الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
في أزمة الخليج المتمثلة في غزو العراق للكويت وهو أمر جلل وما ترتب عليه من تشريد شعب واحتلال بلد له سيادته، وتجمع جيوش كبيرة قدموا من ثلاثين دولة على أرض السعودية – حرسها الله – لتحرير الكويت. في ظل هذه الأوضاع الخطيرة والمصيرية وجدنا مواقف إعلامية مخزية حيث انشغل الإعلام بأمر آخر ألا وهو قيادة المرأة للسيارة وكأن ما يحدث حولهم في كوكب آخر.
وبعد عشرين سنة عندما انعكس الوضع وأصبح العراق الغازي مغزيا من قبل أمريكا انشغل الإعلام بتحليل لفظة كانت تتردد على لسان وزير الإعلام العراقي الصحاف (العلوج) انشغلوا بتحليل هذه اللفظة وما أصلها اللغوي، وهل كان العرب يستخدمونها، وما مدلولها وعلى من تطلق وغير ذلك بل عقدت لقاءات لتحليل هذه الكلمة العابرة على لسان الصحاف ! ناسيا أو متناسيا هذا الإعلام الأمر الجلل وهو احتلال العراق وتقتيل الآلاف من شعبه.
واليوم وفي ظل هذه الثورات العربية الشعبية التي غيرت مجرى التاريخ التي لم يكن يتوقعها أحد ولا في الأحلام ولا في الخيال يواصل الإعلام تفاهاته فينشغل بالأمر القديم المكرر قيادة المرأة للسيارة وكأن المرأة إذا قادت هذه الآلة ستنحل مشاكل العالم الإسلامي!.
وفي معمعة سب الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل الدنمارك خنس الإعلام الموقر ولم ينبس ببنت شفة ولم يخط سطرا في إنكار ذلك إلا النزر اليسير من بعض الكتاب وهم قلة قليلة وانشغلوا بالسينما السعودية وتركوا سب وشتم – حلابة البقر الدنمارك – ليوجهوا أقلامهم في سب وشتم من وقف سدا حائلا دون فتح مقار للسينما في السعودية!
ولم يحرك الإعلام ساكنا عندما سب ذلك الوضيع الرافضي سيدته عائشة رضي الله عنها واتهمها بالزنا علنا، بينما وجدنا وقفة شرسة ضد ذلك الشيخ السني الذي تكلم عن السستاني بما يستحقه من أوصاف ليرموا الشيخ السني بأبشع الأوصاف و تحميل كلامه مالا يحتمل غيرة على الباطل ودحضا للحق.
إنه الإعلام وتناقضه وانفصامه وتفاهته، إعلام رخيص يمجد الراقصة والطبال، ويحقر العالم و حامل القرآن صفحات سوداء، وأقلام مشبوهة، وأسماء ممسوخة، وعقول عتت عن أمر ربها.
ولا غرو إنه الإعلام العربي الرخيص التافه، إلا من رحم الله وقليل ماهم.
