الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

فكّوا قيود شعوبكم ليفعلوا!!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

ريم سعيد آل عاطف
قد ينالك من الأذى والتجريح بعضه، فيجد الألم طريقه إلى قلبك، ثم لا يلبث ذلك المحتلّ أن يرحل، ولكن حين يفاجئك ألم حسي حقيقي كسَهم مغروز في عمق قلبك فذاك بلاء لا يحتمل.اضافة اعلان
أشاهد لساعة خلت فيلما وثائقيا يعرض للقضية الفلسطينية وأحداث غزة الفائتة ومأساة أهلها المتجددة، قهرهم وبؤسهم وكيف يموت البشر مرة ويموتون هم آلاف المرات.
ذكرتني دموعي هذه الساعة بدموع والدتي قبل عشرين عاما عندما كنا نلتحق حولها صغارا تائهين بين مشاهد قتل الفلسطينيين وأسرهم وتعذيبهم، وبكائها المؤثر كل يوم.
تلك كانت قضية فلسطين ويا لها من قضية علقت قصتها المريرة وأوجاعها بصمة على صفحات حياتنا، فيما علقت بصمتنا عارا وخذلانا على جدران أقصاها! وما كان ذلك المال الذي كانت تقدمه بلداننا بين حين وآخر ليطمس تلك الحقيقة أو يغير فيها شيئا، إنها ليست قضية، إنه تاريخ فضح ظلم وطغيان دولة، وأثبت صمود ونضال شعب، وسجّل ضعف وجُبن أمّة.
وفيما ينشغل العالم هذه الأيام بمتابعة إرهاصات الثورات العربية، وما يتعرض له الشعب السوري خاصة من مجازر وحشية، يكاد هذا العالم ذاته أن ينسى ما يجري على الساحة الفلسطينية.
ذلك الإرهاب الدولي والحصار القذر الذي فرضته إسرائيل بدعم أقذر من أميركا على مليون ونصف مليون فلسطيني، وما صاحبه من عزل وقصف وتجويع.
نشأنا في هذه البلاد مؤمنين مرددين لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله..»، ثم نعلم أوضاع إخوتنا هناك وكيف يواجهون شراسة الفقر والمرض والبرد، ونقص الدواء والوقود، عاطلين عن العمل، متجرعين الذل، عاجزين عن حماية أبنائهم وبيوتهم ومزارعهم.. فهل ترانا «خذلناهم» يا رسول الله؟!
هل تكفي تلك الأموال -التي تقدمها بعض الحكومات العربية للسلطة الفلسطينية- لتطفئ لهيب ضمائرنا المستشعرة للمسؤولية الدينية والإنسانية تجاه هذه القضية؟ أما كنا نستطيع أن نصل إلى المواطن الفلسطيني المنكوب دون وسيط؟ كم كنت أتمنى لو أن تلك الأموال يتم النزول بها بطريقة قانونية ومنظمة إلى الشارع الفلسطيني لتوفير متطلباتهم وبناء بعض المشاريع الرئيسية النافعة لهم.
لماذا لا يحق لنا كشعب عربي مسلم أن نجمع الأموال ونعين بها إخوتنا هناك بعيدا عن حسابات فتح أو حماس وصراعهم؟ كيف تمكّن بعضُ ناشطي السلام من أميركا وأوروبا التضامن مع الطرف الفلسطيني على أرض الواقع، وأن يدافعوا عن قيم العدل والحرية ويواجهوا الموت في سبيل ذلك، بينما نعجز نحن عن إدخال بعض الدقيق إلى أولئك الجوعى.
إن حماية المسجد الأقصى أمانة في أعناقنا، وقد تكفل أبناء فلسطين بذلك نيابة عنا، فلا أدنى من أن يتكاتف المسلمون لدعمهم ومؤازرتهم بعد الله.
أخيراً تعلم الحكومات العربية أن عليها تقديم المساندة فلماذا لا تفعل؟ أو تفكّ قيود شعوبها ليفعلوا هم ذلك؟ ويعلم رجال الأعمال والإعلام أن بإمكانهم تأجيل بثهم الغرائزي قليلا وخدمة قضايا المسلمين، ولكنهم لا يفعلون، ويعلم المثقفون والمفكرون وأصحاب الرؤى النيرة والمتزنة أن عليهم التواصل مع ساسة وعلماء وعقلاء ومشاهير العالم الغربي لطرح الحقائق وكشف الظلم والغطرسة، ومع ذلك فإنهم أيضا لا يفعلون!
لذا عذرا أهل غزة: فلستم وحدكم محاصرين! فبنو بني الإسلام كلهم محاصرون، حاصرنا اعتياد الخنوع، حاصرتنا المصالح والأهواء والنزاعات.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook