الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الكاتب "الرطيان": بين أطفال سوريا وقتلى شارلي إبدو.. خلل بإنسانية الغرب!

الكاتب محمد الرطيان
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

 تواصل - الرياض:

 علق الكاتب محمد الرطيان على الأحداث الأخيرة في أوروبا، بأن إنسانية الغرب المزعومة فيها خلل كبير؛ يحزن في الوقت الذي يختاره، ويذرف دموعه على مشهد واحد، وينسى بقية المشاهد.

اضافة اعلان

كتب "الرطيان" يقول: "أطفال سوريا يموتون في الملاجئ من البرد، ومحررو صحيفة شارلي إبدو ماتوا في قاعة مكيفة، وعلى مكاتبهم الأنيقة، لا فرق بين موت وموت.. الفرق يكمن في الحياة، أطفال سوريا ماتوا في لعبة لم يفهموها، وحرب قذرة لم يستوعبوا أسبابها، ولم يكن لهم موقف تجاهها، محررو الصحيفة الفرنسية ماتوا لأن لديهم موقفًا، وأصروا على نشره رغم خطورته واستفزازه لأكثر من مليار مسلم حول العالم، منهم ٦ ملايين يعيشون في فرنسا".

وقال "الرطيان" إن أطفال سوريا تجمدوا في العراء، والعالم يتفرّج على جثثهم في خبر سريع لا يحظى بأكثر من دقيقة من وقت البث، بينما محررو الصحيفة سيطروا على ساعات البث بالكامل، وزعماء العالم "الأول" يتسابقون للإدلاء بتصريحاتهم الشاجبة المستنكرة.. يقولونها بحزن شديد ومرارة، وبلغة قوية أحيانًا، كتب: "أوباما وقف دقيقة صمت لضحايا الصحيفة... ولم يقف ولو لثوانٍ من أجل أطفال سوريا، بوتين أدان ما حدث ووصفه بالجريمة الشنعاء، طبعاً يتحدث عن ما جرى في الصحيفة، أما ما جرى لأطفال سوريا فالعالم كله يعلم أنه شريك فيه: كيف تكون إنسانياً في جهة وقاتلاً في الجهة الأخرى؟!! لا فرق بين موت وموت.. الفرق يكمن في الحياة".

وأكد أن هذا الغرب الذي قدّم للبشرية الكثير من المنجزات والابتكارات الرائعة: إنسانيته فيها خلل! يحزن في الوقت الذي يختاره، ويذرف دموعه على مشهد واحد، وينسى بقية المشاهد، هذا "الغرب" يتسمّر أمام الشاشة؛ ليتابع بقلق عملية إنقاذ قطة صغيرة علقت في أعلى الشجرة، وبالكاد تكمل المذيعة الخبر لشدة حزنها... وفي الخبر الآتي تقول دون أن يهتز لها طرف: إن ثلة من جنود الغرب أبادوا قرية كاملة في أفغانستان لـ(شكهم) بوجود "إرهابي" في حفل زواج في تلك القرية!

وتابع الكاتب محمد الرطيان: "أنا لا أصدق هذه الإنسانية التي يهزها موت قطة، ولا تهتز لإبادة قرية كاملة، لا أصدق الحزن الذي لم يحزن بسبب سقوط أسقف البيوت على رؤوس أطفال غزة طوال شهر كامل، فتّش أيها "الغرب" الجميل بقوائم قتلاك، وقارن بينها وبين قتلى الشرق... سيفزعك الفرق في عدد الجثث التي تتركها وراءك! كان، وما يزال، يأتي إليك "الشرق" - في الغالب - بحثًا عن العمل الشريف، والمعرفة، والحياة الآمنة.. وتمنحها له، وكنت تأتي إليه - في الغالب - قاتلاً ومحتلاً وسارقًا لثرواته، كم قتلت منه خلال القرون الخمسة الماضية؟".

واختتم "الرطيان" مقاله: "خذها مني أيها "الغرب" المذهل، الفنان المبدع، المبتكر الملوّن المتلون.. كل نار تشعلها في هذا العالم سيصلك لهيبها، ولو بعد حين!".

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook