الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المعلم في كوريا تغسل قدماه وفي السعودية تضرب يداه! (صور)

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

أثار ظهور صورة لطلاب كوريين يغسلون أقدام معلميهم عند تخرجهم، كثيرا من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، واستدعت الصورة المبهرة مقارنة بين واقع العملية التعليمية بالمملكة وما تحفل به علاقة المعلم بالطالب من شد وجذب، وجلبت إلى الأذهان أسئلة كثيرة حول الدوافع التي أوصلت الطلاب الكوريين إلى هذا الفعل؟ وما إذا كانت الصورة تمثل احتراما حقيقيا لقيمة العلم والعلماء، أو بدافع تقليد محلي متوارث.

وفي مقابل تلك الحفاوة البالغة بالمعلمين والتي جسدها المشهد الكوري، نجد الصورة مقلوبة تماما في مجتمعنا، فالصحف تقذف بعشرات الأخبار التي تحمل حالات اعتداء من طلاب على معلميهم، ولعل أقرب مثال على ذلك ما نشر مؤخراً من حالات تهديد لمدرسين في إحدى المدن، حتى إنهم لم يتمكنوا من الدوام إلا تحت حماية إمارة المنطقة!، وتمتد حالات التأزم لتصل إلى الأسرة التي تمثل المحضن التربوي الأول للأبناء ويعول عليها كثيرا في غرس القيم بالمجتمع.

بين الأمس واليوم

اضافة اعلان
يحن الإنسان بطبعه إلى الماضي ، ويحكي الآباء والأجداد قصصا يستدعونها من ذاكرة الأيام الخوالي ويعدها الأبناء من قبيل الخيال، حول طبيعة العلاقة بينهم وبين معلميهم وكيف بلغت درجة احترامهم لهم، في وقت كان المعلم يغرس في طلابه القيم منذ نعومة أظفارهم ويهتم بجانب التربية أولا قبل أي شيء، ولذلك وثق الآباء بالمعلمين فأعطوهم كافة الصلاحيات التي تمكنهم من القيام بذلك.

ومع تغير نظرة المجتمع للمعلم سحبت منه تلك الصلاحيات تباعا فأصبح عديم القيمة بالنسبة لطلابه، وللأسف الشديد تقف كثير من الأسر مع أبنائها ضد معلميهم، وتنتظر من الابن شكوى ضد معلمه لتقضي على ما تبقى من احترام للمعلم في نفوس الطلاب.

تراجع دور الأسرة


تسارعت وتيرة الحياة في العصر الحديث وشكل تغول المادة على الجانب الروحي والقيمي تحديا كبيرا أمام الأسرة، وبات الأب المشغول دوما بعمله وصفقاته يحتاج إلى من يقوم سلوكه ويوجهه في كثير من الأحيان، فضلا عن أن يقوم هو بتوجيه أبنائه وضبط سلوكهم، وفي هذه الأجواء غير المواتية للعملية التربوية يصبح من الصعوبة بمكان تعديل سلوك الأبناء وتوجيه بوصلتهم نحو جادة الصواب، ويزداد الأمر صعوبة إذا لم تدرك الأم دورها جيدا لتتنحى جانبا وتترك الخادمة تقوم به.

قوانين الوزارة


يرى بعض الخبراء في المجال التربوي أن القوانين الجديدة التي سنتها وزارة التعليم والتي تحظر على المعلم العقاب البدني، ساهمت إلى حد بعيد في فقدان المدرس لهيبته المعهودة أمام طلابه، وجعلت تلك القوانين من المعلم متهما إذا حاول تأديب الطالب، ويزداد الأمر صعوبة حين تقوم إدارة المدرسة بدور سلبي يصل إلى توبيخ المدرس أمام الطلاب لكسب أولياء الأمور !، وقد يتعدى إلى ما هو أبعد من ذلك ليضع المعلم في موقف لا يحسد عليه بين سندان التطاول ومطرقة القانون.

وسائل التواصل الحديثة


أثرت وسائل التواصل الحديثة في جيل كامل من الشباب وغيرت عاداته وسلوكياته، حتى أن الأم ربما لا تجد وسيلة لجمع أفراد الأسرة في مكان واحد سوى بقطع الكهرباء عن مزود خدمة الإنترنت "المودم"، فيخرج الجميع من عالمه الافتراضي ليرى ماذا حدث، وسرعان ما يعودون مرة أخرى إلى عالمهم الخاص.

وفي هذا العالم الافتراضي الذي يزخر بالمتناقضات أبطال وهميون، ومثل عليا تختلف صفاتها الشخصية كثيرا عما هو متوافر لدى المعلم، ولم يعد المعلم يمتلك الحقوق الحصرية لمنح المعلومة ، فجهاز صغير في غرفة مغلقة يمكن أن يلبي لهم كافة رغباتهم ويجيب عن جميع تساؤلاتهم.

صناعة القدوة


تمثل القدوة دافعا كبيرا نحو تغيير السلوك وفي غيابها يصعب كثيرا تعديل الصفات السلبية لدى الطلاب، وحتى يتمكن المعلم من القيام بدوره كاملا لابد أن يتوافر لديه الحد الأدنى من صفات القدوة، ولن يتأتى ذلك إذا لم يحسن المعلم التعاطي مع مستجدات العصر الحديث ويتواكب مع المتغيرات التي تطرأ على المجتمع ويحسن التعامل معها، حتى يتسنى له تقويم جيل متمرد بطبعه، يتعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة بألفة شديدة، ويجد صعوبة في التعامل مع الورقة والقلم.


كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook