الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بعد عامين من تعيينهن.. هل حازت قضايا المرأة على أولويات عضوات الشورى؟!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - تقرير :

منذ عامين أصدر خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أمراً ملكياً يسمح للمرأة بدخول مجلس الشورى، على أن تلتزم المرأة العضو بضوابط الشريعة الإسلامية، دون أي إخلال بها البتة، وتتقيد بالحجاب الشرعي.

اضافة اعلان

ومع ما كانت تنتظره المرأة من طرح لقضاياها التي تشغل بالها كان لعضوات الشورى اهتمامات أخرى اتجهت للإثارة أكثر، بدلاً من القضايا التي شغلت المرأة والرأي العام بشكل عام مثل: "حوادث المعلمات"، بحسب رأي عدد من المراقبات.

وكان من أبرز الأحداث التي شهدها المجلس لعضواته، طلب العضوة حياة سندي، بإنشاء إدارة للسلامة المرورية تتولى رئاستها امرأة، وقدمت 3 عضوات: "لطيفة الشعلان، وهيا المنيع، ومنى مشيط" توصية بتمكين المرأة من حق قيادة السيارة "وفق الضوابط الشرعية، والأنظمة المرورية".

فيما اضطرّت العضوتان: لبنى الأنصاري، ولطيفة الشعلان، للانسحاب ومغادرة القاعة؛ احتجاجاً على إقرار الأهداف العامة لخطة التنمية العاشرة، وحذف إحدى السياسات المتعلقة بتمكين المرأة، والتي تنص على "الاهتمام بالاتفاقيات والمؤتمرات الدولية التي تعنى بشؤون المرأة"، فيما طالبت عضوة مجلس الشورى، نورة العدوان، بأن يخصص جزء من دخل مصلحة الزكاة، والدخل كمبلغ شهري للأطفال السعوديين حتى بلوغهم 18 عاماً.

الإعلام وقضايا الإثارة

الكاتبة إيمان عبدالله العقيل، قالت إنه: "يصعب الحكم على تجربة مشاركة المرأة في مجلس الشورى خلال فترة عامين من عمر المجلس، إذ لا يمكن تقييم التجربة بدقة؛ لأن ما يظهر على السطح هي قضايا للإثارة، وليست قضايا حقيقية تمس شريحة واسعة من المجتمع، فنجد تفاوتاً أحياناً في مستوى الطرح، من حيث نوع القضية، مثال بيض الحباري والتصفيق!! وهذه بلا شك ليست قضايا المجتمع التي يجب أن يبحثها مجلس الشورى".

وأضافت: أن المستشار مؤتمن، وانطلاقاً من هذا المبدأ لكل عضو في مجلس الشورى من الجنسين، دور في إيصال القضايا، ومناقشتها، واتخاذ القرارات المناسبة لها، والمرأة شريك في هذه العملية في المجلس.

وأشارت إلى أن القضايا التي تطالب بها المرأة من حيث الأولويات تتعدد، فهناك قضايا تمثل أهمية عالية وضرورة عاجلة للاستجابة لها، خاصة حجم الشريحة التي تمسها القضية، وبقدر تطرق عضوات الشورى للقضايا ذات الأهمية القصوى بقدر نجاحهن في تمثيل المرأة، والتعبير عن تطلعاتها وطموحاتها.

وتابعت: "لا شك أن البدايات تكون فيها التطلعات عالية، والتفاؤل في أقصى مداه، ولكن تلك التطلعات، وذاك التفاؤل يصطدم بمعوقات إدارية وإجرائية ومحدودية الإمكانات؛ مما قد يجعل سقف التطلعات قصيراً؛ وبالتالي فإن الحفاوة الإعلامية قد تكون قاصرة في قراءة الواقع والظروف التي تحيط بعمل عضوات الشورى، وعادة وسائل الإعلام تسلط الضوء على الموضوعات التي تتسم بالإثارة والغرابة، أكثر من القضايا التي تقوم على خطوات وإجراءات ودراسات معمقة.. وذلك لطبيعة الوسيلة الإعلامية التي تعتمد على الرتم السريع.. والإيقاع العالي".

واعتبرت أن هذا هو السبب الرئيس في أن تحظى بعض الموضوعات بالوهج الإعلامي رغم سطحيتها، بينما موضوعات تتسم بالعمق تتوارى في حيز ضيق بالصفحات الداخلية، ناهيك أن بعض العضوات لهن تواصل إعلامي كبير يخدم موضوعاتها التي تطرحها، بينما أخريات يعالجن قضايا لا تقل أهمية إلا أنهن يعزفن عن التواصل الإعلامي، وهو ما يغيب حضورهن الإعلامي.

ولفتت إلى الحملات الإعلامية ضد بعض العضوات، والتي يكون وراءها من يديرها ويتبناها من أجل قضية محددة، فتنشأ في بعض الأحيان – وللأسف - على معلومات غير دقيقة، أو مشوهة، أو محرفة، وعلى أية حال هذه حملات إعلامية مرتبطة بتوقيت محدد ما تلبث أن تنتهي، ولا يمكن بناء أحكام موضوعية على جدية أو ضعف عضوات مجلس الشورى، وإنما الحكم الحقيقي هو عدد وطبيعة القضايا التي تتناولها عضوة المجلس، كدور رقابي، أو مقترحات ومشاريع لخدمة المرأة، والمجتمع عامة".

قضايا المرأة

من جهتها، قالت الكاتبة عائشة الشهري، إن نساء المجتمع السعودي توقعن أن يكن في مقدمة سلم أولويات العضوات قضايا المرأة بالاهتمام بها، وطرحنها طرحاً أكبر، وأوضح من طرح الرجل، لكن وجدناهن يدورون حول قضايا قيادة المرأة وتوظيفها كاشيرة، وحول أشياء لم تخدم المرأة السعودية خدمة جيدة، ودللت على كلامها بعدم طرح العضوات - مؤخراً - لقضية حوادث المعلمات، رغم أنها القضية الأولى والأهم للمرأة السعودية، بينما انشغلن بقضايا هامشية كقضية تحديد النسل.

وأضافت أن المرأة بحاجة لمن ينظر في احتياجاتها وفي توظيفها فيما يليق بها، متسائلة "هل يليق بجامعية أن تعمل كاشيرة؟! ".

وتابعت: "كذلك المطلقات وحقوقهن، واهتمامات الحضانة، وكيفية حصولها على الحضانة، واحتياجات كثيرة لم نرَ منهن شيئاً بعيداً عما كان يطرحه الأعضاء الرجال، غير زيادة عدد، وأن تكون امرأة كاشفة وجهها في مجلس الشورى".

وحول هجوم الإعلام على بعض عضوات الشورى قالت: "ربما هم لمسوا شيئاً من احتياج المرأة، ومن حقوقها تكلموا بصدق عن متطلبات المرأة، والإعلام وما وراء الإعلام لا يريد هذا الطرح، ويريد أشياء أخرى، وعندما يأتي من يطالب بعكس أهوائهم تثور ثائرة الإعلام، ويشحن الرأي العام بقوة ليخرج المرأة بأي شكل كاشفة، وتختلط بالرجال، وكأن المجتمع عدو لهذه المرأة يريد أن يخرجها من دارها بأي شكل من الأشكال".

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook