تواصل- وكالات: حذر وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، اليوم السبت، من شن ما وصفه بـ"حملة صليبية" على ليبيا، مشددًا على أهمية ألا تنزلق أوروبا في حرب في شمال إفريقيا، يأتي هذا فيما قررت تركيا إطلاق برنامج مساعدات إنسانية بالاشتراك مع دولة الإمارات العربية لتخفيف معاناة الشعب الليبي الذي دخلت ثورته على نظام العقيد معمر القذافي يومها 24. ودعا فيسترفيله، في مستهل الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في مدينة جودولو القريبة من العاصمة المجرية بودابست، المجتمع الدولي إلى التحفظ في المقترحات التي تدعو إلى التدخل العسكري في ليبيا ، مطالبا بدلا من ذلك بالحوار مع الدول المجاورة لها. وأكد الوزير الألماني على أهمية تجنب إعطاء انطباع بأن الأمر "يدور حول حملة صليبية ضد مسلمين". وقال: "لا نريد أن ننزلق في حرب في شمال إفريقيا... أعتقد أنه ليس من قبيل الصواب أن تتحدث أوروبا مع دول أخرى غير هذه الدول" بحسب وكالة الأنباء الألمانية. ورأى فيسترفيله أنه ينبغي على أوروبا اأن تدعم حركات الحرية التي تقودها الشعوب في شمال إفريقيا، في حال لقى الأمر قبولا ، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة أن يتم هذا الدعم فقط في إطار "شراكة ندية" مع الأطراف الفاعلة هناك. واعتبر الوزير الألماني أن اتخاذ الغرب قرارات بدون إشراك الدول المعنية من الممكن أن يعرض الديمقراطية الوليدة في المنطقة للخطر، مشيرا على سبيل المثال إلى أن العاهل المغربي محمد السادس أعلن عن إصلاحات جذرية مؤخرا. وأضاف فيسترفيله أنه رغم تفهمه للصدمة التي تسببها صور العنف القادمة من ليبيا ، إلا أن هناك مخاطر من أن يصل المرء عن طريق التدخل العسكري "إلى عكس ما كان يتمناه ". برنامج مساعدات من جهة أخرى قررت تركيا إطلاق برنامج مساعدات إنسانية بالاشتراك مع دولة الإمارات العربية لتخفيف معاناة الشعب الليبي الذي دخلت ثورته على نظام العقيد معمر القذافي يومها 24. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان صحافي اليوم إن سفينتي شحن محملتين بالمساعدات الإنسانية انطلقتا من ميناء (مرسين) بجنوبي تركيا في طريقهما إلى ميناء مدينة بنغازي الليبية التي يسيطر عليها الثوار ومن المتوقع أن تصلا يوم الاثنين المقبل الموافق 14 من الشهر الحالي. وأضافت الخارجية أن المساعدات الإنسانية تشتمل على 32 طناً من المواد والمستلزمات الطبية و 388 طنا من الغذاء وحوالي 2000 خيمة علاوة على 20 ألف بطانية و 72 طنا من مياه الشرب بالإضافة إلى مطبخين وفرنا متنقلا. وهذه المعونات مقدمة من تركيا ودولة الإمارات ضمن برنامج مساعدات إنسانية مشترك، حيث يرافق فريق مشترك من كلا البلدين قافلة المساعدات. والفريق مؤلف من 16 عنصراً من جمعية الهلال الأحمر التركي و 13 من جمعية الهلال الأحمر الإماراتي. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله آل نهيان أن هذه المساعدات تأتي في نطاق تنسيق مشترك بين البلدين في 25 فبراير الماضي على أن ترسل بالطائرات من الإمارات إلى تركيا لتشحن من هناك بالسفن. وكانت السفن التي أرسلتها تركيا لإجلاء رعاياها من ليبيا بعد اندلاع الثورة قد حملت على متنها مساعدات إنسانية عاجلة لإيصالها للمحتاجين من الشعب الليبي.