تواصل- الرياض :
«ثلاثون عاماً في صرح واحد».. حالة لا تتكرر في أي مكان إلا قليلاً، معلم يتم تكليفه بالعمل في مدرسة، ولا ينتقل إلى غيرها، ويستمر حتى التقاعد، هذا ما حدث في مدرسة أبي موسى الأشعري الابتدائية بحي غبيرة، التابعة لمكتب تعليم العزيزية، جنوب العاصمة الرياض.
«المعلم خالد بن سعيد الهمداني».. معلم قدوة أمضى ثلاثين عاماً من حياته، معلماً للقرآن الكريم، يربي أجيالاً، تدافع عن الدين والوطن والعرض، على حدود المملكة تقف كالأسود في مجال الدعوة تذود عن الدين، أجيالاً تعرف للرجولة موضعها، كان خلالها بشهادة زملائه وطلابه مثالاً للإخلاص والتفاني في خدمة دينه ووطنه، وقدوة حسنة لزملائه وطلابه.
صباح الخميس الماضي، بعد ثلاثين عاماً من العطاء في نفس المدرسة، يعقد منسوبو المدرسة حفل تكريم للمعلم خالد بن سعيد الهمداني، بحضور الهيئة الإدارية والتعليمية بالمدرسة، وبحضور شرفي من مشرف التربية الإسلامية بمكتب العزيزية سعد العتيبي، وعدد من الزملاء السابقين له، وجميع الطلاب وبعض أولياء الأمور، بمناسبة تقاعده.
«الأستاذ خالد من الكفاءات المتميزة طيلة عمله، ومثالاً يحتذى به، ومربياً فاضلاً يحظى بمحبة وتقدير الجميع»، بهذه الكلمات وصف مدير المدرسة خالد صالح الحصيني الهمداني، واصفاً إياه بـ«والد الجميع».
وأكد وكيل المدرسة محمد ردعان القرني، في كلمة له: «أن المدرسة فقدت قامة من القامات السامقة تربوياً وتعليمياً»، موضحاً «أن التكريم ما هو إلا شيء بسيط يُقدم من كل أعضاء المدرسة لمعلمٍ سطّر الوفاء لدينه، ووطنه، طيلة عمله بالتعليم».
وقدم الأستاذ موسى بن علي العميرة، كلمةً نيابة عن زملائه المعلمين، أعرب فيها عن حب المعلمين والطلاب لخالد، مضيفاً أن الجميع سيفتقده، سائلاً المولى - عز وجل - أن يحفظه ويوفقه في حياته العملية.
وقدم "الهمداني" خلال كلمته بالحفل، الشكر لزملائه المعلمين وطلابه على هذا التكريم- غير المستغرب منهم - قاطعاً على نفسه وعداً بأن يكون وفيّاً لهم، متمنياً أن تجمعهم الأيام في مناسبات مختلفة، وأن يتم التواصل فيما بينهم.
واختتم حفل التكريم، بتقديم الهدايا التذكارية، لمعلم الأجيال خالد الهمداني، كما التقطت معه الصور التذكارية من قبل الجميع.
