الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المسلمون وبشائر النصر القادم

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
مشاهد مأساوية يموج بها الواقع، وأحداث وتحولات تعصف بالحاضر، فتحيله إلى مسرحية عبثية أو كرنفال مجنون تصعب معه الرؤية الجلية، والتوصيف الدقيق، واليقين المطلق بالمسار، ونقاط البداية والنهاية. منعطف حيوي خطير وصل الجميع إليه طوعا أو كرها، ليكون السؤال المُلح اليوم: هل وصل العرب والمسلمون إلى مرحلة اللاعودة؟! مرتكزٌ من الزمان والمكان، حيث لا مجال للتراجع، منطلقٌ جديدٌ للتقدم وتوديع الذل والتخلف والمهانة. تلك الشعوب المسلمة التي بات الحزن جزءا منها لأكثر من قرن تراكم فيه الظلم والقهر ما بين أشكال وصور الاستعمار التاريخي والاحتلال والاستعباد الحديث، حين لا يعني المسلم إلا دما مراقا، أو كرامة ممتهنه أو حرية مصادرة، أو شخصية ضعيفة عالة على غيرها ! ذلك المسلم الذي تجتاحه الآلام لجراح أمته من فلسطين الأسيرة بقدسها الموجوع وغزة المحاصرة المنكوبة، والأوضاع الأمنية المأزومة في العراق وأفغانستان والصومال والسودان ..، ثم التناحر والفقر وتردي الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كثير من البلدان . تلك الشعوب الإسلامية التي عاشت ردحا من الزمن يسكنها الإحساس العارم بالظلم والعجز، والسخط على غياب العدالة الدولية، وفساد وطغيان الأنظمة الحاكمة، وتخاذل العلماء والنخب وقادة الإعلام عن الاضطلاع بدورهم القيادي والنهضوي الأمين . شهران مفصليان في جسد التاريخ! حصل فيهما الكثير ! ... ولا يزال العربي المسلم يئن تحت وطأة الضغوط النفسية، وتأثير الصراعات اليومية التي تعصف باستقراره وأمنه، من انعكاسات التعصب الديني والفكري، والاحتراب القبلي أو المذهبي، وسيطرة المادية المفرطة على العلاقات وطغيان التنافس على تحقيق المكاسب السياسية . أيام وأحداث غير اعتيادية خيمت بظلالها على مشاعرنا وتفكيرنا وسلوكنا! ومهما كانت حالة التوازن والسلام والهدوء النفسي والعقلي الذي تتمتع به فإن فلول الضيق والكدر لا تلبث أن تقتحم أراضيك تحسرا على فقد إخوتك كلما وقعت عيناك على الأجساد الممزقة في الزاوية أو بغداد! وفي جانب آخر يغزوك التوتر والقلق خوفا على أهلك ووطنك وترقبا لما يحمله المستقبل القادم ! هذا هو حقيقة ما وقعت أنا ضحيةً له لأسابيع خلت، وما استشعرته لدى الكثيرين ممن جمعني بهم لقاءٌ أو تواصل. ولكن ما إن يستجمع المرء قوته وقدرته على الصمود والتفكير الموضوعي والقراءة المتفائلة للواقع. وباستدعاء بسيط لإيمانه العميق ومكامن النور والإعجاز في كتاب الله الحكيم والسنة المطهرة، حتى تنقشع غيوم الإحباط والسلبية ويشرق الأمل . لكل مسلم وقع فريسة للهم واليأس أقول: تأمل هذه الإيجابيات : ـ سقطت وستسقط أنظمة، وانزاح معها الكثير من جرائم الاعتقالات والتعذيب والنهب والخيانة والفساد . ـ الحاكم الجديد القادم بسلطة الشعب في بعض البلاد، والحكام المستمرون في سلطتهم في بلاد أخرى «استوعبوا دروس الثورة» وأضحوا أكثر تقديرا لشعوبهم، ووعيا بقيمة مواطنيهم وتأهبهم لانتزاع حقوقهم في أية لحظة، وأنهم ما عادوا أولئك الصامتين المتهيبين الذين كانوا !! ـ الفرد العربي المسلم تعززت ثقته بنفسه وأصبح أكثر إيمانا بقدرته على الإصلاح والتغيير، وأكثر إرادة واستعدادا لصناعة السلام والنجاح والمجد، ولن يقبل أبدا بعد الآن أن يخضع أو يستكين. وصار كل هذا محفزا للتطلع إلى التطور والبناء والنهضة واللحاق بركب الأمم . ـ الإسلام دين العزة والمنعة، فبه وبقيمه الرائدة من الارتباط بالله والاستعانة به، والإخلاص، والعمل، والإيجابية.. ندفن هزائمنا، ونستقبل أفراحنا وانتصاراتنا القادمة بإذن الله . اللهم أنت ربنا، لا نحزن وأنت ولينا، ولا نهزم وأنت ناصرنا، لا نذل وأنت معنا، ولا نيأس وأنت ملجؤنا، لا نقلق وأنت ملاذنا. بك استعنا، وبك آمنا، فيك خاصمنا، وإليك حاكمنا، عز جاهك، وجل ثناؤك، لا إله إلا أنت سبحانك. [email protected] اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook