الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

جسدٍ كنت تعمُرينه

lQWSv1NF_400x400
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
عبارة حلقت بي إلى فضاء رحب، أخذت بتلابيب قلبي
عبارة تتشوف الروح إلى سماعها
ويا سعد من حظي بها!
سمعتها على حين غرة، فنخرت فؤادي ففته فتًا، وذلك حين كانت الروح تحلق وهي تسمع كلام الحبيب محمد ﷺ، في برنامج "عليكم بسنتي".
حيث قرأ القارئ حديث نبينا ﷺ عن أرواح المؤمنين وأرواح الكافرين.
فأخبر أن روح المؤمن تخرج من جسده طيبة فتتلقاها الملائكة وتحتفي بها فتقول: روح طيّبة جاءت من قِبَل الأرض.
ثم تدعو لهذه الروح بالرحمات فتقول: "صلى الله عليكِ وعلى جسد كنت تعمرينه"
(جسد كنت تعمرينه)
ما أعظم هذا المعنى الذي ذكرته الملائكة
وما أشد وقعه على الفؤاد!
هرولت سريعا للوقوف على معناه عند شراح الحديث فغشيني ما غشيني عند تأمل معناه!
قال الطيبيّ -رحمه الله-: قوله: "تعمرينه" إستعارة شُبِّه تدبيرها البدن بالعمل الصالح بعمارة من يتولى مدينة، ويعمرها بالعدل والإحسان.
وقال القرطبي: "صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه" الصلاة هنا بمعنى الرحمة، وهذا يدلّ على أن الروح كالساكن في المنزل، فهو عامره ومدبره.
الروح كالساكن في المنزل
فالساكن يُصلح ويبني أو يفسد ويهدم !
فيا ليت شعري كيف عمرت أرواحنا أجسادنا؟!
ويا ليت شعري من منا ستصعد روحه طيبة ويسمع هذا الدعاء من ملائكة الرحمن؟!
فيا سعد من عمرت روحه جسده بما يقرب إلى الله من صلاة وصيام وذكر وبر وحسن خلق وإيمان.
ويا خسارة من ضيع عمرانها فيما ينفع، فهدم وأفسد حتى صار وبالًا على جسده، فكان خصمه يوم الأشهاد، فشهد عليه بما اقترف من منكر وعصيان:
{حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
أ. أفنان النافع المحاضر بجامعة الملك سعود      [video mp4="https://twasul.info/wp-content/uploads/2020/07/WhatsApp-Audio-2020-07-28-at-5.41.51-PM-1.mp4"][/video]
اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook