الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أسامة بن لادن.. رسالة من تحت الماء

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
بعد 10 سنوات من الملاحقة، استطاعت أمريكا أخيرًا اقتناص عدوها الأول، بعد اشتباك مسلح استمر 40 دقيقة، على بعد 60 ميلاً من العاصمة إسلام أباد. وبدلاً من تقديم أدلة واضحة على نجاحها، أدلت الإدارة الأمريكية بأسوأ تصريحاتها هذا الصباح حينما أعلنت دفن جثة بن لادن في البحر، الأمر الذي أفسح مجالاً رحبًا لهواة نظرية المؤامرة. وليس مستبعدًا أن يكون كل طلاب الفلسفة حول العالم يجلسون الآن في مساكنهم الجامعية يُقلِّبون هذه النظرية على مختلف وجوهها. لكنها مسألة وقت فقط حتى ينتهي احتفال الأمريكيين في محيط البيت الأبيض، وينقشع الغبار، وتبدأ المطالبات الجادة بتقديم أدلة ملموسة على نجاح العملية المزعومة. ولا غروَ أن تشعر باكستان ببعض الحرج حينما يُعثَر على بن لادن أخيرًا بالقرب من أحد مقراتها المكافئة في الأهمية لـ"الأكاديمية العسكرية الأمريكية". ورغم لباقة أوباما في إعلان النبأ، لابد وأن تُثار علامات استفهام حول ما إذا كان زعيم القاعدة يتمتع بحماية كبار الضباط الباكستانيين، لا سيما وأنّ الولايات الأمريكية لطالما أعربت عن مخاوفها من أن تكون المخابرات الباكستانية تقوم بلعبة مزدوجة. ومن اللافت أنّ نظرية المؤامرة بدأت هذه المرة مبكرًا، وسوف تُغذِّي شكوكَ هؤلاء الراغبين في تصديق أن الأمر برمته خدعة أمريكية، "سرعةُ تخلص أمريكا من الجثة". لكن لماذا تدِّعي أمريكا قتل عدوها رقم واحد، بدلاً من تتبعه؟ إذا كنتَ أحد اليمينيين الأمريكيين المؤيدين لنظرية المؤامرة ستُرجِع ذلك إلى رغبة أوباما في تأمين إعادة انتخابه (بعد الجدل الذي أثير حول شهادة إعادة ميلاد أوباما، لماذا لا يحصل على واحدة مقابل شهادة وفاة بن لادن؟). ومما لاشك فيه أنّ الحادث يمثل لحظة فارقة في رئاسة أوباما، وسيتسبب حتمًا في رفع شعبيته، كما فعلت كارثة 11 سبتمبر بالضبط مع سلفه بوش. بالطبع لن يبتهج كثيرون لمشهد رأس بن لادن مفصولة عن جسده، ومعلقة فوق رمح مغروس في أرض "الموقع صفر"، كما اقترح بعض ذوي الحس المرهف، لكن من حق الجميع التشكك في رواية أمريكا التي سرَّبت وزارة دفاعها تسجيلاً في عام 2001 يُظهِر ابن لادن وهو يعترف بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر، بعد عام (2000م) من بث قناة الجزيرة تسجيلاً آخر يتبرأ فيه بن لادن من الهجمات، متهمًا أشخاصًا لهم أهداف شخصية بالتخطيط له. وحتَّى إنْ صدقت الرواية الأمريكية، التي فضلت تقديم وجبة شهية للأسماك، سيستمر بن لادن، كما اعتاد أن يفعل حيًا، في بعث رسائله المثيرة للجدل من تحت الماء! اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook