كنت اعتقد مثلما يعتقد الكثير بأن أطماع إيران بمملكة البحرين قد تولدت منذ ظهور نظام الخميني في 1979 ولكن عندما حصلت الثورة المنحرفة للعصيان المدني في مملكة البحرين جعلتني ارجع إلى مكتبتي الصغيرة والمتواضعة فقمت بفتح بعض الكتب وتقليب الصفحات حتى أصبحت اكتشف امراً يغفل عنه الكثير وهي أمور تهتم بالشأن البحريني وما تعتريه أطماع خارجية.. كانت بداية أطماع إيران بالبحرين عام 1820 عندما قام الانكليز باحتلال بعض دول الخليج ومنها البحرين اعترضت إيران على بريطانيا وقالت بأن البحرين جزء من أراضيها وتم عقد اتفاقية بين إيران وحام بريطانيا العام وليم بروس لكن هذه الاتفاقية اختفت قبل أن ترى النور ، وفي عام 1840 قال رئيس وزراء إيران حلنجي ميرزا وهو يخاطب وزير خارجية بريطانيا ( إن الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة أن الخليج الفارسي من بدايته شط العرب إلى مسقط بجميع جزره وموانئه بدون استثناء ينتهي إلى فارس بدليل أنه خليج فارسي وليس عربياً)، وهذا يدل على أن الأجيال الإيرانية المتعاقبة كانت تتوارث هذا الفكر المنحرف. وفي عام 1927 احتجت إيران على المعاهدة التي تمت بين الملك عبدالعزيز بن سعود والحكومة البريطانية والتي تعهد فيها الملك عبدالعزيز بإبقاء علاقات الصداقة والسلم مع الكويت والبحرين وقطر والساحل العماني الذين كانت لهم علاقات خاصة مع الحكومة البريطانية، وقد ذكرت إيران في احتجاجها بأنها لا تعترف بجود معاهدة بين البحرين وبريطانيا وان ما ورد في معاهدة الملك عبدالعزيز يُعد انتهاكاً للسيادة الفارسية على مقاطعاتها الإقليمية. وفي عام 1934 اعترضت إيران على توقيع البحرين عقد مع إحدى الشركات الأجنبية بخصوص امتيازات النفط وقالت بأن هذه الاتفاق تم بدون موافقة إيران وانها تحتفظ بحقها في حالة الربح أو التعويض في حالة الخسارة. وفي عام 1951 أصدرت وزارة التعليم الإيرانية قرار يقضي بأن يدرس التلاميذ في المدارس بأن البحرين تنتمي لإيران. وقد أعلنت إيران في عام 1957 قراراً بإلحاق البحرين بالتقسيمات الإيرانية وفي عام 1958 خصصت في برلمانها مقعدين عن البحرين شغلهما كل من المدعو عبدالله الزبرة والمدعو عبدالحميد العليوا. ومازالت الأصوات الإيرانية المطالبة بضم البحرين ترتفع حتى اشتدت بعد مجيء الثورة الإيرانية بقيادة الهالك الخميني في عام 1979 وهذا يعني أنها كانت موجودة من قبل هذه الثورة.
