الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

انتفاضة فلسطينية ثالثة على وشك الانفجار.. وهذه هي الأسباب

الضفة الغربية على وشك الانفجار .. والاحتلال يخشى من انتفاضة ثالثة
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل- وكالات:

وراء كلتا الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية بعض الأحداث التي تبدو في ظاهرها معزولة عن بعضها البعض، ولكن توسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو التي تحاصرها المستوطنات الصهيونية بأشكال بشعة يظل العامل الأساس الذي يقف وراء الانتفاضتين. وتنطبق هذه الملاحظة على ما يمكن النظر إليه اليوم بوصفه أرضية انتفاضة ثالثة تبدو وشيكة.

اضافة اعلان

فالشرارة التي أشعلت نار الانتفاضة الأولى التي انطلقت في ديسمبر عام 1987 في معبر بيت حانون أو إيريز تمثلت في إقدام سائق شاحنة صهيوني على دهس عمال فلسطينيين مما أدى إلى مقتل أربعة منهم. فيما كان إصرار أرييل شارون رئيس وزراء الاحتلال في هذا الوقت على اقتحام باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه المدججين بالأسلحة في شهر ديسمبر عام 2000 وراء الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

أما بذور الانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي توشك أن تندلع، فتتمثل -بحسب مراقبين- في عدة أحداث تقع منذ فترة. وهي شبيهة بأحداث مهدت لانطلاق الانتفاضتين الأولى والثانية ولديها علاقة بالاحتلال والاستيطان وانعكاساتها على واقع الفلسطينيين اليومي. ومنها مثلا اقتحام المسجد الأقصى ذاته في الأيام الأخيرة من قبل مستوطنين. وربما تكون البذرة الأساسية التي تهيئ بسرعة لإشعال نار انتفاضة فلسطينية ثالثة هي إقدام مستوطنين على إضرام النار في منزل أسرة فلسطينية في بلدة دوما التابعة لمحافظة نابلس بالضفة الغربية. وقد أدت العملية إلى مقتل رضيع يبلغ عمره عاماً ونصف العام حرقا. ولا يزال أبوه ووالدته وأخوه ذو السنوات الأربع يصارعون الموت في المستشفى.

وصحيح أن إيقاف الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية كان يُعزى إلى وعود قدمت للفلسطينيين تصب كلها في مصب واحد هو تخفيف الاستيطان وفتح طريق تقود الفلسطينيين إلى العيش في إطار دولة مستقلة منيعة معترف بها من قبل الأسرة الدولية.

فنهاية الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1991 كان يعزى أساساً إلى مساع دولية لإقناع الفلسطينيين بأن أمامهم في ذلك الوقت أفقا من خلال مفاوضات كانت تجري في الخفاء بين قيادات فلسطينية بإشراف الراحل ياسر عرفات من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى للبدء في تعبيد الطريق المؤدية إلى إنهاء الاحتلال بجميع أشكاله ولاسيما الاستيطان في الأراضي المحتلة بعد عام 1967.

وانتهت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في فبراير عام 2005 لأن الأطراف الفاعلة داخل الأسرة الدولية وفي صدارتها الولايات المتحدة الأمريكية حرصت على إقناع الفلسطينيين بأنها أصبحت تدرك سبب شعورهم بالإحباط إزاء نتائج مسار أوسلو.

أما الانتفاضة الثالثة، فإنه بالإمكان أن تطول أكثر من اللزوم في حال اندلاعها –وهي فرضية أصبحت جادة– لأن هناك قناعة لدى الغالبية الساحقة من الفلسطينيين بأن لا أحد يهتم اليوم فعلاً بمعاناتهم اليومية في ظل اتساع رقعة الاستيطان واتساع غطرسة المستوطنين بدليل أن غالبية ملفات الشكاوى الفلسطينية ضد الاعتداءات والتجاوزات التي تطال الفلسطينيين يتم إغلاقها بسرعة.

هذه القناعة الفلسطينية بأن لا أحد أصبح يهتم بمعاناتهم اليومية يحتد وقعها على الشعب الفلسطيني الذي أصبح لا يثق حتى بقياداته لا يثق بإمكانية الدول العربية حكاماً وشعوباً على مساعدتهم. ولم يعد يثق أيضاً بالأسرة الدولية كلها والأجهزة التي تمثلها وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي.

ويرى كثير من الفلسطينيين في عدم تجاوز حد التنديد من قبل الأسرة الدولية برمتها بالجريمة الأخيرة التي اقترفها مؤخراً مستوطنون يهود ضد أسرة فلسطينية في بلدة دوما -والتي راح ضحيتها طفل رضيع حرقاً بينما يرقد باقي أفراد الأسرة بالمستشفى- مؤشراً على أن بذور الانتفاضة الثالثة قد أينعت.

* المصدر: مونت كارلو الدولية

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook