تواصل - ترجمة:

سلطت عدد من صحف العالم الضوء على الجريمة التي ارتكبها الطيران الحربي لنظام بشار الأسد في سوريا أمس والذي قصف أربع مرات سوق مزدحم وسط دوما القريبة من العاصمة دمشق مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات، فضلا عن إلحاق دمار هائل بالممتلكات العامة والخاصة.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن ضربات جوية من قبل النظام السوري على بلدة دوما التي تخضع لسيطرة الثوار والقريبة من العاصمة دمشق تسببت الأحد في مقتل أكثر من 80 شخصا وإصابة نحو 200 آخرين.

وأشارت إلى أن الهجمات الجوية ضربت سوقا مزدحما مما تسبب في دمار هائل للممتلكات، في وقت أظهرت فيه مقاطع مصورة جثث القتلى وهي في صفوف استعدادا لدفنها.

وأضافت أن حصيلة القتلى في دوما تضع الهجوم ضمن أعنف الهجمات الجوية الدامية خلال الحرب التي تجاوزت أربع سنوات، والتي قتل فيها أكثر من ربع مليون شخص وتشريد نحو نصف الشعب السوري.

وذكرت أن الحرب التي بدأت كانتفاضة شعبية ضد حكومة بشار الأسد أصبحت أكثر تعقيدا، فالقوات الحكومية أصبحت خليط من وحدات الجيش والميليشيات ومسلحي حزب الله اللبناني الذين يعتبرون بشار الأسد حليفا رئيسيا.

وتحدثت عن أن حكومة "الأسد" قتلت الآلاف من المدنيين في هجمات ضد الأماكن التي يسيطر عليها الثوار، إلا أن مثل هذه الحصيلة المرتفعة للقتلى في حادث واحد كالتي وقعت في دوما أصبحت أقل شيوعا.

وكشفت عن أن الإعلام الرسمي السوري لم يشر للهجوم، على الرغم من أن القوات الحكومية ظلت لفترة طويلة تقصف مناطق المعارضة في محاولة لتقليص الدعم الشعبي للثوار.

من جانبها قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن الضربات الجوية للنظام السوري تسببت في مقتل أكثر من 100 شخص في ضاحية من ضواحي العاصمة دمشق أمس الأحد، في واحدة من الأكثر الهجمات دموية خلال الصراع المستمر منذ 4 سنوات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم يتزامن مع خسارة القوات الحكومية لمناطق مهمة لصالح الثوار و"داعش"، مضيفة أن المحللين والسوريين يتحدثون عن تقلص قبضة بشار الأسد على السلطة وانحدارها في حرب قتل فيها أكثر من 230 ألف شخص فضلا عن تشريد الملايين.

وذكرت الصحيفة أن كثير من سكان دوما التي تقع على بعد 10 أميال من دمشق دعموا الثوار الذين سيطروا على قاعدة عسكرية قريبة للنظام أول أمس السبت، مشيرة إلى أن خسارة النظام للقاعدة ربما دفعه لقصف السوق في دوما.

وتحدثت الصحيفة عن أن الهجمات زادت مؤخرا في منطقة دمشق وحتى داخل المدينة، التي كانت في معزل لفترة طويلة عن القتال.

واشارت إلى أن إيران مولت "الأسد" بمليارات الدولارات ويبدو أنها باتت تلعب دورا كبيرا بشكل متزايد في الشأن السوري، لدرجة أنها باتت تتفاوض مع الثوار في ظل عدم وجود ممثلين للحكومة السورية.

أما صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكة فأشارت إلى أن الهجوم تزامن مع زيارة مسؤول أممي رفيع المستوى إلى سوريا للمساهمة في جهود الإغاثة الإنسانية.

ونقلت الصحيفة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 9 أو 10 صواريخ من طائرات النظام السوري قصفت سوق دوما، بينما كان السوق مزدحما بالمتسوقين في بداية أيام العمل الأسبوعي.

أما صحيفة "إندبندنت" البريطانية فأشارت إلى أن هجمات الطيران الحربي السوري التي طالت سوق دوما استهدفت مقر "جيش الإسلام" الذي يتمتع بدعم قوي في البلدة.

وأشارت إلى أن "جيش الإسلام" الذي يعد واحدا من أقوى الفصائل المسلحة النشطة بالقرب من دمشق، هاجم مواقع حكومية في "حرستا" على بعد 5 كيلو متر من دوما أول أمس السبت بمشاركة قائد التنظيم "زهران علوش".