الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

النهي الإيطالي عن المنكر

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
سئمت إحدى المدن الإيطالية من التنانير النسائية القصيرة الفاضحة والملابس المثيرة الفاتنة فقررت أن تدرس فرض حظر على الملابس النسائية التي تثير الغرائز في إطار حملة مكافحة السلوك الاجتماعي السيء وعدم اللياقة كما ورد في بيان المسؤول الإيطالي !! هذه نسخة إيطالية من النهي عن المنكر ومن معقل الكاثوليكية، مع أنك لو دققت في أحوال الأمم والدول ستجد عندها نهي عن المنكرات بطريقتها ، الاختلاف هو في السقف والمنطلقات، أما المنطلقات فبعضها من منطلق ديني صرف مثل السعودية وعدد من الدول الإسلامية ، والأغلبية الساحقة من دول العالم من منطلق قانوني بحت والكل يصب في صيانة الأخلاق والذوق العام ، وأما السقف فلكل دولة سقف ترتضيه ، من تجاوزه فقد ارتكب منكرا يجب نهيه عنه ومرتكبه يقع تحت طائلة العقاب، ففي أوروبا مثلا مهنة البغاء منكر تنهى عنه عدد من الدول الغربية مثل بريطانيا واسبانيا وفرنسا ، وتسمح به وتقنن له قلة من الدول الغربية مثل هولندا والنمسا، بل إن بعض الدول تنهى عن منكر في منطقة وتحظره في منطقة ، فالقمار ومهنة البغاء منكران يعاقب عليهما القانون في كل الولايات المتحدة الأمريكية ومسموح بهما في ولاية نيفادا الصحراوية حيث تتمدد على رمالها الكثيفة بعنفوان وتمرد مدينتها الصاخبة الساهرة "لاس فيجاس". كما أن لكل دولة توصيف لما يجوز ويحرم من اللباس ، فمع أن الدول الغربية تتباهى بحريتها المطلقة لكن هناك قيود وأنظمة تضبط ما يجوز كشفه وما يجب تغطيته، فليس لسيدة لندنية مطلق الحرية أن تتشمس على نجيلة الهايدبارك كاشفة صدرها العاري، وليس لشاب الحق بقوة القانون في مدينة برايتون البريطانيه أزعجه حر أغسطس آب أن يتمدد على شاطئها كما ولدته أمه ، كل هذه منكرات يعاقب عليها القانون وعلى مرتكبها غرامات مالية ، في وقت يبدو تعري السيدات والسادة أمرا طبيعيا لا يلفت النظر ولا يعتبر منكرا يعاقب عليه القانون كما هو موجود على شواطئ اسبانيا والبرازيل ، بل إن أميركا التي تحظر العري الكامل في المناطق العامة وتعتبره منكرا تعاقب عليه ولاياتها المختلفة تجد أن القانون يسمح "بشواطئ سوداء" مخصصة للعراة ، المنكر فيها أن يوجد رجل أو امرأة يغطيان عورتهما. هذه المنكرات التي تنهى عنها القوانين الغربية تحظى باحترام مواطنيها ، فلا مجال عندهم لتوزيع التهم بالتعدي على الحريات الشخصية أو وصمها بالتطرف والتشدد ، وفي المقابل نلحظ مطالبة بعض المثقفين بإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلد مثل السعودية مع أن الدولة تعتبر الهيئة مطبقة لقوانينها وأنظمتها التي تستمدها من الشريعة الإسلامية لضبط السمت العام والمحافظة على سياج الأخلاق ، وهو الذي بدأت دول أوروبا تتلمسه بعد فترة طويلة من التيه الأخلاقي ، وحتى لو لم يعجب بعض الغربيين النظام الإسلامي في تقنين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة مراعاة حقوق الإنسان فهي تظل في أعيننا مجرد ملاحظات لا تعنينا كثيرا لأن هذه أنظمتنا وقوانينا تماما مثل عدم اكتراثهم كثيرا لو أن شريحة من المتحررين في دولة مثل بريطانيا لم يعجبها حظر مهنة البغاء أو القمار أو الحشيشة لأن هذا ما تفرضه أنظمتهم وقوانينهم، ويجب التنبيه هنا إلى أن هناك فرقا واضحا بين المطالبة بإلغاء مؤسسة الحسبة أو تضخيم أخطائها ، وبين توجيه النقد المشروع لها ولممارساتها لترشيد مسيرتها وتطوير أدائها وتصحيح أخطائها. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook