الأربعاء، 08 شوال 1445 ، 17 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

النمرود بنسخته المجوسية

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فقد جاء في الكتاب العزيز قوله جلَّ في علاه : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية ما نصُّه : " هَذَا الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ وَهُوَ مَلِك بَابِل نُمْرُود بْن كَنْعَان بْن كوش بْن سَام بْن نُوح وَيُقَال : نُمْرُود بْن فالخ بْن عَابِر بْن شالخ بْن أرفخشذ بْن سَام بْن نُوح وَالْأَوَّل قَوْل مُجَاهِد وَغَيْره : قَالَ مُجَاهِد : وَمَلَكَ الدُّنْيَا مَشَارِقهَا وَمَغَارِبهَا أَرْبَعَة : مُؤْمِنَانِ وَكَافِرَانِ فَالْمُؤْمِنَانِ سُلَيْمَان بْن دَاوُد وَذُو الْقَرْنَيْنِ وَالْكَافِرَانِ نُمْرُود وَبُخْتُنَصَّرَ وَاَللَّه أَعْلَم وَمَعْنَى قَوْله " أَلَمْ تَرَ " أَيْ بِقَلْبِك يَا مُحَمَّد " إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيم فِي رَبّه " أَيْ وُجُود رَبّه وَذَلِكَ أَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُون إِلَه غَيْره كَمَا قَالَ بَعْده فِرْعَوْن لِمَلَئِهِ " مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي " وَمَا حَمَلَهُ عَلَى هَذَا الطُّغْيَان وَالْكُفْر الْغَلِيظ وَالْمُعَانَدَة الشَّدِيدَة إِلَّا تَجَبُّره وَطُول مُدَّته فِي الْمُلْك وَذَلِكَ أَنَّهُ يُقَال إِنَّهُ مَكَثَ أَرْبَعمِائَةِ سَنَة فِي مُلْكه وَلِهَذَا قَالَ " أَنْ أَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ " وَكَانَ طَلَبَ مِنْ إِبْرَاهِيم دَلِيلًا عَلَى وُجُود الرَّبّ الَّذِي يَدْعُو إِلَيْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيم " رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت " أَيْ إِنَّمَا الدَّلِيل عَلَى وُجُوده حُدُوثُ هَذِهِ الْأَشْيَاء الْمُشَاهَدَة بَعْد عَدَمهَا وَعَدَمُهَا بَعْد وُجُودهَا وَهَذَا دَلِيل عَلَى وُجُود الْفَاعِل الْمُخْتَار ضَرُورَة لِأَنَّهَا لَمْ تَحْدُث بِنَفْسِهَا فَلَا بُدّ لَهَا مِنْ مُوجِد أَوْجَدَهَا وَهُوَ الرَّبّ الَّذِي أَدْعُو إِلَى عِبَادَته وَحْده لَا شَرِيك لَهُ . فَعِنْد ذَلِكَ قَالَ الْمُحَاجّ وَهُوَ النُّمْرُود " أَنَا أُحْيِي وَأُمِيت " قَالَ قَتَادَة وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَالسُّدِّيّ وَغَيْر وَاحِد وَذَلِكَ أَنِّي أُوتَى بِالرَّجُلَيْنِ قَدْ اِسْتَحَقَّا الْقَتْل فَآمُر بِقَتْلِ أَحَدهمَا فَيُقْتَل وَآمُر بِالْعَفْوِ عَنْ الْآخَر فَلَا يُقْتَل فَذَلِكَ مَعْنَى الْإِحْيَاء وَالْإِمَاتَة وَالظَّاهِر وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّهُ مَا أَرَادَ هَذَا لِأَنَّهُ لَيْسَ جَوَابًا لِمَا قَالَ إِبْرَاهِيم وَلَا فِي مَعْنَاهُ لِأَنَّهُ مَانِع لِوُجُودِ الصَّانِع وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَدَّعِي لِنَفْسِهِ هَذَا الْمَقَام عِنَادًا وَمُكَابَرَة وَيُوهِم أَنَّهُ الْفَاعِل لِذَلِكَ وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت كَمَا اِقْتَدَى بِهِ فِرْعَوْن فِي قَوْله " مَا عَلِمْت لَكُمْ مِنْ إِلَه غَيْرِي " وَلِهَذَا قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم لَمَّا اِدَّعَى هَذِهِ الْمُكَابَرَة " فَإِنَّ اللَّه يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِق فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِب " أَيْ إِذَا كُنْت كَمَا تَدَّعِي مِنْ أَنَّك تُحْيِي وَتُمِيت فَاَلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيت هُوَ الَّذِي يَتَصَرَّف فِي الْوُجُود فِي خَلْق ذَوَاته وَتَسْخِير كَوَاكِبه وَحَرَكَاته فَهَذِهِ الشَّمْس تَبْدُو كُلّ يَوْم مِنْ الْمَشْرِق فَإِنْ كُنْت إِلَهًا كَمَا اِدَّعَيْت تُحْيِي وَتُمِيت فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِب ؟ فَلَمَّا عَلِمَ عَجْزه وَانْقِطَاعه وَأَنَّهُ لَا يَقْدِر عَلَى الْمُكَابَرَة فِي هَذَا الْمَقَام بُهِتَ أَيْ أُخْرِسَ فَلَا يَتَكَلَّم وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّة قَالَ اللَّه تَعَالَى " وَاَللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ " أَيْ لَا يُلْهِمهُمْ حُجَّة وَلَا بُرْهَانًا بَلْ حُجَّتهمْ دَاحِضَة عِنْد رَبّهمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ " . إن المكابرة والعناد، وقلب الحقائق وتزييفها، والاستخفاف بالعقول واحتقارها، لايلجأ إليها إلا مَن لايملك حجة، ولا يدعو لِحقٍّ، لأن صاحب الحق والحجة، ليس بحاجة للأساليب الملتوية، ولا للمراوغة والاحتيال، فقوة الحق الذي بين يديه، وصفاء المنهج الذي يدعو إليه، أعظم من أن يحتمي بالأباطيل والتزييف، ولهذا لمَّا انقطعت حجة النمرود، لجأ إلى المراوغة، واستخفاف العقول، والمقارنات الفاسدة، والقياسات المتهالكة، وهذه حيلة كل نمرود، وكل عدو للحق لدود . كنت البارحة أتابع الأخبار، وكان مما قرأته وسمعته، ما صرح به مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، وذلك بحسب ما أوردته شبكة CNN الإخبارية في موقعها الإلكتروني أنقله بتصرُّفٍ يسير : " وجه المرشد الإيراني، علي خامنئي، انتقادات حادة ومباشرة للسعودية، متهماً إياها بالتدخل العسكري في البحرين تحت غطاء قوات " درع الجزيرة "، وسعى خامنئي لنفي البعد الطائفي عن تحرك المعارضة البحرينية، مشيراً إلى أن بلاده لا تدعم الشيعة في البحرين لأسباب مذهبية، بدليل أنها تدعم القضية الفلسطينية على حد تعبيره . وقال : إن إيران "تقف إلى جانب ثورة الليبيين وترفض القمع" الذي يمارسه نظام العقيد معمر القذافي، وانتقد أمريكا التي قال : إنها دافعت عن القذافي "حتى اللحظة الأخيرة ثم تخلوا عنه بعد كل خدماته عندما تفوقت إرادة الشعب " . واعتبر خامنئي أن أكبر الخدمات التي قدمها القذافي للغرب كانت " تخليه عن الطاقة النووية المدنية " . وأضاف خامنئي الشعب الأمريكي إلى قائمة الشعوب التي قال إنها تواجه معاناة كبيرة، فقال إن الأمريكيين يرزحون تحت وطأة أزمة اقتصادية حادة، بينما ينفق الرئيس باراك أوباما المليارات من أموال الشعب على الشركات والبنوك . وحول الاحتجاجات في البحرين، أدان خامنئي ما وصفه بـ" التدخل العسكري السعودي "، ورأى أنه كان "خطأً كبيراً "، واعتبر أن " مطالب الشعب البحريني لا تختلف عن مطالب الثورة التونسية والمصرية "، وسأل : " ما الغريب في أن يطالب الشعب البحريني بحق الانتخاب ؟ " . وزعم خامنئي أن بلاده "لا تفرق بين الشيعة والسنة وتؤيد جميع التحركات الشعبية التي تطالب بنيل حقوقها المشروعة "، وأضاف : " إيران تدعم - ومنذ انتصار الثورة الإسلامية - القضية الفلسطينية، فمتى كان الفلسطينيون من الشيعة ؟ "ونقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية عن خامنئي قوله : " الحوادث المرة التي تشهدها بعض الدول إزاء الشعوب، ما يجري بالبحرين واليمن وليبيا سلبت منا حلاوة العيد، وتمنع الإنسان من الشعور بالفرح والسرور بشكل كامل " . وختم بالقول : " أبتهل إلى الله أن يتفضل على هذه الشعوب بالفرج العاجل وإنزال عقابه العادل بحق أعداء الشعوب " . إن الناظر في تلك التصريحات السابقة، لايجد أدنى صعوبة في وضع خامنئي بين خياري، الجهل بالواقع، أو الكذب والمراوغة وقلب الحقائق، فأما الجهل بالواقع فمتعذِّر، لذا فلم يبقَ إلا الخيار الثاني، وهو الكذب والمراوغة وقلب الحقائق، ودافعه ليس السياسة التي يقال إنها لادين لها، بل إنه امتداد لمسيرة التضليل، التي يسير عليها هو وأسلافه، والتي خدعوا بها أمماً من المتبوعين وللأسف، ولعلنا بنظرة يسيرة لتلك التصريحات، وما حوته من مغالطات، نقف ببعض الأتباع على حجم التضليل، الذي يمارسه هؤلاء المتبوعون، وكيف أنهم غير صادقين معهم في السر والعلن، بل ويجعلونهم وقوداً لحرب لايعرفون أهدافها، ولا مايختفي خلفها من أطماع شخصية خبيثة . حين يُوجه خامنئي نقده الحاد للسعودية، لتدخلها في البحرين تحت غطاء " درع الجزيرة " كما يقول، ألا يفتح هذا نافذة للتفكير الجاد، ويجعلنا نفخر حقيقة بوضوح تعاملاتنا كسنَّة بالدرجة الأولى، وكسعوديين بالدرجة الثانية، حيث أعلنا وبوضوح، أننا سنشارك في دعم البحرين، وقمنا بتصوير آلياتنا المشاركة، ونشرنا ذلك للعالم كله، وقمنا بإعلان وقوفنا ومساندتنا للبحرين، واعتبارها كبلدنا، لها مالنا وعليها ماعلينا، في حين تخفي إيران وتُنكر مشاركتها وضلوعها في تمزيق العراق، والتدخل في لبنان، وغيرها من بلدان المنطقة، وتزعم أنها لاتتدخل في الشأن الداخلي للبلدان الأخرى! . وحين ينفي خامنئي البعد الطائفي عن تحرك المعارضة البحرينية، مشيراً إلى أن بلاده لا تدعم الشيعة في البحرين لأسباب مذهبية، بدليل أنها تدعم القضية الفلسطينية، ألا يوحي هذا بأن من يرفع صور رموز الشيعة في دوار اللؤلوة، إنما هم وقود لمعركة لايدرون حقيقتها، أو أن خامنئي يكذب على الناس، ومن يكذب علانية وهو بهذه المكانة عند أتباعه، ولا شيء يدفعه للتقية، فحقيق به أن يكون في غير هذا أكذب، ولكن على افتراض صدقه، وأنه لايدعم الثوار لأسباب مذهبية، وأن بلاده " لا تفرق بين الشيعة والسنة وتؤيد جميع التحركات الشعبية التي تطالب بنيل حقوقها المشروعة "، لماذا لم نسمع منه تصريحاً يستجيب فيه لمطالب ملايين السنة في إيران، والذين يعانون أصناف التنكيل والإذلال، ويمارس ضدهم أبشع صور التمييز والاضطهاد، مع أنهم يشكلون نسبة تزيد على 35% من سكان إيران، بل إنك لتعجب حين تسمع أنه لايوجد في طهران العاصمة مسجد واحد لأهل السنة، وحجتهم أن على أهل السنة أن يصلوا بمساجد الشيعة، لكنهم لايلتفتون إلى هذه الحجة عند المطالبة بإيجاد أماكن عبادة للشيعة في البلدان السنية، وإذا كانت بلاده تؤيد جميع التحركات الشعبية التي تطالب بنيل حقوقها المشروعة، فلماذا قمعت قواته ولاتزال تقمع، من يخرجون منددين بالفساد، ومطالبين بالحرية والإصلاح، ممن ملُّوا حكم التبعية العمياء، وأرادوا أن يتنفسوا الصعداء، ولم يقتصر الأمر على قمعهم، بل اتهموا بالعمالة، ومنعوا من أبسط حقوقهم، مع أن كثيراً منهم كان من أركان الثورة وأعمدتها، قبل أن يتمرد على المارد الأعظم، ولن يغيب عن أعين المتابعين مشاهد الرعب والتنكيل، التي عاملت بها جماعة المحافظين خصومهم من الإصلاحيين، فأين دعوى تأييد التحركات الشعبية ؟، بل كيف نجمع بين هذا الزعم، وبين وصفه للإصلاحيين بأنهم خونة مدعومون من الغرب، وتهديده لهم أبان ثورتهم وانتفاضتهم !!، بل لماذا لم نسمع لهم ركزاً حول دعم الثورة الشعبية القائمة الآن على النظام السوري ؟، ولماذا خوَّنوا واتهموا واغتالوا من طالب بخروج سوريا من لبنان ولم يدعموا حقهم ومطالبتهم ؟، ولماذا لم يدعموا مطالب الثوار العراقيين ؟ . أما الحديث عن دعم القضية الفلسطينية فهذا للاستهلاك، وإلا فقد كانت ولاتزال معظم دول العالم تتحدث عن دعم القضية الفلسطينية، ولكن كما قيل : والدعاوى إنمالم يقيموا عليها *** بينات أصحابها أدعياء فإن كان دعم القضية الفلسطينية بالحديث والخطابات، ففي ظني أن غيرهم أكثر دعما منهم، وإن كان بالمال فلن يصلوا ربع عشر ماتقدمه المملكة العربية السعودية وحدها، ولكن السؤال الأهم : لماذا تُطل إيران المجوسية برأسها في قضية فلسطين ؟، والجواب عن هذا : لأنها تعلم حجم تعاطف المسلمين مع قبلتهم الأولى، ومسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، ولهذا فهي تحاول أن تكسب شيئاً من هذا التعاطف، ولأنها تدرك أن الأمة عقب تلك الانتكاسات والمؤامرات المتتابعة على قضية فلسطين، أصبحت تبحث عن لوح تتعلق به للنجاة من أمواج الخذلان الهائجة، فأرادت إيران أن تكون ذلك اللوح المنقذ، وإلا فلون كان قيامها دعماً للفلسطينيين فلماذا لم تمنع أذرعها من إبادتهم في مخيمات الفلسطينيين في لبنان ؟، ولو كان دعمها للمقدسات فلماذا جنَّدت جنودها للفساد في الحرمين الشريفين ؟، ولماذا قتلت الحجاج بالغازات ؟، ولماذا حاولت إدخال المتفجرات ؟، بل ولماذا لازالت آياتهم تتناغم مع دعاوى تحرير الحرمين وكأنهما يخضعان لاحتلال يهودي عياذا بالله من الفجور !! . أما زعمه أن إيران "تقف إلى جانب ثورة الليبيين وترفض القمع" الذي يمارسه نظام العقيد معمر القذافي " فهذا من الدجل البيِّن، ويُكذِّبه زعمه أن أكبر الخدمات التي قدمها القذافي للغرب كانت " تخليه عن الطاقة النووية المدنية "، لأن القذافي لو كان محتفظاً بهذه القوة إلى اليوم لكان له مع شعبه شأن آخر، وإذا كان خامنئي يقف مع الشعب الليبي فلماذا كَرِه للقذافي تخليه عن البرنامج النووي الذي يجعله في موقف أقوى منه الآن ؟، وهذا التناقض من خامنئي يكشف لنا أمرين مهمَّين: الأول : أن دعم الشعب الليبي لمحاولة التقرُّب إليه، وذلك لأن طهران أدركت أن أيام القذافي أصبحت معدودة بحول الله، فهم أرادوا من خلال هذا الدعم الكاذب المسارعة في الشعب الليبي . الثاني : أن تسمية البرنامج النووي بالمدني، أو بأنه للأغراض السلمية، إنما ذلك من قبيل المخادعة والتزوير، وإلا فلو كان كذلك فلماذا يعتبرخامنئي القذافي قدم خدمة للغرب ؟، ولماذا يرى أن البرنامج النووي المدني بزعمه ورقة ضغط وتهديد ؟ . أما حديثه عن الشعب الأمريكي وأن الأمريكيين يرزحون تحت وطأة أزمة اقتصادية حادة، بينما ينفق الرئيس باراك أوباما المليارات من أموال الشعب على الشركات والبنوك، فهذا حق، وإن كان الأمريكيون هم من يتحمل مسؤولية هذا، وذلك لأنهم هم مَن انتخب باراك أوباما، وهم مَن يقدر على حجب الثقة عنه، ولكن ماذا عن الشعب الإيراني، الذي لاخيار له، والذي يرزح تحت بطش الفساد والطبقية، وتُصرف أمواله وثرواته وأخماسه للثورات، وقمع المطالبين بالإصلاح، مما جعل كثيراً من الإيرانيين يفرُّ إلى الخارج بحثاً عن الحرية، وهرباً من جحيم المعاناة، ولعل ثورة الانتخابات قد كشفت بعض الخلل الذي تعيشه إيران . وأما زعمه أن " مطالب الشعب البحريني لا تختلف عن مطالب الثورة التونسية والمصرية "، وسأل: " ما الغريب في أن يطالب الشعب البحريني بحق الانتخاب ؟ "، فهذا كذب، وإذا كانت مطالب البحرينيين كذلك فلماذا يرفعون صور رموز طهران ؟، ولماذا يرفعون مطالبهم من خلال لغة السكاكين والسلاح مخادعين الإعلام بلافتات السلمية ؟، وأسئلة كثيرة لاتنتهي، ولكن ماذا عساه أن يقول عن مطالب كروبي وأنصاره، ومير موسوي وأتباعه، أليست مطالبهم لاتختلف عن مطالب المصريين والتونسيين ؟، لماذا قتلت إيران منهم من قتلت، واعتقلت من اعتقلت، وحمَّل قادة المعارضة مسؤولية مايراق من دماء، مما يدل على النية المبيَّة لإر اقة الدماء، وعدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين !!! . إن مطالب المتظاهرين بالبحرين ليست كما يزعمه خامنئي وغيره، بل هي مطالب طائفية صرفة، تدعمها إيران بوضوح، وهدفها قد رُسِم قبل الثورات العربية، وهي حلم لإيران منذ أمد، ومن يقوم بها إما أنه لايدري أنه وقود لها، أو أنه أراد أن يجعل من نفسه فداء لعقيدة وأحلام وأطماع مرجعيته. إن مطالب البحرينيين تختلف عن مطالب غيرهم من سائر الثوار، حتى وإن حملت ذات الشعارات، إلا أنها في حقيقتها حرب طائفية بالوكالة، وهي صاروخ تجارب، حتى إذا نجحت إيران في إطلاقه، ورأت فاعليته وثمرته، عمدت إلى اعتماده سلاحاً فاعلاً في منظومة هلالها الصفوي المجوسي . وأما قوله : " الحوادث المرة التي تشهدها بعض الدول إزاء الشعوب، ما يجري بالبحرين واليمن وليبيا سلبت منا حلاوة العيد، وتمنع الإنسان من الشعور بالفرح والسرور بشكل كامل "، فأقول : هذا مما صدقت في بعضه، وكذبت في بعضه، أما ماوقع في البحرين فنعم، فقد سلب منك أسود السنة فرحتك، وأفسدوا حلمك، وأسأل الله أن يجعلك بعدها في همٍّ وكمد، وأن يسلب منك الصحة والعافية، كما سلب منك الفرحة والسرور، وأما ما وقع في غير البحرين فقد كذبت، بل إنه أنساك فرحك بالعيد، وجعل فرحة العيد تتلاشى أمام فرحته، ليس لما تدعي تحقُّقَه من مطالب للشعوب، بل لما تأمله من صراع وفتنة وفوضى في بلاد السنة، ولكن أسأل الله أن يجعل في عواقب الأمور خيراً، وأن ترى مما فرحت به مايغيظك، ويُميتك كمدا وحسرة . وأما قوله : " أبتهل إلى الله أن يتفضل على هذه الشعوب بالفرج العاجل وإنزال عقابه العادل بحق أعداء الشعوب "، فأقول : اللهم استجب دعوته، وبه ياربنا فابدأ، اللهم اقتله بكل سني قتله ألف قتله، وأنزل عليه من العقاب والعذاب مايتمنى عنده الموت فلايجده . ثم إني أتوجَّه إلى من غرَّته إيران، أو من يدين لها بالولاء، متوارياً بالوطنية، أو من استغلَّ هذه الظروف لخمش وجهه بيديه، أن يعرفوا فضل الله عليهم بنعمة الأمن، وتسامح القيادة، وليدركوا أنهم قد أخذوا من الفرص مالوتمنَّوه من إيران لَحُرِموا منه، بل إن منهم من أخذ منها مايحسده عليها بعض من هو أحق بها منهم، من أهل السنة، الذين هم الأكثرية الساحقة، والذين لايفسِّرون تلك المشاغبات المتناغمة مع توجيهات طهران، إلا بالاستفزاز المقيت، وبأنها نتاج مبالغة الدولة في تدليعهم . إن على هؤلاء أن يدركوا أن الأمن ليس في التبعية لإيران، حتى وإن تخيلوا أنها قوة فرضت نفسها في المنطقة، بل الأمان لهم بالتوحيد الخالص، فإن أبوا ذلك، و( رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ )، فإن نعمة الأمن التي ننعم بها ولله الفضل قد شملتهم، وأنهم إن حاولوا تقويضها، أو زعزعتها، فإنهم أول من سيصطلي بالنار، وحينها فسيلعنون إيران أكثر من لعنهم للشيخين رضي الله عنهما، ولعن الله وأركس من لعنهما . اللهم أعذنا من الفتن، ماظهر منها وما بطن، واعصمنا بالكتاب والسنة، واجعلنا من أنصار دينك، وحملة لواء شريعتك، والذابين عن حياضها اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook