الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

ترند حميدان.. والجسد الواحد

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

٨٠٠ ألف تغريدة هي الرقم الذي أوردته هيئة الإذاعة البريطانية ممثلة في قناة bbc العربية، في معرض حديثها عن تصدر الوسوم التي تناصر قضية الأسير السعودي المبتعث حميدان التركي لقائمة الترند.

اضافة اعلان

وفي التفاصيل تتحدثُ "بي بي سي" عن قرابة ٢٠٠ ألف تغريدة يومياً، و٧٠٠٠ تغريدة في الساعة في أبرز الوسوم التي ناقشت القضية وهي وسم #AlTurki_Parol، ووسم #برول_حميدان_التركي، ونشرت هذه الإحصائية في اليوم التالي بعد المحاكمة حيث ترجمت تعاضد مجتمعي مهيب يحيل حديثه صلى الله عليه وسلم: (( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى) إلى واقع مُعاش وحلم مشاهد.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى فمنذ أن أُدين التركي ظلماً في عام 2006 وعلى مدى عشرة أعوام مضت، وهو يحظى بتعاطف شعبي واسع أتاحت الشبكاتُ الاجتماعية ظهورَه على السطح، وسبق أن تصدرت وسوم مثل " #Colorado_Free_Alturki" و"#حميدان_التركي_1_نوفمبر" قائمة الترند العالمي، فاجتمعت القلوب في صف واحد، تارة تجتهد بالدعاء وأخرى تبذل الأسباب وليس لها من سلاح إلا (سلاح الهاشتاق) ذخيرته ال(١٤٠ حرفاً)، وساحته الواقع الافتراضي، وقوته مستمدة من قوة الحق فلا استسلام ولا يأس.

ورغم أن قلوبنا تتفطر في كل مرة يأتي الردُّ الذي يكشف وَهْم عدالة القضاء الأمريكي العنصري، إلا أن محاولة النظر للجانب الممتلئ من الكأس تبعث على التفاؤل والاستبشار، بل والشكر لله على هذه النعمة، ثم الشكر لحميدان وأهله على أن كانوا سبباً لكل هذه البشائر.

وفي أول الجوانب المشرقة دعوني أُحدثكم عن رد غريب واجهني حينما كنت أقوم بعمل مسح عن (دوافع استخدم السعوديين لشبكة "تويتر" الاجتماعية)، كان الرد من بعض اللواتي سألتهن فأخبروني: (أنهن دخلن عالم تويتر بعد أن علمن أنه الطريقة المتاحة لنصرة الأسير حميدان التركي!) تخيل أن شخصاً يدخل موقعاً ويتعلم استخدامه، لا لينفع نفسه ولا ليُرفه عنها، بل لينصر أخاه! الذي لا تجمعه به معرفة شخصية ولا صلة رحم، لا يجمعهم إلا المبدأ ولا يصلهم إلا الدين وما أجملها من صلة.

أما الأمر الآخر فهو أن أسرة حميدان المناضلة والتي لم تقف مكتوفة الأيدي استطاعت بتوظيفها للشبكات أن تجعل هذه الحَمْلة من أوائل الحملات التي كانت سبباً لإيجاد روح المشاركة الفاعلة، والأصوات المسموعة للأفراد في المجتمع، بعد عقود من السلبية وسنوات من التمحور حول الذات! ومَن عاصر الصراعات النخبوية السابقة، يُدرك ويتحسس ظهور شريحة فاعلة آمنت بقول الشاعر:

وتحسب أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر

استطاعت هذه الشريحةُ وهذا الجرم أن يُسمعوا الآخرين أصواتهم، ليتحول موقع "تويتر" تارةً إلى (غرفة عمليات) فيحشد فيها أصحاب المبادئ والقناعات المشتركة ويحفزون للهجوم ويقدم كل منهم ما يملك، وأخرى إلى (غرفة أخبار) تجعل ما يتداول بين أفراد أسرة حميدان الستة، ينتقل إلى قرابة ٤ ملايين مغرد أو أكثر، ليكون الرد مزيد من التغريد ومزيد من الدعم ومزيد من المؤازرة.

وكثيرة هي الجوانب المشرقة في هذا التعاضد المهيب ولعل أجمل ما نختم به جانب الأمل والثقة بالله، فلم يفقد أفراد المجتمع الأمل وهم يرون أبناء حميدان وبناته وزوجه يُطلقون وسماً جديداً - رغم تكرار تعنت القضاء الأمريكي - يشحذون به الهمم، ويستديمون الكفاح، في محطة جديدة من رحلة استرداد (الوالد المختطف) و(الحق السليب)، فيطلقون فيها وسم #ملكنا_سلمان_نصرتك_لحميدان، ويحملون معها للثبات شمعدان، وللأمل شموع، وكلما انطفأت شمعة استبدلوها بغيرها وعوضوها بسواها، يدفعهم ثقة باللطيف الرحمن وحسن ظن بالكريم المنان، فمهما طال الصبر واستبطأنا النصر ستكون النهاية (لوحة يقين) بهية، تتمزق معها (أيام الغياب)، ويتحقق فيها الأبيات الواثقة في قصيدة زوجته سارة:

يوماً سيشرق بالبراءة سانحاً.... وسترجع الأطيار للأوكار

يوماً سترجع يا أبا تركي لنا.... ويرد كيد كائد ببوار.

-------------------------

هند عامر

[email protected]

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook