الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

كلمة توضيح حول نصيحة الشيخ النَّجمي وبيان الشيخ النُّجيمي

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد، فهذه كلمة توضيح حول نصيحة الشيخ أحمد بن يحيى النَّجمي وبيان الشيخ محمد بن يحيى النُّجيمي: أولاً: أما الشيخ أحمد النجمي المتوفى في العام الماضي رحمه الله فقد كتب لي نصيحة على إثر صدور رسالتي: ((رفقاً أهل السنة بأهل السنة)) في عام 1424هـ، ولم تصل إليَّ هذه النصيحة من قبل وما علمت بها إلا بعد نشرها من بعض الناس إثر نشر كلمتي: ((ومرة أخرى: رفقاً أهل السنة بأهل السنة)) في 16/1/1432هـ، فكانت مناسبة لتجدد ذكره وتجديد الدعاء له رحمه الله وغفر له وتجاوز عنا وعنه وأسكنه فسيح جناته وشملنا بعفوه ومغفرته إذا صرنا إلى ما صار إليه، وكان الذي ينبغي لناشر هذه النصيحة مؤخراً بدلاً من نشرها أن يأخذ بنصح الناصحين ولاسيما نصح المشايخ اليمنيين الذين أشرت إليهم في الكلمة، ولا أريد أن أنبه على كل ما جاء في نصيحة الشيخ أحمد رحمه الله، وأكتفي بالتنبيه على شيء واحد، وهو إنكاره على غيره حمل المجمل على المبيَّن في كلام العلماء، وقوله: إنه مخالف لما عليه السلف الذين يقصرون حمل المجمل على المبيَّن في كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم وجهاً لهذا الإنكار والقصر، وقد قلت في الكلمة المشار إليها: ((وإذا وُجد لأحد من أهل السنة كلام مجمل وكلام مفصَّل فالذي ينبغي إحسان الظن به وحمل مجمله على مفصله؛ لقول عمر رضي الله عنه: ((ولا تظننَّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً وأنت تجد لها في الخير محملاً)) ذكره ابن كثير في تفسير سورة الحجرات، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري (ص324): ((ومعلوم أن مفسر كلام المتكلم يقضي على مجمله، وصريحه يُقدَّم على كنايته))، وقال في الصارم المسلول (2/512): ((وأَخْذ مذاهب الفقهاء من الإطلاقات من غير مراجعة لما فسروا به كلامهم وما تقتضيه أصولهم يجرُّ إلى مذاهب قبيحة))، وقال في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (4/44): ((فإنه يجب أن يفسر كلام المتكلم بعضه ببعض ويؤخذ كلامه هاهنا وهاهنا، وتُعرف ما عادته يعنيه ويريده بذلك اللفظ إذا تكلم به)))). ثانياً: وأما الشيخ محمد النُّجيمي فكتب بيانا حول كلمتي الأخيرة عن الجامعة الإسلامية المنشورة في 27/1/1432هـ، وهذه بعض توضيحات حول بعض ما جاء في هذا البيان: 1ـ ما ذُكر في البيان من تبرير إنشاء كليات دنيوية في الجامعة بأن خريجي هذه الكليات الدنيوية سيدْرسون سنة يحصلون فيها على دبلوم عال في الدعوة، فالجامعة مضى على إنشائها نصف قرن وهي مقتصرة على تخصصها وهو تعليم أبناء المسلمين من مختلف الجهات العلم الشرعي الذي يفقدونه في كثير من بلادهم ليرجعوا إليها هداة مهتدين، أما الكليات الدنيوية فتوجد في بلادهم وغير بلادهم وقد تكون دراستها في بعض البلاد أقوى منها في هذه البلاد، ومن أُريد تدريسه من أبناء المسلمين من خارج المملكة في الكليات الدنيوية فينبغي أن يكون ذلك بإيجاد منح دراسية في جامعات المملكة المتخصصة في هذه المجالات وهي كثيرة زاد عددها على عشرين جامعة، وأن تُوجَّه تلك الجامعات بتدريس دبلوم في الدعوة للدارسين فيها على منح دراسية، وإذا كان التغير والانفتاح الواسع حصل للجامعة قبل مزاحمة تخصصها بالكليات الدنيوية فكيف يكون حالها بعد ذلك؟! 2ـ ما ذكره من تبرير استضافة وزراء يؤمّل منهم نفع الجامعة ودعمها، فهذا حسن إذا كانت الزيارة للوقوف على ما عليه الجامعة وما يؤمَّل منهم من دعم لها، أما أن يكون ذلك لمحاضرات في مجالات وزاراتهم مما لا علاقة له بتخصصات الجامعة فذلك مما لا ينبغي أن يكون، لما فيه من عدم الجدوى لطلاب الجامعة الوافدين إليها من أقطار شتى. 3ـ ما ذكره عن الابتعاث لدراسة تاريخ المملكة في الخارج ليقف الطالب على ما كتب عن المملكة في المصادر الغربية وأن هذا ليس إلزامياً وأن الطالب هو صاحب القرار، فمن المعلوم أن المبتعث دراسته ورسالته وشهادته تكون من الجهة المبتعث إليها في الخارج، وكيف لا يكون ما ذُكر ليس إلزامياً والطالب صاحب القرار وقد شُرط عليه ضمن شروط القبول الموافقة على الابتعاث؟! وإذا تخصص الطالب في تاريخ المملكة في المملكة واحتاج إلى الوقوف على ما كُتب عن المملكة في المصادر الغربية فيمكن الوصول إلى ذلك برحلة علمية يطلع على ما يريده مما ينبغي أن يكون عليه بحثه من شمولية، وأما الابتعاث للتخصص في اللغة العربية في البلاد الأوربية فأنا أكرر القول بأنه من أعجب العجب!! 4ـ قوله: ((وأما استضافة من يخالفوننا في المنهج فيبقون أولاً وأخيراً هم من أبناء البلد، وكونهم يأتون ويستمعون ولم يقدموا أبحاثاً بل حتى لم يتداخلوا بمداخلات، ولكن كونهم استمعوا واختلطوا بأهل العلم والمشايخ لاشك أن بعضهم تغير، ومن لم يتغير فذنبه عليه، ونسأل الله له التوبة والصلاح))!! من يخالف في المنهج كالتغريبيين لا ينبغي أن يستضاف ويرسل له تذاكر أو يوجَّه له دعوة، ومن حضر من غير دعوة لا يُرد استفاد أو لم يستفد ولا يكون له مشاركة ولا مداخلة كما ذُكر، وينبغي أن تكون المداخلات ممن يُطمأن إلى سلامة ما يقوله لمعرفة حاله، أما المداخلات من النساء فينبغي أن تكون محررة ويُتلى منها ما يكون سليماً مفيداً حتى لا يتكرر مثل مداخلة السفيهة التي اقترحت في مداخلتها التي سمعها الحاضرون في مؤتمر الإرهاب أن تقيم الجامعة مؤتمراً للفن!! وأثنت على الليبراليين!! وقد كتبت بذلك لمعالي المدير بتاريخ 25/4/1431هـ. 5ـ أما قول الشيخ النُّجيمي: ((ونحن لا نعلم شخصاً أعلن علمانيته وليبراليته و استضافته الجامعة))، فماذا يقال في استضافة الجامعة سمر المقرن التي استغرب حضورها للجامعة حتى زميلها الصحفي حماد حامد السالمي؟! وقال في صحيفة الجزيرة في 20/1/1432هـ تحت عنوان: ((هُم.. وهُنّ.. في (الجامعة الإسلامية)..؟!)): ((من كان يصدق أن زميلتنا الكاتبة المشاكسة سمر المقرن تدخل الجامعة الإسلامية وتدير من حرمها أمسية حوارية من الجانب النسائي، مشاركة مع معالي الشيخ الدكتور (صالح الحميد) رئيس مجلس القضاء الأعلى..؟!! ... الجامعة الإسلامية بدون شك تتغير إلى الأفضل، وتتطور إلى الأجمل، وهي تطوي أمسها لتعيش حاضرها وتلحق بغدها، فمن سار على الدرب وصل))، وهي صاحبة رواية ((نساء المنكر)) ولها موقع في شبكة المعلومات من يطلع عليه يقف على شيء من منكراتها، وماذا يقال في دعوة الجامعة الإسلامية الدكتور مرزوق بن تنباك لإلقاء محاضرة فيها بعنوان: ((دور المستشرقين في دراسة اللّغة العربيّة وآدابها))؟! ولا أعلم شيئا عما جاء في هذه المحاضرة، لكنه ألقى محاضرة بنادي نجران أثنى فيها على العلمانية، قال عنها تركي الدخيل كما في صحيفة الوطن في 18/2/1432هـ: ((دكتور مرزوق بن تنباك في محاضرته بنادي نجران الأدبي قال بوضوح: لو لم تصبح العلمانية فكراً يسير الحياة الثقافية والسياسية في أوروبا، فهل كنا نتوقع أن تحتوي دولة واحدة مثل إنجلترا على أكثر من 1300 مسجد؟ وأضاف العلمانية حيادية وليست ضد الدين، بل هي ضد استبداد رجال الدين، ومع حرية المعتقد، وحينما استدرك عليه أحدهم ممثلاً على عدم التزام أوروبا بالعلمانية والليبرالية مستدلاً بحادثة المآذن في سويسرا والحجاب في باريس أجاب الدكتور مرزوق: إن هذا الطرح تم الرد عليه في مناسبات كثيرة، حيث يرد الفرنسيون والسويسريون الذي صوتوا لمنع المآذن، بأن كثيراً من علماء المسلمين أنفسهم يقرون أن النقاب والمآذن ليستا من أصول الدين الإسلامي، وأنهما من الأمور المستحدثة وفيهما اختلاف كبير، ولذلك هم لم يمنعوا ما يمثل أصول ومظاهر الدين الإسلامي الحقيقية))!!! ولوضوح هذا التمجيد للعلمانية فهو مستغن عن أي تعليق! 6ـ قوله: ((وأما عن قبول طلاب بمعدلات منخفضة لعدم وجود طلبة يرغبون بالالتحاق فغير صحيح))!! أصل علمي بقبول طلاب في قسم التربية معدلاتهم التراكمية تنقص عن ثلاثة وعن اثنين أن أحد أبنائي ـ وكان أحسن مستوى من بعضهم ـ استأذنني في التقدم للدراسة في هذا القسم، فقلت: إن مستواك لا يؤهلك لذلك، فأحضر لي الورقة المشتملة على أسمائهم، وقد تحدثت مع معالي المدير في ذلك وكتبت له كتابين في 2/9/1429هـ وفي 12/1/1430هـ، وذكرت له في الثاني رغبة أحد أبنائي للتقدم لهذه الدراسة وأني صرفته عن ذلك لضعف مستواه، وذكرت فيه أسماء المسئولين الذين أخبروني بعدم وجود العدد المطلوب من المتقدمين من درجة ممتاز أو جيد جداً، ثم لو كان المتقدمون في المستويات العالية كثيرين فكيف يقدَّم من مستواه نازل على من مستواه عال؟! 7ـ ما ذكره من عدم صحة صرف مكافآت للطلاب الذين يحضرون المؤتمر فقد بلغني من عدة جهات حصول ذلك في المؤتمر الأخير الذي عقدته الجامعة في الشهر الماضي، ومثل هذا الخبر من الأمور التي لا تخفى. 8ـ وأما ما ذكره عن الجامية فالذي أنكرته نبز بعض المناوئين لأهل السنة بعض أهل السنة بذلك، وأما حصول النيل لبعض المشايخ من بعض أهل السنة فقد بذلت نصحي لهم في رسالة ((رفقاً أهل السنة بأهل السنة)) وفي الكلمة الأخيرة ((ومرة أخرى: رفقاً أهل السنة بأهل السنة))، وأنكرت في (ص68) من الطبعة الثانية النيل من شيخين فاضلين مدرِّسين في المسجد النبوي، ولم ينقطع النيل من بعض الطلاب في الجامعة لبعض المشايخ فتتكرر الأسئلة من بعض الطلاب في الجامعة وغيرهم: هل نحضر لفلان المدرس في المسجد النبوي لأنه جرح ونيل منه من بعض المشايخ والطلاب؟ ومن الطلاب المتكلفين من يقول لبعض زملائه: لا بد أن يكون لك موقف من فلان؛ لأن فلاناً جرحه!! 9ـ قوله: ((بل إننا ننفتح على الجميع ونستضيف الجميع والحق أن كل الأبحاث وغالب الجلسات أدارها مشايخ أفاضل وألقى المحاضرات والكلمات مشايخ أفاضل))، من دُعي من المشايخ لإلقاء محاضرة أو إدارة جلسة أو غير ذلك وأمكنه الحضور فلا ينبغي له التأخر عن إجابة الدعوة لإفادة الحاضرين وحتى لا يبقى المجال مقتصراً على غيرهم ممن يحصل الانفتاح والاستضافة لهم، ومصيبة الجامعة إنما حصلت بهذا الانفتاح على كل أحد. والباعث على ما كتبته عن الجامعة الغيرة عليها والرغبة في حصول الرفق بها والخير لها، وكيف لا أغار على جامعةٍ تمكن حبها من قلبي وسرى في عروقي وكنت أول من ألقى فيها درساً في يوم الأحد 2/6/1381هـ وكان عمر مديرها الحالي في ذلك الوقت ثلاث سنوات، وقد أكرمني الله بالتدريس فيها خمسين سنة كملت في أول جمادى الآخرة من العام الماضي، وفي ست سنوات منها جمعت إلى التدريس كوني مسؤولاً فيها، وخلال نصف هذا القرن يدخل الموظفون والمدرسون والطلاب الجامعة ويخرجون منها وأنا بحمد لله باقٍ فيها مدرساً، وأرجو الله أن يوفقني للإفادة في هذه الجامعة والنصح لها ما بقيت، ولم يمض على دخول الشيخ النُّجيمي في الجامعة إلا عام واحد تقريباً. ومن الخير لكل مسؤول في الجامعة أن يكون عمله فيها على السداد وتحقيق الأهداف التي أُسست لأجلها وألا يحصل منه أي عمل فيها يعود ضرره عليه وعلى الجامعة. وأسأل الله عز وجل أن يحفظ هذه الجامعة من كل سوء وأن يبقيها محققة ما أُريد من إنشائها، إنه سميع مجيب. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook