الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الشباب شباب القلب

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
حدثني أحد الأصدقاء والأسى يعصر قلبه عن مشهد حصل أمام عينيه قبل أيام وهو لسيدة عربية لايقل عمرها عن أربعين عاما ً مع زوجها الأربعيني أيضاً بينما كانا عند سيارتهما في مواقف أحد أسواق الرياض، وقت نزول الأمطار . كان هذا الصديق يشاهد السيدة وهي تقوم برسم قلب حُب وتضع داخله الحرفين الأولين من اسمها واسم زوجها على الزجاج الخلفي للسيارة ، ثم بعد ذلك تضرب ( بحنان ) كتف الزوج وهما يضحكان ، ثم استقلا سيارتهما وغابا عن ناظري صاحبي . كل ذلك حدث وهما لايعلمان أن هناك مَن يشاهدهما حيث كانت المواقف مظلمة من جهة ، ومن جهة أخرى كان زجاجُ سيارة رفيقي مظلَّـلاً يحجب رؤيته ، وهذا يفسر قيامها بهذا الفعل الذي (قد يُستهجَن ) من البعض إذا كان أمام الملأ وقد لايُستنكَر من آخرين ! أعود إلى صاحبي الذي قلت إن الأسى يعصر قلبه وهو يحكي لي ماحصل أمامه ، فلماذا عصر الأسى قلبه ؟ وعلى ماذا يتحسر؟ وهل هو وحده يتحسر؟ إجابة على مثل هذه التساؤلات لن أتقول على خليلي العزيز بل سأنقل حرفياً ماقاله لي معللا ً أساه ، فقد قال : لماذا لاتعرف نساؤنا المزاح مع الأزواج؟ وبصيغة أخرى سأل أيضاً : ماسبب افتقاد كثير من نسائنا لخفة الظل ؟؟ هذا السؤال يُطرح بقوة من آلاف الأزواج ، وحتى أكون منصفا ً فهو أيضاً يُطرح من آلاف الزوجات ، فالهمُّ مشترك ، والخطأ مشترك أيضا ً . فالملاحَظ أن العاطفة أو الحميمية بين الزوجين سرعان ماتبرد أو تشيخ مبكرة ً عند كثير منا ، فلا تكاد تمرُّ عشر سنوات على الزواج حتى يكاد ينقطع المزاح بين الزوجين الذي هو في الأساس قليل أو شحيح! ، وتسيطر الروتينية المملة القاتلة للبهجة والسرور على بيوتنا . بل وبعد عشر سنوات أو أقل ينسى الزوجان أو يتناسيان الإهداءات فيما بينهما وقد تسمع من أحدهم مَن يقول : أشعرُ أن الهدية أصبحت أمرا ً شكلياً لافائدة منه ، فتعجَب من هذا القول ، وتندهش عندما تعلم أن هذا لم يمر على زواجه سوى ثلاث سنوات !! وهناك مَن يغيب عنه أثر وفضل السفر بالأسرة ، حتى لو كانت رحلة ليومين أو ثلاثة أيام لشرق البلاد أو غربها ، فالسفر بالأسرة يزيل كثيراً من العوالق الناتجة من مشاحنة أو مخاصمة أو خلاف حصل بين الزوجين ، فيزول دون الحاجة لاعتذار من طرف لآخر ، وهذه فائدة من عدة فوائد . إذا ً الشيخوخة الناتجة عن تقدم العمر وتقادم الزمن ليست هي السبب ، بل السبب هي شيخوخة القلوب ، فما أقساها وأظلمها على بيوتنا ! ماأقساها على الزوجين أولا ً ، ثم ماأقساها وأشد تأثيرها على الأسرة ككل ! فالمحبة ودوامها بين الزوجين نتاجها محبة بين الأولاد .. واللطف والتلطف بين الزوجين يصنع أسرة لطيفة سعيدة.. والحنان والعطف بين الزوجين يشيع الحنان والعطف في أرجاء البيت .. والرحمة والتراحم بينهما يجعل الإخوة متراحمين فيما بينهم ... وكل ذلك متى ماحصل في كل أسرة فلا شك أن المجتمع سيحمل كل تلك الصفات ، وبالتالي نرى مجتمعا ً متماسكا ً متآلفا ً متراحما ً وفي هذا كله الأمن والأمان والسعادة والاطمئنان . إذا ً مايأمله هذا الصديق الغالي من زوجته وما تطلبه منه أيضا ً سهل المراد ويسير التحقق والتحقيق فالمسألة بكل بساطة هي أن نحارب شيخوخة قلوبنا ، وأن نجعل كل سنة تمر من أعمارنا يقابلها ولادة جديدة لقلوبنا وموداتنا ،فقد قيل : الشباب شباب القلب . اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook