الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

معرض الكتاب وأماني تتجدد

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

معارض الكتب تُعبر في حقيقتها عن علم الدولة المضيفة، والدول المستضافة، ومدى ارتباط هذا العلم بالمعتقد، وهذا قول لا ينفيه إلا مكابر، فالعلم عامة والثقافة خاصة لها تلازم حتمي بالدين؛ وبالتالي تلازم بإنتاج العقول والقلوب المرتبطة بالدين قوة وضعفاً؛ لذا من البديهي ارتباط الثقافة بمعتقد كل شعب؛ ومن ثم انعكاس ذلك على أقوالهم، وأفعالهم، وأخلاقهم، وعقولهم، ونجد الحرص الشديد من بعض أصحاب المعتقدات على صد كل هجمة ضد أتباعهم مما رسخ لهذه المعتقدات الثبات، رغم مضي السنوات الطوال، ومن كل ما سبق نجد أن وزارة الثقافة والإعلام بقيامها بضبط معرض الكتاب الدولي في جميع مناحيه، إنما تعبر عن مجتمعنا المتمسك بعقيدته الصحيحة، وهي العقيدة الوحيدة التي ترتبط بالوحي المحفوظ بحفظ الله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.

اضافة اعلان

كما أن إقامة معرض كتاب دولي في أي دولة يعتبر علامة على: قوة أو ضعف المستوى العلمي للشعوب من حيث الإقبال من عدمه، كما يعتبر علامة على مدى قوة الثقافة العلمية الخاصة بما ينعكس على المطروح في المعرض؛ لذا لنجعل من معرض الكتاب نافذة تفتح فقط للهواء العلمي النافع الذي يقود للفلاح في الدارين، لنجعل من معرض الكتاب جولة علمية ممتعة يدخلها الجميع بلا خوف ولا وجل على عقول أولادهم أن تلتقط في غفلة منهم منتجات تجمع الغث قبل السمين، وتفتح مسارب مظلمة للشبهات والشهوات بل للزندقة والإلحاد في ثوب قشيب ظاهره الرحمة وباطنه العذاب !

لنجعل من العلم متعة المعرفة الثرية بما يخدم ديننا، ثم مليكنا، ووطننا. فينهل الشباب من الإنتاج العالمي المنثور أمامهم، بما يفتح لهم أبواب الاختراعات والتأليف الناضج، وإيقاد جذوة الموهبة.

لنجعل من معرض الكتاب بوابات مشرعة للتنافس في المدارسات العلمية واللقاءات العلمية الثرية طرحاً، وتأصيلاً، وأثراً إيجابياً راسخاً.

لنجعل من معرض الكتاب بوابة سنوية للتعريف بجميع علمائنا المؤثرين إيجاباً في بلادنا ممن يجهلهم الكثير وهم نجوم بحق ولا يكون المعرض حكراً على مجموعة قصاصين يهرفون بما لا يعرفون، ويكشفون ما ينبغي ستره ديناً وعرفاً وأخلاقاً ولا على مجموعة بعينها نتسامع بأسمائها سنوياً، ولا على مجموعات جاءت لتفرغ شططها العقلي ورفضها الجامح لحياتنا المبنية على الحياء وأخلاق الإسلام المقبولة عند ذوي الفطر السليمة وغيرهم ممن يماثلهم.

أما نثر القصص بين الأرفف لتصل إليها كل الأيدي فهذه ليست من لوازم معارض الكتب، ولا مما يؤثر لها بالحمد، وكذلك تناثر كتب الطبخ، بل كتب عبارة عن صفحات بيضاء فارغة فهذا لا تعليق عليه لأنه يضاد العقل.

إن حاجة الباحثين المتخصصين لكتب بعينها لا يعني عرضها في معرض كتاب، فالمصادر الخاصة بالأديان والفرق والمذاهب المضادة للإسلام وكتب الفلسفة وأمثالها، إنما هي تصلح للباحثين المتخصصين للرد عليها وبيان عوارها لذا من يحتاجها رجالاً ونساء بإمكانه الحصول عليها عبر دور النشر من خلال صفحات الفيسبوك الخاصة بها، وكذا مواقعها الخاصة، فالآن البيع عبر النت صار متاحاً ومعلوماً ويتم من خلاله الحصول على كثير من المستلزمات؛ لذا صاحب الحاجة يبحث عن حاجته الحقيقية بعيداً عن العرض المتاح للجميع. فهذه المصادر تحتوي على إنتاج هؤلاء الشياطين بلا نقد ولا تمحيص، ووقوعها في أيدي غير المتخصصين مصيبة وحالقة للدين رويداً رويداً والعياذ بالله، إلا إذا تم تدارك الأمر.

أما القول بأن الشباب وغيرهم يمكنهم الوصول لهذه الكتب عبر النت، فلا فرق بين المعرض والكتاب فنرد بقولنا: أنتم في المعرض مسؤولون ومحاسبون عن روادكم جميعاً، وفي البيوت الأهل مسؤولون ومحاسبون على أبنائهم (فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته).

لنجعل معارض للكتب مثل معرض الرياض في كل مناطق بلادنا الغالية المترامية الأطراف، فيكون معرض في الغرب، وآخر في الشمال، وآخر في الجنوب، وآخر في الشرق، فالسفر لمعرض كتاب يتيم في السنة وفي مدينة واحدة يسبب حرجاً مادياً واجتماعياً وشرعياً للكثير فهناك من لا يستطيع دفع تكاليف السفر والإقامة، وهناك من لديه ارتباطات اجتماعية تمنعه من السفر أو عدم وجود محرم للنساء.

وأخيراً: معارض الكتب نعمة لا يعرف قدرها إلا من تذوق لذة القراءة، ولذة السعادة عند الوصول لمصدر أو كتاب نادر كأنه وصل لكنز عظيم! وهذا لا يكون حقيقة إلا للباحثين الجادين عن الحق، أو عن الباطل. أما من يقع على كتاب وهو لا يعلم آثاره، فهذا مسكين ضعيف يحتاج من يأخذ بيده ليتبين الصواب.

نسأله - تعالى - أن يلهمنا رشدنا، ويقينا شر أنفسنا، آمين.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook