فقد كانت فريدلاند تعد ثمانية آلاف نسمة إبان توحيد الألمانيتين، الشرقية والغربية، بينما أصبحت تعد الآن خمسة آلاف و500 نسمة".

وأشار إلى أن عدد الولادات في المدينة؛ يقل عن عدد الوفيات بمعدل 55 حالة كل عام، و"يرى العمدة أن الحل الوحيد لتلافي هذا الخلل الديمغرافي؛ يتمثل في توطين اللاجئين في القرية".

وأضاف التقرير أن القرية يمكن أن تكون من الأماكن التي ستقلل من مخاوف السياسيين الألمان، المشككين في فكرة توزيع 800 ألف طالب لجوء هذا العام على مناطق مختلفة، وبالتالي ستتمكن القرية من تلافي مشكلة التهرم السكاني فيها.

وقال إن القرية تؤوي حالياً 154 لاجئاً، 114 منهم جلبتهم السلطات المحلية إلى هناك، "وهي بادرة إيجابية مكنت من رفع عدد السكان، وتحسين الحركية الاقتصادية في القرية".

وأشار إلى أن قرية فيلفريد تحوي 190 مسكناً شاغراً، ويمكن استئجارها مقابل أربعة يورو للمتر المربع الواحد، "ويستعد سكان القرية لترتيب خمسة من هذه المساكن لاستقبال قرابة 40 شخصاً، ابتداءً من شهر أكتوبر.

وذكر التقرير أن القرية تأوي 120 لاجئاً في ملجأ معد لهذا الغرض، إلا أن "العمدة يحبذ أن يقع إيواء اللاجئين في مركز القرية؛ بغية التسريع في إدماجهم بالمجتمع المحلي، رغم قلة فرص العمل، وتجاوز نسبة البطالة حاجز 12%".

واعتبرت الصحيفة، أن استقبال ألمانيا للاجئين للاستقرار على أراضيها "سيمكنها من تجاوز فرنسا من حيث عدد السكان، وسيبقى الوضع كذلك لعقود طويلة".

وأشارت إلى أن وزير الداخلية الألماني، توماس ديمزيار، يستبعد أن يكون توطين اللاجئين حلا لأزمة التهرم السكاني، ويعتبر أن "اللجوء لا يلبي شروطاً متعلقة بنوعية المهاجرين الذين تحتاجهم ألمانيا، وبالتالي سوف لن يكون لهم أي دور سوى الرفع من عدد السكان، ليصبح أكبر من عدد سكان فرنسا"، رغم أن الخبراء يشددون على أهمية دور اللاجئين في الدورة الاقتصادية الألمانية.

وذكرت الصحيفة أن أساليب تقييم الحالة السكانية في العصر الحديث؛ اختلفت عن الماضي، إذ إن عدد السكان لم يعد معياراً كافياً يعتمد عليه في علم الدراسات الاجتماعية العصري، "لأن الدراسات أصبحت تجمع بين معايير الرصيد البشري، والصحة، والخبرة الأكاديمية".

وحذرت من أن توطين اللاجئين في غياب معلومات واضحة ودقيقة حول سيرهم الذاتية ومجالات تكوينهم ومستواهم الأكاديمي؛ خطوة تتسم بالمجازفة "لأن البعض منهم سيستغل الفرصة للتحايل وتقديم معلومات مغلوطة".

وأكدت أن الحل الوحيد يكمن في إدماجهم في سوق الشغل بأسرع الطرق الممكنة، "لأن اللاجئين يمكن أن يكونوا جزءاً من الحل لأزمة التهرم السكاني، ولكنهم ليسوا الحل النهائي".

ولاحظت الصحيفة أن توافد اللاجئين سيحسن من نسبة الولادات، "وقد بدأت مؤشرات ذلك في البروز، حيث إن عدد سكان ألمانيا في نهاية عام 2014 قد بلغ 81.2 مليون نسمة، أي أن العدد قد ازداد عن عام 2013 بحوالي 430 ألف نسمة. ويعد هذا الفارق في التزايد؛ الأعلى منذ العام 1992".

وأضافت: "رغم أن عدد الوفيات؛ كان أكبر من عدد الولادات بـ153 ألف نسمة؛ فإن تدفق المهاجرين بلغ 550 ألفا، لترتفع بذلك نسبة الأجانب من 8.7% إلى 9.3% من مجموع السكان".

وقالت إن أقاليم "بافاريا" و"باد فورتمبارغ" و"ريناني الشمالية التابعة لفاستفالي"، هي أكثر الأقاليم المكتظة بالسكان والجاذبة للاجئين، رغم أنه يتم توزيعهم على كافة أنحاء ألمانيا الاتحادية.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook