الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أنت الجماعة وإن كنت وحدك

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
بسم الله والحمد لله وصلى الله على النبي المختار , وبعد : فقد عنونت مقالتي هذه بكلمة سمعتها من الشيخ أبي إسحاق الحويني لما قرأت خبراً عنوانه: (كامل : أقسم بالله لم أطلب من بسام أخضر تقديم استقالته) بصحيفة المدينة منذ أسبوع تقريباً في العدد (17418) , وحتى أزيل بعض الضباب عن من يقرأ هذا العنوان أقول المقصود بكامل : صالح كامل رئيس الغرفة التجارية بجدة ، وبسام أخضر هو عضو مجلس الغرفة التجارية بجدة . والقصة باختصار أن بسام أخضر في أول اجتماع لمجلس غرفة جدة بعد منتدى السيدة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها - عبر عن استيائه مما حصل في المنتدى ، وقام بطرح وثيقة ينتقد فيها الاختلاط الحاصل بالمنتدى خصوصا والغرفة عموماً , فقام الكهل صالح كامل مغضبا بإحالة الوثيقة على المستشار القانوني بالغرفة للرد عليه وألمح لبسام أخضر بترك الغرفة إن لم يعجبه الوضع . ويظهر من خلال مختصر القصة والحملة المنتشرة في أروقة الصحف المطبوعة ونوافذ الصحف الإلكترونية أن هناك ضغطاً على بسام أخضر للتنازل عن مبادئه التي نشأ عليها وترويضه على الاختلاط كما حصل لكثير من الأخيار في مجتمعنا والله المستعان. أقول لأخي بسام أخضر ولكل من يصدع بالحق ويواجه أنواع الصد والاستهزاء والفرية ممن حوله أقول له : (أنت الجماعة وإن كنت وحدك) , ولك أخي المبارك خير قدوة في نبينا عليه الصلاة والسلام حيث أوذي من قومه أشد ما يكون الأذى , وقد جاء في الحديث الصحيح : "يأتي النبي ومعه الرهط، ويأتي النبي ومعه الرجل والرجلان، ويأتي النبي وليس معه أحد" , وقصة مؤمن آل فرعون في سورة غافر فيها من العبر والتوجيهات العظيمة ما تثبت به أقدام المجاهرين بالحق في زمن الغربة والاغتراب . ومهما أوتي أهل الفساد من عتاد وقوة فإن العاقبة للمتقين ، والله سبحانه لا يضيع أجر المصلحين . ولو تدبرنا في قصص الأنبياء والمصلحين في العصور الماضية لوجدناها خير شاهد ومعين لكل من يصدع بالحق في وجه أهل الفساد والإفساد . وكما يقول أهل المواعظ والتذكرة : (في التاريخ عبرة) , فينبغي على كل مصلح يبتغي ما عند الله أن يخلص النية ويصبر على ما أصابه . قال تعالى على لسان لقمان لابنه : (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) , وقال تعالى :( واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ) , فالوصية ثم الوصية بالصبر على الأذى وبذل الأسباب الشرعية والنظامية لدفع شرور الأشرار . فإذا لم يصبر على الأذى لزم من ذلك إما تعطيل هذا الواجب العظيم - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- وإما حصول فتنة وفساد بسبب عدم احتمال الأذى من تعدٍّ على الآمر أو الناهي بالقول أو بالفعل , وقد يؤدي عدم الصبر على الأذى إلى الانتصار للنفس, فيخرج بذلك عن كونه منتصرًا لله ولرسوله ولدينه , وعن الغيرة لله ولحرماته إلى الانتصار لنفسه والحمية لها، وذلك معصية وفساد . وقال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى :( يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر) قوله تعالى : (واصبر على ما أصابك) يقتضي حضًّا على تغيير المنكر وإن نالك ضرر، فهو إشعار بأن المغيّر يؤذى أحيانًا "اهـ, وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "ما ترك الحق لعمر صديقاً" ! وأخيراً .. أوص أهل الإيمان بوصية المصطفى عليه الصلاة والسلام حيث قال:"انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" , وقال الله تعالى :( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) , فالمنبغي على أهل الإيمان والغيرة على محارم الله أن يؤازروا المصلحين , وأن لا ينسوهم من صالح الدعاء حتى يميز الله الخبيث من الطيب . إبراهيم بن توفيق البخاري اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook