الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

نظرة حول مآل الرئيس التونسي!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
عشرات المقالات كتبت ونشرت عبر جميع وسائل الإعلام تحلل أحداث تونس سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، تلقي باللوم على الرئيس التونسي لعدم قدرته على احتواء الأزمة من جانب، والتقصير من جانب آخر، كما حذرت بقية الحكام من جراء ما حدث، وتحثهم على أخذ العظة والعبرة مما حدث للرئيس التونسي. ومعظم تلك المقالات تحدّثت عن الحادثة من زاوية واحدة والتركيز عليها، ألا وهي: ردة فعل الشعب التونسي بسبب أوضاعه الاقتصادية، وكبت الحكومة له، ولم يتطرقوا إلى الجانب الآخر في الأحداث وهو: " الرئيس التونسي " والأسباب التي أدّت به للوصول إلى هذه الحالة المزرية. وبمعنى آخر لم يتطرق أحد من الكتّاب إلى ذكر ما هو السبب الحقيقي وراء ما حدث للرئيس التونسي، والذي كان سببا لهروبه ذليلا صاغرا ؟ . فعلى كثرة ما كتب بالموضوع، إلاّ أن هناك قصورا ملحوظا في تشخيص السبب الرئيسي لما آل إليه مصير الرئيس التونسي من الناحية الشرعية، ولأهمية هذا السبب لابد من إلقاء الضوء عليه، كي يتم أخذ العبرة والعظة منه. يقول عز من قائل:( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ). إن المتأمل بالتاريخ يلحظ أن معظم الحكّام المسلمين الذين ارتضوْا لشعوبهم منهجا غير منهج الإسلام، أو قادوا شعوبهم بالظلم والعدوان، أو حكّموا القوانين الوضعية كانت نهايتهم مأساوية، لأنهم بفعلهم هذا أغضبوا الله عز وجل، وضيّعوا الأمانة الملقاة على عواتقهم، فلما نزلت بهم المصائب والشدائد تخلى عنهم أقرب الأقربين لهم، ممن كان يدعمهم ويساندهم، مع أنهم كانوا يسعون جاهدين لطاعتهم ونيل رضاهم، ولكن سنة الله ثابتة لا تتغير فمن طلب رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس، ومن طلب رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس. إن من رأى شكل الرئيس التونسي وهو يخطب خطبته الأخيرة لشعبه، ثم هروبه من بلده خِفْية وخِيفَة، ورفض استقباله من كثير من الدول، حتى تلكم الدولة التي كانت ترعاه ويسعى لتطبيق منهجها العلماني الفاسد، يتذكر مقولة الصحابي الجليل أبو الدرداء - رضي الله عنه - التي من تدبرها حتما ستفيض عيناه من الدمع . فعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: لما فتحت قبرص فُرِّق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لها الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى. صدق وربّ الكعبة ـ فهل من معتبر ـ فبينما الرئيس التونسي آمرا ناهيا ذو سلطان قوي، إذا به مشردا ذليلا يبحث عن من يؤويه، والسبب الحقيقي ما ذكره أبو الدرداء - رضي الله عنه - :( إذا هم أضاعوا أمره ). يقول ابن الجوزي - رحمه الله - في صيد الخاطر:( وقد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب، ولا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه ). إن ما حدث للرئيس التونسي بسبب ما هو عليه من ليبرالية تخالف شرع الله، وبسبب رضاه بتطبيق القوانين الوضعية، وبسبب محاربته لحجاب المرأة المسلمة، والعبث بالأحكام الشرعية كتحريم تعدد الزوجات، والسماح بالإجهاض، ومنع الطلاق إلاّ بإذن، ومنع الأذان والصلاة، والسعي لتغيير الهوية الإسلامية وغير ذلك الكثير ـ فسلط الله عليه شعبه فطردوه شر طرده ـ وهذا هو السبب الحقيقي، وليس كما يدندن عليه كثير من الكتّاب بأن السبب الحقيقي هو: ما أحدثه من فقر وبطالة بين أفراد شعبه، واقتصروا على ذلك !! فلقد مر على المسلمين في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مجاعة فلم يخرج الناس على أميرهم بالشوارع، والسبب لأنه - رضي الله عنه – كان يحكم بشرع الله، فكان صادقا مع الله، فصدق شعبه معه، فالشعوب المسلمة لا تهدأ إلاّ بتطبيق الشرع المطهر، ولا تجتمع وتتوحد إلاّ على كلمة التوحيد، ولا يرضيها إلاّ الإسلام دينا ومنهجا وفكرا، ومن يحاول فرض المناهج والمبادئ الغربية الدخيلة على المسلمين كالليبرالية والشيوعية والعلمانية وغيرها، فمآله كمآل الرئيس التونسي وإن طال الزمن، وصدق الفاروق بمقولته:( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ). [email protected] اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook