الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حضارة العري

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

في دراسة حديثة في الولايات المتحدة، اتضح أن 35% من الأسر الأمريكية تمارس عملية التعري بالكامل (بمن فيهم الأطفال والمراهقون): في المنزل (الباحة الخلفية)، أو في الخارج في الأماكن المخصصة لذلك.

اضافة اعلان

أيضاً اتضح أن 67% من الأزواج (بدون أطفال) وكذلك الثنائي الذين يعيشون سوياً، لكن دون زواج، يقومون بالتعري إما سويّاً، أو مع الأصدقاء في أفنية المنازل، أو على الشواطئ.

ما هي الأسباب الموجبة لذلك؟ كانت إجابة معظمهم أنهم يوفرون ماليّاً حيث يقل استهلاك الملابس، وكذلك الغسيل لهم ولأطفالهم، كما أنهم يستريحون بهذه الطريقة، يقولون: إنهم بعد يوم عمل طويل يفضلون الاسترخاء عراة!

كذلك اتضح لهم - كما يزعمون - أن أطفالهم بتعودهم التعري لديهم تقلل من فرص اللقاءات الجنسية غير المرغوبة، والحمل المرفوض؛ بسبب تعرفهم لأجسامهم، وأجسام الجنس الآخر منذ وقت مبكر...!!

ظاهرة التعري ليست حديثة في المجتمعات الغربية، لكنها استشرت في السنوات الأخيرة، وأصبحت شبه عادية، وكثرت الشواطئ الخاصة بالعراة، ويكاد يندر في أي بلد أوروبي أو مناطق السياحة في البلدان الأخرى عدم وجود شواطئ للعراة.

إحدى العائلات الأمريكية تقول: إن جميع أفراد الأسرة (بمن فيهم الأطفال) يعلقون كامل ملابسهم فور دخوله المنزل، ويبقون عراة حتى خروجهم مرة ثانية من المنزل، وإذا كان الجو مناسباً استرخوا في الخارج عراة أيضاً.

إحدى الأسر (التي تعتمد التعري في حياتها) جاورها سكان جدد مع أطفال. تسلق الأطفال الشجرة العالية بين المنزلين ففوجئوا بالجيران عراة تماماً في الباحة الخلفية للمنزل بمن فيهم أطفال ومراهقون. أسرع الأطفال لإبلاغ والديهم بالأمر، فاتصلوا بالشرطة والتي استدعت الجيران، وحققت معهم. اتضح للشرطة أن الأسرة المتعرية لم تخرق القانون فهم يتعرون في منزلهم، وليسوا مسؤولين عن أطفال الجيران الذين يتسلقون الشجرة لمراقبتهم!!

الغريب أن ظاهرة التعري بدأت بالتفشي في أمريكا فضلاً عن أوروبا، وبدلاً من كونها ممارسة شاذة في تلك المجتمعات أصبحت قضية عادية اجتماعية صحية ليس لها علاقة بالأخلاق، وبدلاً من الانزواء في شواطئ محدودة قليلة العدد مذمومة اجتماعيّاً تحولت قضية عادية وممارسة مقبولة بين الأسر الغربية، فضلاً عن الأزواج.

عدد نوادي العراة بالآلاف والمواقع المتخصصة على الإنترنت كذلك بالآلاف، وهناك الكثير من المنظمات المتخصصة في تشريع العري، وبيان فوائده، وآثاره النفسية والاجتماعية! كما تقوم بالدفاع عن حقوق هذه الفئة قانونيّاً، وترتب الاجتماعات وتحرص على جذب الفئات الشابة الجديدة لهذه الممارسة.

وحديثاً أصبحت بعض النساء تستخدم التعري وسط الشارع وسيلة لجذب الأنظار والاعتراض على الدولة، أو على تشريعات معينة.

العجيب أن هذا السعار انتقل إلى بعض البلدان العربية، وإن بشكل محدود وغالباً في المواقع الاجتماعية من باب التقليد والمباهاة!

هذا الانحطاط ليس بجديد على الغرب، وهذه السلوكيات التي يرفضها العقل السليم، فضلاً عن أن الأديان السماوية تنبئ بانحرافات خطيرة في الفكر الإنساني، وتحول الممارسات الشاذة إلى حقوق طبيعية.

ولعل أول ما حرص عليه الشيطان في غواية آدم - عليه السلام - وزوجه أن يتسبب في تعريهما، لكن آدم - عليه السلام - أدرك مراد الشيطان: "وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" (سورة الأعراف: 22).

ولقد كرم الإسلام الإنسان، ومن مظاهر الكرامة الحرص على اللباس الساتر للجسم المغطي للعورات.

"يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير" (سورة الأعراف: 26).

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook