الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الطغاة من يصنعهم؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
لويس برنارد الأستاذ المتقاعد بجامعة "برنستون" الذي ألَّف 20 كتابًا عن الشرق الأوسط من بينها "الصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط الحديث" و"حرب مندسة وإرهاب غير مقدس".المشهور بالعراب الصهيوني الذي صاغ للمحافظين الجدد في إدارة الرئيس بوش الابن إستراتيجيتهم في العداء الشديد للإسلام والمسلمين، في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام معه في 20/5/2005م قال الآتي بالنص: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية -دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها".وهناك مخططه الخطير لتفتيت المنطقة العربية. هنا لن أناقش هذا المخطط رغم خطورته ولكن سأتوقف عند عبارته : (إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات). هذه العبارة نسي أن يضيف إليها: (أن بعض حكامهم هم الفاسدون المفسدون وليس الشعوب) فما نعيشه إلى اليوم أن اغلب الدول العربية من يحكمها يعتبرها ملكية خاصة وأن الشعوب هم العبيد ولابد لهؤلاء العبيد أن يكونوا في خدمة الحاكم الفاسد الذي ابتلي الله به هذا الشعب أو ذاك الشعب، وخير مثال النماذج التي أسقطتها شعوبها أمثال رئيس تونس المخلوع ورئيس مصر والآن طاغية ليبيا الذي عاث فسادا فيها لدرجة الجنون . هؤلاء القاسم المشترك بينهم هو الطغيان والجبروت وسرقة خيرات الشعوب وتحويل الوطن إلى (عزبة خاصة أو مزرعة كبيرة كل خيراتها للحاكم وعائلته والفتات لزبانيته ,ومن يستفيد من فساده وسرقاته)، الشعوب فقيرة وتعاني الأمرين في هذه الدول ويهاجر خيرة شبابها ألي الخارج بحثا عن لقمة العيش وأوطانهم تزخر بالخيرات والموارد المالية التي تصرف علي ملذات الحاكم وعائلته، وماتم الإعلان عنه من ثروات هائلة داخل وخارج أوطانهم لرؤساء تونس ومصر وليبيا ولنسائهم من مجوهرات وبذخ، يتم اعتلائه بشراء المكانة الاجتماعية لكل منهن لتصبح السيدة الأولي! هذه الثروات والبذخ يلفت النظر إلى أن هؤلاء الأباطرة لايستحقون الخلع فقط أو التنحي, بل المحاكمة العلنية ثم العقوبة الصارمة التي تشفي غليل القلوب المحزونة ممن اغتيل أهلهم أو اعتقلوا أو عذبوا,أو هاجروا من أوطانهم بسبب هذا النظام الجائر الفاسد، لأنهم غير موالين للنظام ولا يسبحون بحمده كبقية المنافقين! المناظر التي تم بثها مؤخرا من تعامل القذافي مع ثورة الشعب الليبي تثير الفزع لأن ردة فعله تجاوزت رد فعل حسني مبارك وقبله زين العابدين رغم فظاعتها.فقد ظهرت حقيقة هذا المهرج التي دائما تظهر ملامح منها كعشق العظمة والكذب والفلسفة الموغلة في الجهل لحقائق العلم والفكر و ماجاء في كتابه الأخضر من هذر وتعدي على الدين الإسلامي وتشريعاته وإجماع الأمة الإسلامية في العديد من الأمور الخاصة بالصلاة وعدد ركعاتها وفريضة الحج, وسواها من أمور كنا نستغرب كيف تصمت مؤسسات واتحادات علماء المسلمين عنها؟ من مقالة علمية للدكتور جابر قميحة عن أسباب ظاهرة الطغاة شرح فيها أن هناك دراسات للأسباب التي تجعل من الإنسان طاغية. ووصلوا إلى أنه من الصعب -بل من المستحيل- تعليل ظاهرة "الطغيان" بعامل واحد, أو علة واحدة. إنما ترجع إلى عدد من العوامل المتشابكة، المعقدة، ولكنها تتفاوت في التأثير والتوجيه. فهناك الطاغية الذي صنعته طريقة التربية الخطأ فعاش طفولة قاسية، مطحونًا بظلم الأهل والأبوين, فينشأ مسكونا بالتطلع إلى الانتقام الذي تغذيه عقدة الشعور بالاضطهاد. فإذا ما جاءته فرصة الحكم، تحكم وظلم، وقصف أعناق العباد، ووجد في ذلك متعة, ولذة تعوضه عن عذابات الطفولة. وقد يولد الطاغية مسكونا بعقدة العظمة أو التعاظم, مما يدفعه لبناء مجده الشخصي بأي ثمن، وبأي حساب، ولو جاء في صورة ممسوخة شاذة مشوهة، وفي سبيل إشباع هذه الشهوة العارمة، فلتهلك الأمة عن جهل، أو عن بينة، المهم أن يصعد ويعلو ولو علي جبل من الجماجم. وتبلغ النرجسية بالطاغية -في هذه الحال- إلي درجة توثين الذات، كما أعلن فرعون في قومه (..أنا ربكم الأعلى) (النازعات 24). ومن أهم عوامل "تشكيل " الطاغية: غفلة الأمة، وتراخيها، وضعف إحساسها بذاتها، وانعدام تقديرها للمسئولية، فما كان الحاكم ليستبد إلا بأمة تملك "قابلية الخضوع والخنوع والاستسلام" حتي تري من الظلم ألا تُظلم ومن الضيم ألا تُضام. هناك جانب آخر في سلوكيات المحيطين بالطاغية وسلوكيات إيجابية ناشطة لها أثرها الأبلغ والأعمق في تخليق الطاغية، وتماديه في الطغيان، وذلك حينما نري الأمة تؤيد الطاغية, وتحتفي به، وتمجد أخطاءه علي أنها فتح مبين في عالم الحكمة والسياسة, والنهوض والتقدم, ويصبح النفاق في حياتها دينًا وديدٍنا. وذلك للتقرب من الطاغية، والانتفاع بجواره، ولو كان فتاتًا مغموسًا في ماء الذلة والهوان. وقد عرض "ديورانت" في كتابه "قصة الحضارة" كيف أن نفاق الشعب هو الذي جعل من "نيرون" طاغية, مع أن نيرون - كما قيل عنه أنه كان في بداية عهده رحيم القلب، شقوقا علي الرعية، وقد خفض الضرائب الباهظة، أو ألغاها إلغاء تامًا. وخصص معاشات دائمة للشيوخ المعوزين. ثم جاءت بطانة السوء، فنافقته، واستشري النفاق في الشعب كله حتى وثّنوه وألهوه, ومسخوا طبيعته السوية النقية.!! *أخيرا.. هل نتحدث عن الطغاة الآن ونحن أسهمنا في صناعتهم ؟؟ • أكاديمية وكاتبة اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook