الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

وصال وصفا لا تكفي!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
كل يوم تزداد اللهجة الصفوية /الإيرانية صراحة ووضوحا ، ويزداد إعلامها حدة ، وتزداد قنواتها شراسة وكثافة لتصب في صالح التجييش ضد دول المنطقة ( البحرين والسعودية والكويت..) ، والمحزن في الأمر أننا لم نستيقظ _ إن كنا قد استيقظنا فعلا _ إلا بعد أن تحوّل الخطاب الإعلامي والتعبوي إلى تحرّكات سياسية ، بل وتهديدات عسكرية تنذر المنطقة بليل أسود بهيم ، تحدّث الدكتور عبد الله النفيسي والشيخ عدنان العرعور وغيرهما عن بعض فصوله الكارثية ، وفي ظني أن الحقيقة أكبر من كل تصريح ، وأن القادم _ والعياذ بالله _ أسوأ ، إن لم يتم الاستعداد على كل الأصعدة ، التثقيفية ، والإعلامية ، بل حتى على مستوى التجهيز العسكري المناسب لمثل هذا التهديد بالاتفاقيات العسكرية والسياسية التي تضمن شيئا من الاستقرار ، وتشكل رادعا حقيقيا أمام الأطماع الفارسية ، التي تسقى بأحلام الثأر التاريخي ، ومزاعم التفوّق العرقي ، وخلفية الرصيد الديني المكذوب ، أضف إلى ذلك سنينا بل قرونا من التعبئة وإذكاء روح الحقد على كل ما هو إسلامي ، حتى وإن تدثّر بروح الطائفية ، وهو في حقيقته صراع اللاإسلامي مع الإسلامي ، لا صراع الإسلامي مع الإسلامي ، ولا يفوتني أن أشير وأشيد بما سماه الدكتور النفيسي بـ"ـالاتحاد الكونفدراي" الذي دعا إليه سابقا وكرر الدعوة إليه الآن الذي أتمنى من ولاة الأمر لدينا دراسته وتطبيقه بالشكل الذي يضمن لنا ولغيرنا السيادة الإقليمية التامة مع الوحدة العسكرية (على الأقل) . من المحزن أن تقف قناتا "صفا" و " وصال " وحيدتين في ميدان المواجهة الإعلامية ، أو دعونا نخفف اللغة ونقول التثقيف الإعلامي بمخاطر المد الصفوي ، أقول وحيدتين وأنا أعني هذا الكلام ، فغيرهما من القنوات الإسلامية تقوم مشكورة ببث بعض البرامج واستضافة بعض المفكرين والعلماء الذين قاموا ويقومون بشيء من الواجب في التبيين والكشف ، ولكن لا أظن المرحلة التي نعيشها والتهديدات الصريحة التي نتلقاها من لدن العصابة الإيرانية ( هي عصابة حقيقة) تكفيها برامج مبثوثة هنا وهناك ، بل لا بد من مواجهتها ( إعلاميا) بأسطول قنواتي إن صح التعبير ، ليحصل بها التثقيف والتوعية المطلوبة ، وكشف المستور من أوراق إيرانية يبدو أنها نضجت جيدا ، وبدأت أيادي الصفويين تتهيّأ لتحريكها بالفعل .. ولا أريد أن أذكر بذلك التيار الدافئ الذي يغذي عروق إيران وأمريكا ، نجم عنه صداقة دفينة وقديمة ! ، صداقة قديمة منذ أيام الشاه ، وتعززت _بحذر _ مع الأيام ، وإن كانت صداقة على المذهب الأمريكي ، تلك التي تبيح للآخر أن يشتمها في النهار ، ثم يغتسل معها في منتصف الليل ! ولا أريد أن أذكّر أيضا بتلك الأحلام الأمريكية القديمة التي حوّلتها إلى خطط ، واستراتيجيات تقول وبكل وضوح أنه لا بد من الوصول إلى الآبار السوداء التي يضمن احتياطيها استمرار الحياة في أمريكا لأكثر من مئتي عام ، فأمريكا تؤمن بمبدأ إصلاح خطأ الطبيعة _ والعياذ بالله _ التي باعدت _في زعمهم_ آبار النفط عن الشعوب المتحضرة ، واختصّت بها الشعوب المتخلّفة ! ولا أحد يستبعد تدخل أمريكا مع الأقوى ، والأقوى في المنطقة للقارئ البسيط هو ذلك الشبح الذي جنّد سبعمئة وخمسين ألف في صفوف الحرس الجمهوري ، هذا إن أغفلنا التهديد النووي الحقيقي ، لا الإشعاعي فقط ! أعتذر عن الاستطراد غير المقصود ، لأن المقصود هو ضرورة التصدي لهذا الشبح إعلاميا ، نعم فالإعلام هو الورقة الأصعب التي تمتلكها أي جهة تنوي التغيير ، أو حتى الثبات ! وكلّنا شاهدنا ما فعله الإعلام ( غير الرسمي للأسف) من كشف وتبيين لملامح دعاة الثورات في بلدنا ، وكيف أنه ساهم في خلق وعي منحنا بفضل الله هذا الاستتباب الأمني ، عندما كادت أيادي السفهاء أن تعبث بأمننا ، فقام الإعلام ( بكل ما تعنيه كلمة إعلام ) بنشر فتاوى العلماء ، ومقالات الكتاب ، والتقارير المحذرة ، وقد ظفرت الجهود الإعلامية بالنجاح والحمد لله ، وحديثي هنا عن الإعلام لا يُقلل أبدا من أثر الجهود الأمنية التي دحرت تلك الأحلام الرافضية . والمطلوب الآن ممن بيده القرار ، ويهمه أمن واستقرار هذا البلد ، دعم الإعلام التثقيفي الذي لا أرى أن حاجتنا إليه بلغت من قبل ما بلغته هذه الأيام ، نعم نطلب خادم الحرمين وأخوته أن يدعموا القائم من هذه القنوات ، ويكرّموا القائمين عليها ، ويوصوا بإنشاء المزيد منها ، فها نحن نرى ما تقوم به "صفا ووصال" من مهمة تاريخية ، في حين نرى أيضا أين تقع قنواتنا الرسمية من خريطة هذه التهديدات .. وبما أن الحديث قد وصل بنا إلى هذا المنحنى ، فأنا أطالب بعودة تلك القناة الفتية الوسطية ، التي كانت تستضيف كبار العلماء والدعاة ليبثوا الوعي والتثقيف الديني في أوساط الشباب، وأعني "قناة الأسرة" ، التي كانت تقوم بواجبها التثقيفي على مستوى الأسرة ، فهي قناة جاهزة ومستعدّة ، بكادرها الإعلامي وأستديوهاتها المجهزة ، بل وبعقودها المبرمة مع بعض الأقمار الصناعية و المدن الإعلامية ، فهي لا تحتاج أكثر من تمزيق ذلك القرار الظالم الذي بُيّت بليل ، واستند إلى عبثية شخص ، لا إلى مرجعية نظاميّة والذي قام بإلغاء ترخيصها الإعلامي ، بل نطالب بمحاسبة موقّع ذلك القرار ، وتعويض القناة عن كل خسارة وقعت فيها جراء إلغاء فسحها ، ثم إن عادت هذه القناة إلى سابق بثّها تدعم وتوجّه ليكون جزء من بثها خاصا بالتثقيف حيال ما نحن نتحدث عنه من تهديد صفوي لدول المنطقة . إن قناة الأسرة أصبحت ضرورة ملحة ، يجب المسارعة في رفع الحظر عنها ، فقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك أنها وأخواتها من القنوات المحافظة كنّ خير حاجز يحول بين شبابنا وارتياد وديان الهلكة سواء كانت أفكارا أو سلوكيات ، وأنا متأكد تمام التأكد أن صاحب القرار بات مطلعا ومتصورا لجميع خلفيات الأمر ، وكما أنه قد دعم هيئة كبار العلماء بمنع كتاب الصحافة من التطاول عليهم ، ثم _ وهو الأهم _ بالعمل بفتاواهم ( فتوى الكاشيرة على سبيل المثال ) ودعم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ماليا ، وبجعل فروعها تحت إدارة الأكفاء (فرع مكة على سبيل المثال) ، ودعم مراكز الدعوة وجمعيات التحفيظ .. فإنه _ أي ولي الأمر _ يدرك الآن جليا ضرورة عودة مثل هذه القناة ، والفسح لمزيد من القنوات المحافظة لتساهم في تثقيف المواطن ، الذي يهمّه كثيرا معرفة المخاطر التي تحيق بوطنه ، صرف الله عنا وعن المسلمين كل فتنة ، وردّ شر كل ذي شر ، والله المستعان . اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook