الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

ثورة الشباب في مصر عصا موسي

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
أحداث مصر السريعة والمتتابعة تفرض علي الخارطة السياسية في العالم العربي وليس مصر فقط تغيرا نوعيا سيمتد أثره في البنية السياسية والنفسية لكل مجتمع عربي ومسلم يعاني من تسلط الأنظمة الحاكمة وإلغائها لدور الشعب واعتباره ملكية خاصة يفعل بها الحاكم وبطانته ما يشاء ويسرق منها مايشاء ومن يتجرا علي المطالبة بحقوقه فان مصيره إما الاتهام انه خارج علي النظام ويعتقل ويعذب حتي يستعيد وعيه وفق مواصفات البطانة والحاكم نفسه !! أو انه عميل لمؤامرات خارجية , أو إرهابي وبالتالي في كل الأحوال هو مدان ومتهم في وطنيته لأنه ضد النظام !! لكن ليس هناك من يتجرا ليسال من هو النظام ؟ وما نوعيته ؟ وما مدي دستورية وجوده ؟؟ وهل هو نظام صالح عادل أم جائر ؟ أحداث مصر كما ذكر الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية الطبية لعلم النفس أنها فتحا جديدا قام به الشباب بقوته وفهمه وعلمه ووعيه الذي تجاوز وعي الكبار . فمع هذا الوعي والنزول إلي ميدان التحرير بنداءات شابة واعية أسمها أسماء محفوظ , وكسر حاجز الخوف من أفاعي فرعون التي أرهبهم بها طوال عقود ثلاثة , حدثت تغيرات أخري تم تحليلها أيضا من قبل هذا الدكتور وما شاهدناه نحن علي شاشات القنوات الفضائية , تتمثل هذه التغييرات كانت وفق انصهار المسلم مع المسيحي والقبطي والمحجبة مع المنقبة مع الأخريات من الشعب المصري , كانت في ميدان التحرير اللحمة الوطنية المصرية ,,( المصرية فقط دون تقسيم أو طائفية ) . أيضا ظهرت الروح الجديدة لهؤلاء الشباب علي لسانهم وفي أفعالهم فقد تحولوا إلي التعبير الحقيقي عن المواطنة عندما تكون سلوكا وفعلا وليس أهزوجة فقط . فمن قام بتنظيف الشوارع بيديه ومن حمي الفتيات , ومن حمي المصلين من اعتداءات رجال الأمن التابع للنظام الفاسد , فأثناء صلاة المسلمين شبابا وشيوخا ورغم توجيه خراطيم المياه عليهم هم يصلون !! كان الأفراد المسيحيين يحمون ظهورهم من اعتداءات البلطجية ورجال الأمن . ومن قام بالإسعافات الأولية لهؤلاء الضحايا , بل أن القنوات ألأجنبية وعبر مراسليها كانوا مندهشين من هذه الروح الجدية للشباب الذين شعروا كما قالوا أنهم لأول مرة يشعرون أنهم ( مصريين وهذه بلدهم مصر ) !! تلك العبارات التي كانت تهز ميدان التحرير لم تكن اعتباطية أطلاقا بل كانت ( صوت الحق الذي لن يصمت بحول الله ) فالمارد الحقيقي تحرك وعصا موسي ارتفعت في وجه فرعون مصر وبطانته الفاسدة فالتهمت جميع عصيهم وأعادتها إلي صورتها الأولي أعوادا مهترئة سقط عنها الترهيب السياسي . . هناك مواقف لا يمكن أن ينساها الشعب المصري والعربي أيضا التي تمثلت في أطلاق النار علي صدور هؤلاء المتظاهرين , وإلقاء الطوب الأسمنتي علي رؤوسهم وهم عزل !!ودخول الجمال والخيول من قبل بلطجية رجال الأعمال ورجال الحكومة التي لا يمكن أن تتخيل أن تترك هذه الأرض التي امتصت خيراتها طوال عقود طويلة .مناظر لا يمكن أن ينساها أي فرد يعرف معني مسئولية الدولة لأمن مواطنيها ونجد ان العكس هو الذي يمارس من قبل هذه الحكومة , هل ننسي السيارات المصفحة التي تدهس العشرات وتنجو من العقاب أو الأخرى الدبلوماسية البيضاء التي مارست الدهس نفسه للعشرات !! لا يمكن أن ينسي الشعب المصري والعربي مظاهر التنكيل بهؤلاء المتظاهرين العزل الذين نزلوا لميدان التحرير كي يطالبون بحقوقهم التي سلبها النظام عقودا , وبقية الأنظمة المجاورة صامتة, والجامعة العربية صامتة , بل مقرها في مصر الأرض التي تم تجويع أهلها ليس للخبز بل للكرامة والعزة , واحترمت حكومتها العدو الصهيوني أكثر من احترامها لهذا الشعب الصابر . ولن أكرر الدور لعميل الذي قام به نظام حسني مبارك لخدمة العدو وحصار غزة بل التواطؤ مع الإدارة الأمريكية لاحتلال العراق وتاريخ طويل من الفساد والتعذيب والتنكيل بشعب مصر الأبي . ما حدث في مصر علي مدي الأسبوعين الماضيين هو نقلة نوعية وثورة استخدم فيها الشبيبة التقنية والانفتاح علي العولمة دورا أخفقت فيه الأحزاب المعارضة التي شاركت الآن في الثورة ومن بينها حركة الأخوان المسلمين التي استخدمت الإدارة الأمريكية مع حسني مبارك -الرئيس المخلوع جماهيريا حتي لو بقي علي كرسي هش سينهار قريبا بحول الله - التخويف منها واعتبارها فزاعة تخوف بها الشعب المصري , من حق هذه الحركة وسواها من الأحزاب المشاركة في كل شان يخص مصر فهي وطنهم والأرض التي من أجلها يموتون كي يستعيدوا كرامتها وقوتها الأولي . يكرر الأعلام عبارات هذه الأحزاب اختطفت الثورة , وهذه كلمة لابد أن نرفضها ويرفضها الشعب المصري فالثورات لا تختطف , بل تقوي بالتنوع, بل بالعكس تقوي و استعيد هنا عبارات الشابة أسماء محفوظ التي تؤكد أن دورهم هو المطالبة بالحقوق , وكأنها تريد أن تعيد المطالبات ألي مسارها الصحيح دون الدخول في صراعات الأحزاب أو إشعال الفتيل بينها من قبل بعض القنوات الفضائية وخصوصا قناتي الحرة والعربية وبالطبع قنوات النظام الحاكم . الثورة في مصر بدأت ولن تكون مصر بعد 25 يناير كما كانت قبلها أطلاقا , ولا ننسي إننا أمام تكالب الإدارة الأمريكية والدول الغربية التي تؤيد دويلة العدو الصهيوني وما سوف يستتبع ذلك من استخدام مختلف الآليات والاستراتيجيات ليس العسكرية ولكن النفسية والعاطفية التي ترتفع وتهدا حسب وتيرة الثورة في ميدان التحرير . فمن يقرا ما خلف كل تصريح من بقايا نظام حسني مبارك أو من الإدارة الأمريكية أو من أي دولة غربية من مختلف المستويات سنجد هذه الإستراتيجية واضحة وتتمثل في مصطلحات يستمر تكرارها يوميا من قبل المحللين الملونين والكتاب أمثالهم ومن هم علي شاكلتهم من زوار السفارات . ثم هناك مبالغات في أرقام ما خسرته مصر من جراء هذه الثورة فمن تابع المقابلة مع عمر سليمان في أول ظهور له لم نجد له أي أسف أو ألم للشهداء الذين صرعتهم رصاص القناصة والبلطجية , وسيارات الأمن والسلك الدبلوماسي دهسا , بل كان الألم يكسو وجهه الجامد الملامح من خسارة مصر من توقف السياحة !! هذا هو الاهتمام الرئيس لهذا النظام ليس الشعب وأمنه وحمايته وتعليمه وصحته وإعادة العزة له ,بل التفكير في تلك الأموال التي كان يتقاسمها رجال النظام مع عصابات السرقة لخيرات مصر . ثم دعونا نناقش ما هي النسبة التي كان يحصل عليها حسني مبارك وعائلته من جميع الشركات والمؤسسات العاملة في مصر ؟ ألم يعلن أنها 50 % !! إذا ما الذي خسرته مصر ؟ الشعب لم يخسر الذي خسر هو الحوت الأكبر الذي كان يلتهم الأخضر واليابس من خيرات مصر ( هبة النيل ) . ** أخوتنا في مصر أصبروا فالله لن يخذلكم وسيكون معكم وستكون نتائج ثورتكم معول هدم لشجر الفساد الذي انتشر في معظم الأنظمة الحاكمة في عالمنا العربي والإسلامي . اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook