الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مالك الأحمد لـ«تواصل»: نرصد المشاهد المخلة بجميع القنوات.. و«mbc» الأخطر (حوار)

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

- حملاتنا هزت أركان المؤسسات والقنوات المنتجة لـ«المسلسلات الرمضانية»

- مجموعات ضخمة وراء مسلسلات رمضان.. تدفع بسخاء لتوقّعها عائداً كبيراً

اضافة اعلان

- مَن زرع ثقافة أن ليالي رمضان مسلسلات بدلاً من الالتقاء وحضور الدروس؟!

- عادات الناس وارتباطهم بالشاشات في رمضان جعل من الشهر الموسمَ الرئيس للدراما

- الحملات التي نتعرض لها وراءها نخبٌ علمانية لا يُرضيها توعية المجتمع

- التمويل هو المعضلة التي واجهتنا في طريق تقديم ودعم «الدراما الآمنة»

- الأهداف الفكرية والثقافية للمسلسلات واضحة.. وإحصاءاتنا تثبت ذلك

- أتوقع أن تُقدم الدراما في رمضان «الأسوأ» من العام الماضي

تواصل - فريق التحرير:

قال الدكتور مالك الأحمد، الخبير الإعلامي والكاتب الصحفي، إن مؤسسات الإنتاج‏ الإعلامي تُنفق الأموال الضخمة لإنتاج‏ برامجها ومسلسلاتها بهدف التأثير على المجتمع وتغيير ثقافته وهويته، فضلاً عن هدفها المادي وتحقيق الربح الكبير، مشيراً إلى أن هذه الأهداف صارت مؤكدةً بعد دراسات إحصائية كشفت مدى التغير في المجتمع خلال السنوات الماضية.

وأضاف "الأحمد" في حوار مع "تواصل"، أنه يتوقع من هذه المؤسسات إنتاج‏ الأسوأ في هذا العام؛ نظراً لعدم وجود رقابة، موضحاً أن الحملات التي قام بها لتعرية هذه المؤسسات هزّت أركانها وبدأت تزلزلها وتحجم تأثيرها.

وإلى نص الحوار:

- دعنا نبدأ من حيث المستجدات، كانت لكم تغريدات عديدة توّجتموها مؤخراً بمقالكم في صحيفة "تواصل" عن مسلسلات رمضان وبعض الفضائيات، الجميع يسأل ما الهدف وراء ذلك وماذا تطمحون الوصول إليه؟

بالنسبة لمسلسلات رمضان هذا الموضوع لنا اهتمام فيه منذ سنوات، والسبب أن هناك تغيراً كبيراً في نوعية المحتوى وطبيعة الرسالة المقدمة من خلالها، فالانحدار الشديد في المستوى الأخلاقي والجرأة غير العادية، وكثرة الموضوعات الشاذة وتبنيها وعرضها، هذا ما جعلنا نتصدى لهذه الظاهرة من أربع سنوات، واستمررنا في موضوع الرصد سواء على نوعية المسلسلات أو عدد المشاهد المخلة.

- رصد عدد المشاهد السيئة في المسلسلات أمر ليس بالسهل، كيف استطعتم عمل ذلك ومتى وكيف؟

بحمد الله لدينا فريق مُدرب على هذا الأمر وفي الحقيقة أخذنا وقتاً لتدريبه على عمليات الرصد والتحليل، حتى أصبح فريقاً كبيراً من المختصين والمدربين، طبعاً لا نقول ليست هناك أخطاء، بالعكس قد تحدث أخطاء وهذه طبيعة بشرية لكن مستوى الثقة في أن عدد المشاهد السيئة التي تم رصدها يتجاوز90%، وكل باحث مختص رصد عدداً من المسلسلات إما اثنين أو ثلاثة.

- المسلسلات والفضائيات تقف خلفها مؤسسات قوية وذات رؤوس أموال بمليارات الريالات، هل تتوقعون أن مجرد تغريدات ستؤثر فيها؟

طبعاً، لا شك أن المسلسلات تُنفق عليها أموال ضخمة، وكما بيّنت في بعض تغريداتي بعضها تكلف 9 ملايين دولار، ومسلسل آخر كـ"سرايا عابدين" مثلاً تكلف 30 مليون دولار، وبالتأكيد خلفها مجموعات إعلامية ضخمة تدفع بسخاء لأنها تتوقع عائداً كبيراً.

بالنسبة للقنوات والمجموعات الإعلامية التي تنتج مثل هذه المسلسلات والبرامج لها أهداف تجارية وثقافية وفكرية وهذا لا يخفى على عاقل، فالربح المادي موجود لكن الأبعاد الفكرية والثقافية والتأثير على المجمع واضح وجلي، وهذا لمسناه بالإحصاءات والأرقام التي نشرناها عن التغييرات في المجتمع.

- هل لمستم أثر ما تفعلون على أرض الواقع؟

طبعاً الحمد لله، الحملات التي قامت لتعرية هذه القنوات والمجموعات فضلاً عن المسلسلات أثرت بشكل كبير، لا نقول إنها سوف تمتنع وتتوقف لكن نقول على الأقل هزّت أركانها وبدأت تزلزلها وبدؤوا هم يحسبون حسابات.

وسوف أُعطي أمثلة على ذلك، بعض القنوات في العام الماضي بسبب حملة التوعية مبكراً اضطرت أن تؤجل أحد المسلسلات إلى ما بعد شهر رمضان بسبب ما تعرضت له إثر مسلسل يحوي فُحشاً وانحرافاً شديدين فيما يقدمه، وحتى هذه السنة كان المتوقع عرض المسلسل الضخم سرايا عابدين الجزء الثاني إلا أنه تم تقديمه قبل رمضان، ويعزى سبب ذلك إلى التشويه التاريخي الذي يحويه بخلاف المشاهد الخادشة للحياء، التي يحتويها المسلسل.

- هناك مَن يقول إن ما تقومون به سيصب بالنهاية في مصلحة هذه المسلسلات؛ لأنه دعاية مجانية، والشركات تحسب أي تفاعل سواء سلب أو إيجاب؟

ما نقوم به من توضيح لِما يُعرض في هذه المسلسلات ليس دعاية لها في الحقيقة، لأن هذه الأخبار متداولة ومنشورة على المواقع والصحف في التواصل الاجتماعي ليست معلومات سرية أو مخفية حتى ننشرها، لكن نحن نقول إن دور المثقفين والمصلحين والمفكرين التوعية بخطر ما يصلهم ويعرض عليهم والتسمية في هذا الوقت والتوضيح مهم جداً لا يكفي التعميم ولا بد أن نحدد ونخصص ونأتي بالأدلة والشواهد التي تثبت ما نقوله.

- هناك اتهام لك أنك اخترت قنوات دون أخرى؟ هل هناك ثمة مواقف شخصية؟

طبعاً صحيح البعض اتهمني بأني أُهاجم مجموعة "Mbc"، وأسكت عن قنوات أخرى، وهذا شيء طبيعي فأي إنسان يتعرض لشيء عام ومؤثر يتكلمون عليه بقضية شخصية، نحن نتكلم عن هذا الموضوع من سنوات ولدينا دراسة لجميع القنوات "قنوات محافظة، قنوات سيئة وأخرى أسوأ" ودراسات لمسلسلات ودراما.

وعندنا العشرات من الدراسات ونقوم بهذا الأمر بشكل متكرر ودائم لكن نركز على بعض القنوات بسبب الخطورة التي تمثلها وحضورها التي حصلت عليه، وبسبب الانتشار وحجم المشاهدة وبالتالي نحن لا نستطيع أن نقاتل جميع أعدائنا في وقت واحد، لا بد أن نركز في الأمر على مَن هو الأكثر خطورة، وهذا ما تم بحمد لله ليس لنا أي مصالح شخصية نحن جهات مستقلة يهمنا فقط هو مصلحة المجتمع، وقبله رضا الله عز وجل.

- هناك كثير من الأسر اعتادت مشاهدة الدراما سواء في رمضان أو غير رمضان؟ ما البديل إذا استسلموا لمطالباتكم؟

بالنسبة للبدائل أنا أقول دائماً ليس هناك بديل، ما يُقدم في رمضان من مسلسلات لا يقابلها من بدائل مناسبة على نفس المستوى ونفس القدرة في الوصول، فهناك محاولات القنوات الهادفة لكن المنافسة بعيدة وليس هذا من باب استقلال الجهود ولكن من باب الواقع، والإنسان مطالب بحماية نفسه وأسرته من هذا الغثاء بغض النظر عن وجود بدائل، فلا بد أن نغير من عاداتنا، لماذا ليالي رمضان ليالي مسلسلات؟ مَن وضع هذه الثقافة في عقول الأسر والنساء والأبناء؟! لماذا لا يكون رمضان للالتقاء والتواصل ودروس دينية وثقافية ومعرفية؟

- كيف وجدت ردود الفعل في أوساط النخب والإعلاميين؟ وهل تواصل أحد معك من الممثلين أو منتجي المسلسلات؟

بالنسبة للردود على ما نقوم به من عملية توعية، بحمد لله الردود الجيدة خصوصاً في أوساط المفكرين والمثقفين لها أثر ملموس، طبعاً هناك بعض النخب الإعلامية العلمانية التي لا يرضيها عملية التوعية هذه فيشنون هجوماً شخصياً ويتكلمون عنا كأننا جهة أخرى، نحن ما بيننا وبين أحد عداوة نحن قضيتنا قضية مبادئ وأخلاق وقيم إسلامية، من يتعدى على هذه القيم فنحن ضده كائناً من كان.

- قبل عام أعلنتم عن ما أسميتموه "حاضنة الدراما"، ما الجديد فيها؟

هي فكرة طرحناها قبل ما يقارب العام أو أقل، والمشروع كان الهدف منه تحريك للدراما المحافظة الآمنة والمناسبة للمجتمع العربي والسعودي لكن واجهتنا أهم وأخطر معضلة في النهاية وهي المال العامل الحسم في هذا الأمر، لكن بالنسبة للطاقات البشرية فوجدنا خامات جيدة، ووجدنا أفكاراً ومتحمسين وعقدنا الكثير من ورش العمل والدراسات والمقابلات والنقاشات والاطلاع على الكثير من المشاريع، لكن في النهاية حتى ينجح مثل هذا المشروع لا بد له من إمكانات مالية ضخمة ولا ينتظر عائدات تجارية من خلالها، فالفكرة لم تمت لكنها مجمدة لغياب العامل الأساسي.

- هل تتفق أن المجتمع "ظاهرة صوتية" يسير مع أي نقد ولا يقف مع المبادرات والمشاريع؟

المجتمع ليس ظاهرة صوتية، المجتمع بطبيعته فيه أصحاب المبادرات وأهل الأموال والأفكار وعوام الناس فلا نلوم المجتمع أنه لم يتحرك أو لم يقدم، فإذا كانت هناك ملامة فهي على أصحاب القدرة وأصحاب المال أو أصحاب الأدوات الإعلامية الذين لم يقدموا شيئاً مناسباً مع ما يملكونه، وهنا تكون الملامة أو النقد على عامة الناس فهم في النهاية يتبعون المفكرين والعلماء ويتبعون أصحاب الرأي.

- رمضان يفصلنا عنه بضعة أيام قليلة؟ ماذا تتوقع أن تقدم الدراما الرمضانية لهذا العام؟

كل رمضان تُقدم الدراما فيه الأسوأ من رمضان الذي قبله، وهذا لاحظناه في السنتين الأخيرتين، فكانت المسلسلات لا تُعرض في نهار رمضان ولكن حالياً لاحظنا جرأةً شديدة في هذا الأمر بعرض المسلسلات السيئة في نهار رمضان، وبالنسبة لإنتاج‏ هذه السنة أتوقع أن يكون الأسوأ؛ لعدم وجود رقابة "فمن استمرأ على شيء ازداد في غيه وطغيانه".

- هل تعتقد أن رمضان تحول إلى موسم تنافس إعلامي وإنتاج‏ للبرامج والمسلسلات والمسابقات؟

رمضان يعتبر عند القنوات أفضل شهر في السنة من حيث العائدات المادية وأصبحت ثقافة وهذا الكلام له عدة سنوات، وبالتالي تعتقد شركات الإنتاج‏ أن "من فاته عقد إنتاج‏ الدراما في رمضان فقد فاته كما يقولون خير كثير" فهو الموسم الرئيس للدراما، والسبب هو عادات الناس بالتسمر أمام الشاشات من بعد الفطور وحتى السحور.

- كيف يمكن للأسر أن تحتاط تجاه ما تبثه القنوات بشكل عام؟

نقول للأسر العربية والسعودية على وجه الخصوص، المسؤولية جسمية ورمضان فرصة للعبادة والتقرب إلى الله ولا يمنع شيء من الفائدة أو المتعة البريئة، لكن ما يقدم في ليالي رمضان وما تحويه من فُجر أجزم يخرب الصيام.

ولا يجوز أن يصبر الإنسان على الصيام ويتعب طوال النهار ثم يأتي بالليل ليطالع الرقص والدح والكلام البذيء وما يخدش الحياء، فكيف يرضى لنفسه ويشارك أسرته مشاهدَ مثل هذه؟

بل وصلني بعضُ الكلام عن أُسر بدأت تنحرف وهي تشاهد مثل هذه المسلسلات، فالمسألة ليست مجرد ملابس بل حتى الكلمات التي فيها بذيئة جداً لا يقولها حتى رجل الشارع "المنحط" فكيف تنقل على الشاشة ويتفوه بها الممثل، فضلاً عن حركات الإثارة التي يستحي اللسانُ أن يتحدث عنها.

فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته أو كمال قال صلى الله عليه وسلم، "رب الأسرة مسؤول عن أسرته"، وأيضاً المسؤولون في الدولة عليهم أيضاً مسؤولية وكذلك المعنيون بجهات الرقابة كوزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون وعرب سات ونايل سات وزراء الإعلام والمفكرين والدعاة والمثقفين.

وازدياد الانحراف في السنوات الأخيرة سببه سكوتنا، وبالتالي نحتاج وقتاً طويلاً لإصلاح ما أفسدته هذه القنواتُ والمسلسلات، والأُسر عليها مسؤولية كبرى في التربية والتوجيه وغرس القيم الإسلامية في الأبناء، ولا يقتصر دورها فقط على ذم هذه القنوات أو إلقاء اللوم على مسؤولين فالأسرة هي الجهة الرقابية الأولى والمحضن الرئيس للتوعية والتوجيه.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook